رئيس لبنان الأسبق يؤكد خلال زيارته لمؤسسة الأهرام‏:‏

لسنا نعاجا‏..‏ وسندافع عن السلام‏..‏ وسنقف ضد السلطة المعسكرة‏..‏ ونرفض الأيديولوجيات المعلبة

في لقاء استغرق نحو ساعة ونصف ساعة بمؤسسة الأهرام‏,‏ ووسط سيل من أسئلة المشاركين أجاب عنها بصدق وشفافية‏,‏ استعرض الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل أمس في حضور الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام
حالة لبنان التي تعيش في مفترق طرق حاليا بعد سقوط حكومة سعد الحريري‏.‏
الرئيس اللبناني بدأ حواره بتأكيد أن لبنان يعيش الآن مرحلة انقلاب زاحف بسبب العنف السياسي‏,‏ وتهديد السلاح‏,‏ وأشار في لقاء مع عدد من الصحفيين والباحثين بمؤسسة الأهرام إلي أن هذا الانقلاب ستكون نتيجته تكليف رئيس حكومة رغما عن قوي الأغلبية‏14‏ آذار‏.‏
وأكد الرئيس اللباني الأسبق أننا لسنا نعاج‏,‏ وسندافع عن السلام‏,‏ وسنقف ضد السلطة المعسكرة‏,‏ لكنه شدد علي أن قوي‏14‏ آذار لا تستعد للحرب‏,‏ بل ستستخدم كل الوسائل السلمية لمقاومة هذا الانقلاب الذي توقع فشله‏,‏ وبالنسبة للعلاقة مع سوريا قال الجميل‏:‏ إن دمشق تريد الحل علي مقاسها ولا تريد دورا لمصر في التفاهمات الخاصة بلبنان‏,‏ رغم أننا نريد أن تلعب مصر الدور الذي يليق بها في لبنان‏,‏ لأنها لا تريد إلا مصلحة لبنان والشعب اللبناني‏.‏
وحول مسألة سلاح حزب الله قال الجميل‏:‏ إن حجة حزب الله في الاحتفاظ بالسلاح سقطت عام‏2000‏ بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان‏,‏ وشدد علي أن مزارع شبعا هي أراضي خاضعة للسيادة السورية وليست لبنانية وفقا للوثائق والقوانين الدولية‏,‏ وكشف عن أن لبنان طالب سوريا مرارا بإمداده بالوثائق القانونية‏.‏
وردا علي سؤال حول مصير المحكمة الدولية في ضوء المتغيرات الأخيرة قال‏:‏ إن المحكمة الدولية ليست خيارا لبنانيا‏,‏ لأنها شكلت بموجب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن‏,‏ ولا يمكن لأحد في لبنان أن يتدخل في عملها‏.‏ واعترف الجميبل بارتكاب قوي الأكثرية العديد من الأخطاء إلا أنه قال‏:‏ إن تصحيح هذه الأخطاء يتم من خلال الأطر السياسية‏,‏ خاصة في مجلس النواب وليس في الشارع عن طريق السلاح والتهديد‏.‏
وشدد الجميل علي أن العالم العربي في حاجة لإعادة مشكلاته السياسية والاجتماعية والعقائدية بشكل يتناسب مع طبيعة شعوبه‏,‏ ولا نريد أيديولوجيات معلبة‏,‏ داعياإلي التحرر من رواسب الماضي‏,‏ وحالة التخبط التي يعيشها العالم العربي أخيرا‏.‏
وأشاد الرئيس اللبناني الأسبق بالدور التنويري الذي لعبته مؤسسة الأهرام علي مدي تاريخها في مصر والعالم العربي‏,‏ وأنه يشعر بالفخر لانتمائه إلي عائلة الجميل التي كان أحد رموزها أنطون الجميل رئيسا لتحرير الأهرام من عام‏1933‏ حتي‏1948.‏
من جانبه أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام أن لبنان يعيش الآن مرحلة دقيقة وحاسمة في تاريخه‏,‏ وأن قضاياه علي رأس الأجندة العربية‏,‏ وشدد علي العلاقات الوثيقة بين مصر ولبنان‏,‏ و بين الأهرام ولبنان‏,‏ خاصة آل الجميل‏.‏
وفي نهاية اللقاء قام الدكتور عبدالمنعم سعيد باصطحاب الضيف اللبناني حيث أطلعه علي صور وأرشيف أنطون الجميل رئيس تحرير الأهرام الأسبق‏.‏