ما ينبغي الحذر له خلال المرحلة المقبلة هو حماية أي تطور حقيقي وصحي من أن يختطف من قبل من لديه أجندات خاصة, وأنا هنا أتحدث بشكل مباشر عن مظاهرات أمس التي شهدتها عدة مدن مصرية وخاصة القاهرة والاسكندرية, وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع دوافع هذه المسيرات والوقفات الاحتجاجية إلا أن المظهر العام الذي بدأت به المظاهرات و الوقفات بدا فيه قدر كبير من الالتزام والحرص, وبدا واضحا من خلال ما قاله بعض من شارك في هذه المظاهرات أن هدفهم الأساسي أن تصل كلمتهم ورسالتهم إلي من يريدون أن تصله هذه الكلمة أو تلك الرسالة, ما حدث في مرحلة تالية من بعد ظاهر أمس هو تلك الحالة من محاولة الاختطاف التي قام بها بعض من المنتمين إلي جماعة الإخوان المسلمين المحظور نشاطها, أو بعض القوي السياسية, أو حتي الاشخاص الذين لهم ثأر' بايت' مع الحكومة أو النظام أو المجتمع, وحاولوا استغلال هذه المظاهرات و الركوب عليها تحقيقا لاجنداتهم الخاصة, وهو الامر الذي أحذر منه كثيرا, ذلك الشباب الذي شارك في هذه المظاهرات من أن يتم اختطاف هذا الحدث المهم, وذلك التطور الملحوظ في أسلوب التعبير عن الرأي من أجل تحقيق أهداف خاصة لمجموعات أو أشخاص. هذه وقفة سريعة مع ما حدث أمس, ولكن أظن أنه ينبغي التوقف لدراسة ما حدث و لماذا حدث, ولماذا فاق التوقعات ومن الذي شارك, ولماذا شارك؟ وأظن أن السؤال المهم هو ما الذي سوف تفعله الحكومة خلال الفترة المقبلة, وكيف ستتفاعل مع ما طرح ومع دلالة ما حدث؟ و السؤال المهم أيضا ما هي لغة الخطاب السياسي الذي ينبغي أن يكون حاضرا وسائدا خلال الفترة المقبلة؟ وكل هذه أسئلة مطروحة أمام الجميع لمحاولة الإجابة عنها بموضوعية وأمانة هي التي سوف تكون حائلا وحاميا لأي تطور اجتماعي أو سياسي مهم من أن يختطف من آخرين لهم أجندتهم الخاصة. الإجابات الأمينة, ومواجهة ما حدث بحق وأسبابه ومحاولة علاجه وتصحيح الأخطاء دون مكابرة هي الطريق, وأختم بجملة قالها الرئيس مبارك أخيرا هي: إن الشعب هو الفيصل و الحكم, وإن التواصل مع همومه وتطلعاته, هو الطريق لثقته وتأييده.