السيلفي أداة في يد المخابرات العالمية

التدخل العسكري الروسي في سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد والمعلن عنها منذ30 سبتمبر سبقها شهر علي الأقل من الاستعدادات والحشد العسكري الفعلي
والذي رصدته عدد من أجهزة المخابرات العالمية وفي مقدمتها الأمريكية.. ففي عالم الانترنت والأقمار الصناعية لم تعد العمليات العسكرية التي ترغب اي دولة في شنها تأتي في إطار السرية.
وظهرت أدلة علي الانترنت علي تراكم الوجود العسكري الروسي علي الساحل الغربي في سوريا ففي22 أغسطس سجلت تركيا صورا لسفينة شحن روسية عبرت مضيق البوسفور وبعد يوم واحد ظهر شريط فيديو يؤكد الأوامر العسكرية الروسية وتضمن لقطات لمركبة قتال روسية متقدمة من طرازBTR-82
ومع استمرار التعزيزات العسكرية الروسية أصبحت هناك أدلة علي مشاركة روسيا في النزاع السوري لتغرق هذه الاستعدادات شبكة الانترنت.
ونشرت بعض الصور( السيلفي) علي مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية والتي كشفت عن توجه السفن الروسية الي ميناء روسيا البحري في طرطوس. وفي2 سبتمبر الماضي ظهرت صور للطائرات الحربية وطائرات بدون طيار الروسية في سماء سوريا علي تويتر.
وكانت موسكو تقول أن الطائرات تعمل علي تسليم المساعدات الإنسانية ولكن تم تصوير واحدة علي الأقل في قاعدة عسكرية روسية يتم تحميلها بطائرات هليكوبتر هجومية وبحلول منتصف سبتمبر أظهرت صور الأقمار الصناعية التجارية مقاتلات روسية يتم نشرها في سوريا وظهرت لقطات فيديو وصور علي الانترنت تظهر هذه الطائرات وهي تحلق في الأجواء السورية وفي30 سبتمبر بدأت القنابل تتساقط من تلك الطائرات..وتمكن روسي بالغ من العمر29 عاما ويدعي رسلان يفايف من نشر صور وخرائط للتدخل الروسي في سوريا علي موقعه( لايف جورنال).
توافر المعلومات العسكرية السرية يأتي بسبب النمو الهائل في صناعة الأقمار الصناعية التجارية التي شهدت في عام2013 إيرادات بلغت195 مليار دولار. وهناك شركات مثل ديجيتال وايرباص عمالقة في هذا المجال وحكومة الولايات المتحدة الامريكية ومخابراتها هي أكثر الزبائن المقبلين عليها والمتهافتين علي هذه المعلومات حيث ان لهما عقد مع شركة ديجيتال بهذا الخصوص.. وفي ابريل عام2014 استخدم حلف شمال الاطلنطي( الناتو) الصور التي تم التقاطها من قبل الشركة لتوثيق حشد القوات الروسية بالقرب من الحدود الاوكرانية.
ونشطت من خلال هذه المنظومة شركات لتحليل صور الأقمار الصناعية بما في ذلك صور نشر القوات الروسية في سوريا.
وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما ل( سي بي اس) في11 أكتوبر: كنا نعرف أن بوتين كان يخطط لتقديم مساعدات عسكرية للاسد لانه كان متخوفا من انهيار وشيك محتمل لنظام الاسد.
ونتيجة كشف الانترنت للاستعدادت الروسية بشأن سوريا حذر جون كيري وزير الخارجية الامريكي نظيره الروسي سيرجي لافروف أن توسيع الوجود العسكري الروسي في سوريا قد يؤدي للمواجهة مع القوات الامريكية العاملة هناك.
وطلبت الولايات المتحدة من بلدان المنطقة إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية للشحن الروسي.
انفجار المعلومات مفتوحة المصدر علي التحركات الروسية في سوريا يجعل لزاما علي المخابرات الأمريكية أن تحسب لها الف حساب, سواء من خلال التدقيق في المعلومات المنشورة علي وسائل الإعلام الاجتماعية أو زيادة الوعي العام حول التطورات الجيوسياسية.
وفي عام2001 بدأ ماثيومينيس الزميل المقيم بمعهد أمريكان انتربرايز مهنته كمحلل استخارات الدفاع المخصصة لهيئة الاركان المشتركة الامريكية والمسئولة عن توفير تحذيرات عن النشاط العسكري في شرق وجنوب آسيا.
وكانت المهمة تتلخص في تتبع التحركات العسكرية عن كثب للصين وكوريا الشمالية والهند وباكستان بما في ذلك عندما كانت نيودلهي واسلام اباد علي وشك الحرب عام2002 واعتمد عمله علي صور الاقمار الصناعية ليحدد هل الحشود العسكرية تقوم بمناورة أم نها تستعد لغزو دولة مجاورة. ويتضمن العمل أيضا تحليل الصور( السيلفي) للجنود علي الفيسبوك والتي تكشف عن تحرك تلك القوات.
ويقول مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية جون برينان إن تحسين قدرة وكالته لحصاد معلومات من الانترنت والاقمار الصناعية هو الجانب الرئيسي لإصلاح منظومة التجسس في أمريكا.
كما أضاف أن وسائل الاعلام الاجتماعية تفضح أعدائنا وتحركاتهم!
ونظرا لخطورة الموقف أنشأ برينان ادارة خاصة بما يسمي( الابتكار الرقمي) في اشارة الي شبكة الانترنت لملاحقة المعلومات الخطيرة حول التجسس علي شبكة الانترنت.