«السما بتنور كل شوية ليه؟».. عمرو أديب يطالب الجهات المعنية ببيان رسمي    وزير التموين: احتياطي السلع الأساسية يتجاوز 6 أشهر ويتضاعف في بعض الأصناف    وزير الطيران: مصر نجحت في إدارة أزمة إغلاق المجالات الجوية المجاورة    القاهرة الإخبارية: رصد طائرات مسيرات إيرانية متجهة إلى إسرائيل    الأهلي يخوض مرانًا خفيفًا داخل فندق الإقامة في ميامي استعدادًا لمباراة الافتتاح بالمونديال    وزير الشباب ومحافظ الإسكندرية يسلمان جوائز بطولة مصر المغلقة للجولف بنادي سبورتنج    أدفع أولا..غضب بين أولياء الأمور لفرض تعليم الجيزة رسوما على نتيجة الشهادة الإعدادية    عمرو دياب يدعم ابنته جنا في أحدث أعمالها الغنائية (صور)    هل تتأثر مصر لو حدث انفجار نووي في إيران؟.. هيئة الرقابة النووية تجيب (فيديو)    4 أبراج «يتسمون بالحكمة»: منضبطون يتحلون بالنضج وطريقة تفكيرهم «مش عادية»    وزير الصحة: "حياة كريمة" أعظم مشروع فى تاريخ مصر ويمس جميع المواطنين    رومانو يكشف النادي الذي يرغب جيوكيريس للانتقال له    النيابة الإدارية تؤكد استمرار جهودها لمكافحة ختان الإناث ومحاسبة مرتكبيه    منتخب كرة اليد الشاطئية يحرز برونزية الجولة العالمية بالفوز على تونس    "الأوقاف": بدء إجراءات التعاقد مع مستوفي شروط مسابقتي 2023 للأئمة وللعمال    "التعليم" تكشف تفاصيل الاستعدادات ل امتحانات الثانوية العامة غدًا    فات الميعاد الحلقة الحلقة 2.. أسماء أبو اليزيد تخبر زوجها بأنها حامل    نارين بيوتي تخطف الأنظار رفقة زوجها في حفل زفاف شقيقتها    أدعية مستجابة في شهر ذي الحجة    رئيس بعثة الحج السياحي المصرية: موسم الحج هذا العام من أنجح المواسم على الإطلاق    الهلال الأحمر المصرى: تنظيم حملات توعوية لحث المواطنين على التبرع بالدم    خبير: إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله لجره لساحة الحرب    رئيس مجلس الشيوخ: الشباب المصري العمود الفقري للدولة الحديثة ووعيهم السلاح الأقوى لمواجهة التحديات    على البحر.. ميرنا نور الدين تخطف الأنظار بأحدث إطلالاتها    روبرت باتيلو: إسرائيل تستخدم الاتفاقات التجارية لحشد الدعم الدولى    قائد بوتافوجو: مستعدون لمواجهة أتليتكو مدريد وسان جيرمان.. ونسعى لتحقيق اللقب    محافظ المنيا يُسلم 328 عقد تقنين لأراضي أملاك الدولة    نور الشربيني من الإسكندرية تؤازر الأهلي في كأس العالم للأندية    مصدر ليلا كورة: الزمالك يرحب بعودة طارق حامد.. واللاعب ينتظر عرضًا رسميًا    شركات السياحة: بدء تفعيل منظومة المدفوعات الرقمية فى موسم العمرة الجديد يوليو المقبل    "الإصلاح المؤسسي وتحسين كفاءة الخدمات الحكومية".. جلسة تثقيفية بجامعة أسيوط    تعليمات لرؤساء لجان امتحانات الثانوية العامة بالفيوم    شركة سكاى أبو ظبي تسدد 10 ملايين دولار دفعة مقدمة لتطوير 430 فدانا فى الساحل الشمالي    ديمبيلي يكشف عن الهدف الأهم فى مسيرته    رئيس الوزراء يتفقد مركز تنمية الأسرة والطفل بزاوية صقر    امتحانات الثانوية العامة.. الصحة تعتمد خطة تأمين أكثر من 800 ألف طالب    كأس العالم للأندية.. باريس الباحث عن موسم استثنائي يتحدى طموحات أتلتيكو    الأكاديمية العسكرية تحتفل بتخرج الدورة التدريبية الرابعة لأعضاء هيئة الرقابة الإدارية    محافظ كفر الشيخ يُدشن حملة «من بدري أمان» للكشف المبكر عن الأورام    لطلاب الثانوية العامة.. نصائح لتعزيز القدرة على المذاكرة دون إرهاق    خبير اقتصادي: الدولة المصرية تتعامل بمرونة واستباقية مع أي تطورات جيوسياسية    وزير الخارجية البريطاني يعرب عن قلقه إزاء التصعيد الإسرائيلي الإيراني وندعو إلى التهدئة    السجن المؤبد ل5 متهمين بقضية داعش سوهاج وإدراجهم بقوائم الإرهاب    تخفيف عقوبة السجن المشدد ل متهم بالشروع في القتل ب المنيا    أهم أخبار الكويت اليوم السبت 14 يونيو 2025    غدا.. بدء التقديم "لمسابقة الأزهر للسنة النبوية"    غدا .. انطلاق فعاليات مؤتمر التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص    خاص.. شرط أساسي لقبول طلاب الثانوية بتنسيق البرامج الخاصة ب"عين شمس"    مصرع شاب سقط من الطابق الرابع بكرداسة    طلب إحاطة يحذر من غش مواد البناء: تهديد لحياة المواطنين والمنشآت    إيران تؤكد وقوع أضرار في موقع فوردو النووي    مراسلة «القاهرة الإخبارية»: مستشفيات تل أبيب استقبلت عشرات المصابين    مدبولي: الحكومة تبذل قصارى جهدها لتحقيق نقلة نوعية في حياة المواطنين    23 صورة ترصد مشاهد الدمار في إسرائيل    الصحة: قافلة متخصصة في جراحات الجهاز الهضمي للأطفال ب«طنطا العام» بمشاركة الخبير العالمي الدكتور كريم أبوالمجد    حجاج مصر يودّعون النبي بقلوب عامرة بالدعاء.. سلامات على الحبيب ودموع أمام الروضة.. نهاية رحلة روحانية في المدينة المنورة يوثقوها بالصور.. سيلفي القبة الخضراء وساحات الحرم وحمام الحمى    «الإفتاء» توضح كيفية الطهارة عند وقوع نجاسة ولم يُعرَف موضعها؟    ما حكم أداء النافلة بين الصلاتين عند جمع التقديم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور هاني الناظر في حوار ل الأهرام المسائي:
الدول الكبري تسرق مستقبلنا بمسابقات الاختراعات

كشف الدكتور هاني الناظر الأستاذ بالمركز القومي للبحوث والرئيس الأسبق له في حواره مع الأهرام المسائي أن الدول الكبري تقوم بسرقة الاختراعات من مصر ومستقبلها عبر مسابقات الاختراعات,
وقال: إسرائيل حاربت اختراعي لعلاج الصدفية بحجة أنه هدد مشروعاتها العلاجية في البحر الميت. كما كشف عن أن فريق العالم المصري العالمي الدكتور مصطفي السيد انتهي من تجارب علاج السرطان بالذهب والذي تنفق عليه جمعية مصر الخير وأنه تم شفاء قطة مصابة أثناء التجارب, وأن الفريق في انتظار تطبيق النظام العلاجي علي البشر. وأشار إلي أن مافيا الدواء العالمي تحارب صناعة الدواء في مصر, وأن ذلك يعد السلاح الأكثر تدميرا لتلك الصناعة ويتحالف معه استسهال شركات الدواء المصرية وعدم إنفاقها علي البحث العلمي.
واعترف الناظر بأن الشباب يعيش الآن ظروفا صعبة, ولكن جيله عاني ظروفا أكثر صعوبة وكان علي درجة كبيرة من الوعي والمسئولية لتجنب تدمير تلك الظروف له وقهرها أيضا. وإلي الحوار.
سألته: تقدمت بأوراق ترشحك في مارس الماضي لانتخابات البرلمان ولكن في المرحلة الأخيرة تراجعت.. فلماذا؟
تقدمت بالفعل في مارس الماضي للانتخابات وكان شعاري بالعلم نقدر وكانت وجهة نظري أن مشاركة عدد من العلماء والباحثين في البرلمان القادم سيكون داعما لتفعيل دور البحث العلمي وتقديم رؤية جديدة لنائب مبتعدة عن نائب الخدمات, لاساعد في استخدام العلم في تقديم تقييم ايجابي للعمل الحكومي لخلق مناخ مشجع علي العمل بدلا من الاقتصار علي التقييم السلبي, ولكن بعد تأجيل الانتخابات وتغيير تقسيم الدوائر اختلف الأمر وأصبح من المستحيل أن أخوض الانتخابات, لأني أري التقسيم الجديد غير منطقي, وكان النظام الأول أفضل كثيرا, حيث كانت المنطقة التي نويت الترشح بها مقسمة إلي دائرة الدقي وكان له( مقعدان) والعجوزة( ثلاثة مقاعد), وقتها شعرت بأني قادر علي النزول في هذه الدائرة وفقا لإمكانياتي, ولكن بعد ضم الدائرتين أصبح عدد سكان الدائرة بالكامل380 ألفا عليهم أن يختاروا مقعدين فقط رغم اتساع نطاق الدائرة. فلم يعد في مقدوري خوض الانتخابات, لأني أدركت أن الأمر سيقتضي تدخل المال السياسي, وهذا ليس أسلوبي لأني لن ألجأ أبدا لرجل أعمال ليمول حملتي كما أني لا أتاجر في أراض ولا مستشفيات خاصة ولا أطمع في حصانة. لقد كان هدفي من البرلمان أن يكون للبحث العلمي صوت في البرلمان, كما وجدت المناخ العام لا يشجع البحث العلمي ولا يؤخذ برأي العلماء, ولاحظت أن هناك سيطرة للفكر القبلي والمال السياسي والشعارات البراقة أكثر من الحقائق, فوجدت أن هذا المناخ لا يناسبني وآثرت الانسحاب.
كيف لا يؤخذ برأي العلماء في حين أن القيادة السياسية شكلت مجلسا استشاريا من عدد كبير من العلماء للمساهمة في المرحلة المقبلة؟
أتحدث عن القاعدة العامة للمجتمع والصفوف التالية للقيادة السياسية, فكيف يكون لدي رئيس الجمهورية مجلس علماء استشاريين وتلغي في نفس الوقت وزارة البحث العلمي.. فهذا الموقف لا أفهمه واحتاج الي وقت للتفكير فيه فآثرت الانسحاب.
كيف تري أهمية البحث العلمي في تحقيق الطفرة الاقتصادية المنشودة, وهل الأمر قد يأتي بنتائج سريعة تتناسب مع طموحات الشعب والقيادة السياسية؟
إن استخدام البحث العلمي هو أقصر الطرق وأفضل الأدوات لتحقيق طفرة اقتصادية وتكنولوجية واجتماعية وثقافية وبيئية وزراعية وصناعية سريعة, والأمر ليس جديدا بل هي تجربة طبقتها العديد من الدول الأخري, وأتمني أن تعي الحكومة المصرية أن هناك أولويات أهمها علي الإطلاق هو البحث العلمي, وأن تدرك أن هناك آليات فاعلة وأدوات حقيقية لتفعيل البحث العلمي بعيدا عن النظريات والأفكار الإدارية التي توحي بأن الأمر سيطول, فالحلول الإدارية لا تصلح لحل المشاكل المركبة التي نواجهها, وسأضرب مثلا, فقد حضرت مناقشة لأزمة المياه المتوقعة في ظل ثبات حصة مصر من مياه النيل, واقترح أحد المسئولين من خلفية إدارية إلغاء زراعة القصب في صعيد مصر واستبدالها بزراعة البنجر, وكان مقتنعا بأنه حل عبقري, ولكن هذه الفكرة يترتب عليها غلق مصانع تعد من أكبر المصانع علي مستوي الشرق الأوسط في كوم أمبو والحوامدية وتشريد العمال, ونسي أن مصر تعتمد علي القصب في صناعة السكر المصري الشهير الذي يتم تصديره وكذلك ستتوقف الصناعات التكميلية التي تعتمد علي قصب السكر مثل المولاس والعسل الأسود والكحول وعلف المواشي, في حين أن البحث العلمي قادر علي حل المشكلة بتكليف مركز البحوث العلمية بالتعاون مع وزارة الزراعة لاستنباط سلالة من قصب السكر تستهلك كمية أقل من المياه وهو أمر ممكن, فهذه الحقائق لا يدركها إلا المسئول ذو الخلفية العلمية ولا يعرفها من هو بخلفية ادارية.
وهل لمصر الكوادر التي تصلح لذلك؟
مصر بها كوادر هائلة في البحث العلمي تستطيع تحقيق هذه الطفرة, وأريد أن أنوه إلي عدم صحة ما يروج من شائعات عن مستوي الباحثين المصريين, ومنها خبر سييء نشر منذ فترة ولم يتصد أحد له, يفيد بأن مصر من أكبر الدول في سرقة الأبحاث وهو كلام خاطئ, لأن سرقة الأبحاث العلمية غير مقتصرة علي مصر فقط, فوزيرة التعليم العالي الألمانية في حكومة ميركل آنيتا شافان أقيلت لأنهم اكتشفوا تزوير رسالة الدكتوراة الخاصة بها, ورئيس المجر السابق استقال بعد أن اتضح تزويره رسالة الدكتوراة.
السلطة لا تضيف قيمة
عملت من قبل كرئيس للمركز القومي للبحوث, واستمر عملك بالمركز كأستاذ, فكيف كانت تجربتك في الإدارة ما هي مقومات المدير الناجح من وجهة نظرك؟
لقد شرفت برئاسة المركز مدتين متتاليتين علي مدي8 سنوات, وأدرك تماما أن الشخص الذي ينتظر السلطة لتضفي عليه قيمة هو شخص ضعيف, فالإنسان هو الذي يصنع قيمة المنصب, فالإدارة فن وموهبة للتعامل مع المشكلات, واعتبر نفسي حققت نجاحات عديدة في إدارة المركز, لأني لم أدره بنفسي لكني كونت فريق عمل يضم نحو50 شخصا, وكنا نجري اجتماعا دوريا كل أسبوعين لمناقشة الأفكار والقرارات وأسمع اقتراحات الجميع, ونبحث معا أفضل القرارات التي يمكن اتخاذها, وهذا يصل بنا إلي أفضل قرار ويقلل أيضا نسبة مقاومة الآخرين للقرار لأنهم شاركوا في صنعه. أما عن مواصفات المدير الناجح فأعتبر أن التحدي الأول يكون في كيفية اختيار المدير المسئول, ونحن حتي هذه اللحظة نفتقد معايير واضحة لاختيار المسئولين في أي منصب, رغم أن هناك معايير مبدئية يجب توافرها في المدير, أولها أن يتسم بالنزاهة والقدرة والجرأة في اتخاذ القرار ولا يخاف علي الكرسي
كثيرا ما نجد مسئولا يتحدث قبل توليه للمنصب عن رؤيته لحل المشكلات, ولكن ما أن يتولي منصبا نجده فشل متعللا باللوائح والقوانين الجامدة والفساد..!
الذي يتولي إدارة منظومة فاشلة ويحولها للنجاح نعتبره منهاجا, والذي يشكو الظروف هو مدير غير ناجح, فمادام شعر بأنه غير قادر فعليه أن يستقيل فورا, أما حجة الفساد فهي واهية, والمدير الناجح يجب أن يتعامل مع مشكلات الفساد من اليوم الأول, ولا يعطي فرصة للفاسد ليتوقف عن فساده من تلقاء نفسه, بل عليه منع الفساد من بدايته, والمناخ الذي يعمل به الموظف لابد أن يكون صحيا به حرية ومساحة للرأي, والمدير الناجح يجب أن يكون قدوة بنزاهته وعدله, فلا يصلح أن يستحل المدير لنفسه وللمقربين منه المكاسب والمكافآت ويطالب في نفس الوقت الموظف البسيط بتحمل الظروف, فلابد أن يطبق القانون علي الصغير والكبير بدون استثناء ولا عواطف, لأن تطبيق الثواب والعقاب كفيل بأن يجعل الجميع يلتزمون.
كيف تري حججا يسوقها الفاسدون مثل ضعف الرواتب وعدم تكافؤ الفرص وانعدام الديمقراطية في الإدارة؟
الفقر وقلة المادة ليس عائقا عن التقدم, فالصين والهند تعتبر دولة فقيرة لا يحصل فيها المواطن علي الحد الأدني الذي يكفيه, ومع ذلك فالجميع يعملون ووصلوا لمستويات اقتصادية وتكنولوجية متقدمة, لأنهم يرون أن هناك عدالة اجتماعية, ويتساوي العامل والمدير وكل منهما يحصل علي حقه وفقا لمجهوده, والأمر لا علاقة له بالديمقراطية كما يري البعض فالصين وكوريا الشمالية دولتان متقدمتان علميا جدا رغم أن نظاميهما ديكتاتوريان فالديمقراطية التي يحاول الغرب ترويجها حاليا هي مجرد شعارات تصدر للدول التي يريدون السيطرة عليها.
كان لذلك آمال عريضة في الدمج بين المجال الصناعي وبين الابحاث العلمية في المركز, فإلي أي مدي وصلت التجربة حتي الآن؟
التجربة نجحت فعلا في ذلك الوقت, ولا يزال مكتب المستثمرين موجودا بالمركز, ولكن كان أملي وقتها أن يتم تعميم هذا الأسلوب علي جميع مراكز البحث العلمي والجامعات في مصر من خلال وزارة البحث العلمي, فالبحث العلمي يقوم بأبحاث لابتكار دواء جديد مثلا, ولما ينجح يجب تصنيعه في المصانع ليتم تداوله بالأسواق, فتتحول التجربة البحثية للانتاج, ولا يزال هذا ممكنا ولكنه لم يحدث كما تمنيت, وكانت هذه التجربة ضمن ثلاث تجارب ناجحة قدمتها أثناء رئاستي للمركز وأفخر بها, وكانت التجربة الثانية متمثلة في مشروع الطريق إلي نوبل ومشروع الدكتور مصطفي السيد لعلاج السرطان بالذهب, وقد سميت المشروع الطريق إلي نوبل علي غرار كتاب زويل, وقتها خشيت علي مصر من نزيف العقول المهاجرة التي تسافر ولا تعود, وقررت الاستعانة بكل باحثي المركز الحاصلين علي دكتوراة من الخارج وخصصت لهم مبني مزودا بأحدث المعامل والأجهزة علي غرار مراكز الأبحاث العالمية التي عملوا بها, وشجعتهم علي تنفيذ مشاريعهم البحثية بالمركز وإدارة المشروعات بأنفسهم, وكان من بينهم دكتور شاب اسمه محمود صقر هو الآن رئيس أكاديمية البحث العلمي. ومعه مجموعة في جميع التخصصات البايو تكنولوجي والخلايا الجذعية والهندسة الوراثية. وبدأنا ب18 معملا, وانتهينا قبل تركي منصبي كرئيس للمركز ب36 معملا.
وماذا عن مشروع دكتور مصطفي السيد؟
كان دكتور مصطفي السيد يزورني بالمركز عام2008 وكان وقتها عائدا من امريكا بعد تكريمه من بوش, وأقمنا له حفل تكريم واستقبله رئيس الوزراء وقتها, وتناقشنا في مشروعه البحثي للعلاج بالذهب, واقترحت عليه إجراء أبحاثه بالمركز, ولكنه تخوف بسبب الميزانية لأن المشروع كان يحتاج لنحو مليون ونصف مليون كل عام ووافقت وأقمت معملا باسمه, وطلب مني وقتها توفير فريق بحثي معاون له فوفرت له فريق عمل من40 باحثا من الشباب لكي يتعلموا, ومنهم الآن3 يدرسون معه في أمريكا رسالة الدكتوراة الخاصة بهم, وتحدثت وقتها مع دكتور علي جمعة وكان رئيس مجلس إدارة مؤسسة مصر الخير وطلبت منه تمويل المشروع فوافق, وحتي الآن مصر الخير تنفق علي المشروع. وبدأنا بالفعل المرحلة الأولي علي حيوانات التجارب, وعلي مدي سبع سنوات تأكدوا من عدم وجود آثار جانبية وهي مدة قصيرة في عمر الأبحاث الدوائية التي قد تصل لأكثر من20 سنة, وفي عام2009 تركت رئاسة المركز, ولكن الدكتور مصطفي السيد حريص في كل زيارة علي مقابلتي لمناقشة النتائج التي توصل لها فريق البحث إلي أن زاروني مؤخرا منذ شهر ليزفوا لي بشري بأن النتائج نشرت في واحدة من أكبر المجلات العلمية الطبية في أمريكا المتخصصة طب الجزيئات متناهية الصغر, وأنهم انتهوا من التجارب علي الحيوانات الكبيرة من الثدييات, والتجربة المنشورة كانت علي قطة مصابة بسرطان ثدي وصل حجمه لحجم رأس القطة نفسها, وعولجت إلي أن اختفي المرض تماما, والأهم من ذلك هي أن القطة تم تزويجها بعد الشفاء وحملت وانجبت وقامت بارضاع صغارها من نفس الثدي الذي كان مصابا بالسرطان, وهي قمة النجاح, والآن يقومون بالتعاون مع معهد الأورام للحصول علي موافقة وزارة الصحة لتطبيق التجارب خلال6 شهور علي البشر, وهي مرحلة لها محاذير وإجراءات يتم اتخاذها الآن. وأنا فخور بهذا الانجاز وأحمد الله اني نجحت في زراعة بذرة جيدة ستجني البشرية كلها ثمارها بإذن الله.
ما رأيك في المسابقات التي تجري سنويا لطلبة المدارس للابتكارات والاختراعات التي يقدم فيها أولادنا أفكارا عظيمة بالنسبة لأعمارهم, وبعضهم حقق مراكز أولي في التصفيات الدولية وبعضهم حصل علي منح للدراسة في أمريكا وألمانيا وروسيا.. فكيف نضمن بقاء هؤلاء الطلبة في مصر؟
هذه المسابقات هي إحدي وسائل الدول الكبري لسرقة مستقبل مصر, لأن هؤلاء هم مستقبل مصر, والمسابقة تجري لاكتشاف العقول المبدعة وإغرائهم بالسفر لاستكمال الدراسة والأبحاث في الخارج, وكان الأولي بهذه المسابقات أن تقيمها وتشرف عليها وزارة أو أكاديمية البحث العلمي في مصر.
تعيش الحياة بشخصية تجمع بين الطب والتأمل والحكمة, فكيف وصلت لهذه الدرجة من الوعي تجعلك تري الأمور من زاوية مختلفة وهي مرحلة يحتاج الإنسان لخبرات سنين طويلة حتي يصل لها؟
هناك ثلاثة أسباب أدت لتكوين شخصيتي, أولها حبي للزراعة, وثانيها هوايتي لصيد السمك, وثالثها هو دراستي بكلية الطب, ففي الزراعة تعلمت كيف توضع البذرة في الأرض وأراقبها وهي تنمو في كل مراحلها حتي تصبح شجرة تطال عنان السماء, وعندي حديقة ازرع فيها بنفسي فأشعر بالطبيعة وجمال الملكوت الذي نعيش فيه, أما صيد السمك فعلمني التأمل والصبر فأنا أعشق البحر وأمارس الصيد أياما متتالية منعزلا عن العالم كله, وأحيانا اظل ساعات طويلة من الفجر حتي المغرب بدون صيد, ولكن لدي أمل, وفي هذه الأثناء أشاهد حالات البحر وتقلبات الجو في عدة ساعات ثم يصفو, وهذا يجعلني في حالة تأمل مستمر داخلي وخارجي, أما الطب فجعلني أتعامل مع الناس علي اختلاف ثقافتهم وأعمارهم وأشعر بآلامهم ومشاكلهم, وأري كيف يجلس المريض أمامي وهو يشعر بأني الأمل بالنسبة له في تخفيف الألم, وأبذل كل جهدي لحل مشكلته, ولا تتخيلي مدي سعادتي عندما أصف علاجا لمريض ويشفي, كل هذه الظروف مع تربية والدي هي التي صنعت مني هذه الشخصية.
تهتم كثيرا بتوجيه نصائح للشباب من خلال صفحتك علي الفيس بوك وخاصة شباب الأطباء, فكيف تري هذا الجيل بما له وما عليه وخاصة أنك كنت في شبابك مكافحا وطموحا؟
لا أنكر أن الشباب الآن ظروفهم صعبة, ولكن من قال إن ظروفنا زمان لم تكن أكثر صعوبة من الآن؟ فلما تخرجت في كلية الطب وبدأت العمل لم أكن شابا مرفها ولا أملك فيلا ولا سيارة, بل تعبت وتحملت مشاق كثيرة, فكنت أدرس في جامعتين وامتحن صباحا في كلية وفي المساء أمتحن مواد أخري في كلية أخري, لكني كنت دوما أفكر فيما يمكن أن أقدمه للآخرين, وأحلم بتقديم ابتكار يفيد البشرية, وأذكر عندما كنت صغيرا أعيش بمنطقة الروضة وكان بها شجر كثيف وبالتالي كانت هناك حشرات, ففكرت في عمل عجينة لقتل الحشرات, وكان الكبار يحذرونا من وضع الصلصال في الفم لأنه سام, ففكرت في وضع السكر والعسل في عجينة الصلصال, لقتل الحشرات عندما تأكله, وبالطبع كان اختراعا فاشلا لأني اكتشفت أني كنت أغذي الحشرات, لكني تعلمت منه أن ما يضر بالإنسان ليس بالضرورة أن يكون مضرا للحشرات, ومع ذلك لم اتوقف عن البحث, وظلت أبحاثي مستمرة منذ عام1975 حتي عام1995 حتي اكتشفت علاجا جديدا للصدفية بمنطقة سفاجا الذي حقق لي شهرة كبيرة أنعم بها الآن, لذلك أنصح الشباب دائما ببذل كل جهدهم في العمل والتفكير في تقديم شيء جديد, وألا يحاول تقليد أي شخص آخر مهما كان نجاحه, يجب أن يكون نفسه.
استشارات طبية
تقدم أيضا من خلال صفحتك استشارات طبية يعترض بعض صغار الأطباء عليها لتبرعك بالمعلومات والوصفات العلاجية مما قد يضر بعملك ومكاسبك؟!
بالفعل كثيرا ما يراسلني مرضي من الأقاليم ودول أخري ربما لا يستطيعون الحضور للعيادة, وأقوم بوصف الدواء لهم علي الفيس بوك في الرسائل حسب الحالة حتي لا تعتبر دعاية للأدوية, واعتبر هذا واجبا علي ضمن رسالتي في الطب, فالفيس بوك أداة للتواصل الاجتماعي أحاول استغلالها في مساعدة الناس وزيادة وعيهم, وأحث الشباب دائما علي أن يستغلوا هذه المواقع لمساعدة الناس, وهذا لن يؤثر علي أرزاقهم لأن الأرزاق في النهاية بيد الله وكل شخص لا يأخذ إلا رزقه, بل بالعكس, فكلما ساعدت الناس سيفتح الله عليك بأكثر مما تتوقع.
في رأيك.. لماذا تحولت مهنة الطب لتجارة وأصبحت زيارة المريض للطبيب مأساة يخشي خلالها المريض علي حياته, بل ويتعمد بعضهم إطالة أمد العلاج لصالح شركات الأدوية؟
المسألة ليست بهذا السوء, فلو نظرنا إلي كم العمليات والعلاجات الناجحة في المستشفيات العامة في مصر, فسنجد أنها أكثر من الأخطاء, ولكن للأسف.. يتم تسليط الأضواء علي الأخطاء أكثر مما تسلط علي العمليات الناجحة التي يجريها أطباء متميزون ويتقاضون مرتبات حكومية ضئيلة, ولا أنكر بالطبع وجود أخطاء وأطباء لا يهمهم إلا المكسب, ولكن النسبة ليست كما يصور البعض, فالنقطة السوداء في الصفحة البيضاء تلفت الانتباه أكثر من الصفحة الناصعة ذاتها. فالنماذج السيئة موجودا في كل المهن. أما عن تعمد الطبيب إطالة أمد العلاج لصالح شركات الأدوية فبصراحة لا أتخيل أن هناك طبيبا يفعل ذلك مهما كان سيئا, ومن يفعله فهو مجرم متجرد من الإنسانية, ويعد سبة في جبين الطبيب الذي يقوم بهذا وعار علي الطب المصري.
ما مدي صحة محاربة مافيا شركات الأدوية العالمية لابحاث استخدام النباتات الطبية والأبحاث المصرية حرصا علي مبيعات منتجاتها؟
لا أنكر أن هناك شركات عالمية تحارب من أجل ألا تقوم مصر بتصنيع الأدوية عموما وليس في مجال النباتات الطبية فقط, ويعرقلون أي خطوات تقوم بها مصر في صناعة الأدوية, وفي رأيي أن مصر يجب أن تكون من أهم بلدان العالم في تصنيع وتصدير الأدوية لأننا نملك جميع المؤهلات والإمكانيات اللازمة من موادر طبيعية ونباتات وشعب مرجانية وطحالب بالبحر الأحمر, ونملك مراكز الأبحاث والباحثين الأكفاء, ولكننا نحارب بالفعل من الشركات العالمية لأننا نمثل لهم سوقا كبيرا, وعلينا الانتباه لهذا ولن نستطيع الانتصار في هذه الحرب إلا بالاهتمام بالبحث العلمي.
وما مدي مشاركة بعض الشركات المصرية في هذه الحرب؟
للأسف ليس لدينا شركة دواء مصرية خالصة100%, فمعظمها توكيلات من شركات عالمية, وللأسف أيضا شركات الدواء المصرية لا تخصص ميزانية للانفاق علي الأبحاث العلمية, ولو فعلت, فستتمكن من صنع دواء مصري100% دون الحاجة لشركات أجنبية ولكن الشركات المصرية بتستسهل.
وماذا عن الحروب التي تعرضت لها خلال عملية اكتشافك دواء الصدفية؟
طبعا تعرضت لها كثيرا, وأكثر من حاربني هي إسرائيل, فكنت اتعرض لمتاعب ومشاكل كثيرة من الإسرائيليين عند عرض نتائج الأبحاث في المؤتمرات الدولية, لأنهم يقومون بعلاج الصدفية في منطقة البحر الميت, وكانت لهم شهرة عالمية في الاستشفاء البيئي في أوروبا كلها, واكتشافي لهذا الدواء شكل تهديدا كبيرا لهم لأن الدواء الذي اكتشفته للعلاج في سفاجا كان أكثر تأثيرا وفاعلية من علاجاتهم, كما تعرضت هنا لهجوم شديد من بعض الزملاء المصريين, ولكن مع الوقت وبعد أن تحققوا من النتائج العلمية اختفي الهجوم تماما الآن. وهذا العلاج الطبيعي تسبب في وقف توزيع الكثير من الأدوية لشركات عالمية, لأنه حقق نتائج أسرع وأفضل من العلاجات الأخري. فالحرب كانت من الخارج والداخل, ولكني لم أتراجع أو أهتز لثقتي فيما قدمته, والآن والحمد لله المشروع عمره22 سنة ويعمل بكفاءة وكان سببا في وضع مصر علي خريطة السياحة العلاجية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.