أكد الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل أن لمصر دورا أساسيا في لبنان, لما لها من ثقل سياسي وعراقة علي الصعيدين الإقليمي والدولي, و تحظي باحترام السواد الأعظم من اللبنانيين الذين يثقون في سعيها الصادق لحل المشكلة اللبنانية دون تحيز. و أشار في ندوة عقدت بالأهرام بحضور الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس الإدارة و عدد من كبار الكتاب و الصحفيين أن ثمة أطرافا تحديدا سوريا تريد ألا تتدخل مصر لحل الأزمة. وفي وقت أكد فيه تأييد الأكثرية لترشيح سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة, شدد علي أن قوي14 آذار تسعي لإيجاد مخرج للأزمة أيا كانت الاعتبارات, و قال: نحن دائما علي استعداد للحوار بشرط الحفاظ علي بعض المسلمات و الأصول التي إن خرجنا عنها سيتعرض لبنان للخطر. و اتهم حزب الله بأنه كان بوابة عبور بعض القوي الإقليمية للتدخل في المشهد اللبناني وحول إمكانية سيطرة حزب الله علي الحكومة المقبلة في لبنان, قال الجميل إن حزب الله ربما يسعي فعليا للسيطرة علي لبنان عسكريا و سياسيا من خلال الوصول إلي الحكومة لكن هذا لن ينجح, وإن نجح فيشكل ذلك انقلابا ولن تستسلم باقي الأطراف اللبنانية لهذا المنطق العسكري. وحول أسباب فشل المبادرة السورية السعودية, قال الرئيس اللبناني الأسبق إن السعودية لديها استعدادات طيبة و نوايا حسنة تجاه لبنان, إلا أن سوريا تريد حلا لا يتنافي مع مصالحها, ولا يؤثر علي نفوذها علي الساحة اللبنانية. و أضاف: أخيرا, حاولت سوريا أن توجه هذا التفاهم باتجاه يتناقض مع النوايا السعودية. و فسرت بعض النقاط التي رأينا أنها كانت غامضة و حولتها لما يتماشي مع أطماعها في لبنان. غير أن الجميل أكد أن من مصلحة لبنان أن تكون علاقاته مميزة مع سوريا. و قال: كل ما نطالب به سوريا هو أن تكون تلك العلاقات ندية و أن تحترم دمشق سيادة لبنان, خاصة أن بيروت و دمشق في خندق واحد لمواجهة الخطر الإسرائيلي. مشيرا إلي أن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري كان سباقا في مد يد الأخوة باتجاه دمشق. إلا أن الأخيرة ردت بإصدار مذكرات توقيف باتجاه أقرب المقربين منه. وقال إنه برغم انسحاب سوريا من الأراضي اللبنانية في2005, بقيت العديد من العناصر في لبنان حليفة للنظام السوري و منها الرئيس اللبناني إيميل لحود و المعارضة بقيادة حزب الله. و أكد أن سوريا مازالت عنصرا فاعلا في لبنان. و حول إمكانية إلغاء المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري, أكد الجميل أن النخبة السياسية في لبنان تتخوف من هذا القرار لما له من تبعات كارثية علي مستقبل لبنان و ثقة اللبنانيين في مؤسساتهم. و قال إن المحكمة ليست فقط من اجل القصاص من قتلة الشهداء و لكن انطلاقا من مبدأ تحقيق العدل. ولا يمكن أن يبقي لبنان هكذا بمهب الريح. ومن جانبه, رحب الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام بزيارة الجميل مؤكدا متانة وعمق العلاقات المصرية اللبنانية واللبنانية الأهرامية علي وجه التحديد. و بدوره, أعرب الرئيس اللبناني الأسبق عن امتنانه الشديد لوجوده في الأهرام مشددا علي أهميتها بالنسبة لكل لبناني و لكل عربي.