بعد ثلاثة أيام من إطاحة ثورة الياسمين بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي أعلن مساء أمس عن تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة محمد الغنوشي آخر رؤساء حكومات الرئيس المخلوع وقال التليفزيون التونسي الإخباري انه تم اختيار كمال مرجان وزيرا للخارجية وأحمد فريحة للداخلية ونجيب الشابي أحد زعماء المعارضة للتنمية الجهوية. وأكد الغنوشي أن أولويات الحكومة الجديدة تتمثل في الانتقال بتونس إلي الديمقراطية والإعداد لانتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف دولي. ونقل التلفزيون التونسي عن الغنوشي قوله- في مؤتمر صحفي عقد أمس. 'إنه تقرر الاعتراف ببقية الأحزاب والمنظمات التي كانت محظورة في العهد السابق وإتاحة النشاط الحر لجمعية القضاة والجمعيات المدنية الآخري'. وأعلن الغنوشي قرارا بفصل الدولة عن كل الأحزاب وكذلك إطلاق سراح كل المسجونين السياسيين والذين كانوا معتقلين في السجون التونسية والإعداد لقانون العفو التشريعي العام. وأضاف أنه تقرر إحداث ثلاث لجان لجنة عليا للاصلاح السياسي يرأسها عياض بن عاشور ولجنة حول التجاوزات في الأحداث الأخيرة يرأسها توفيق بودربالة ولجنة ثالثة هي لجنة استقصاء الحقائق حول الرشوة والفساد يرأسها عبدالفتاح عمارة. وقال إن الحكومة التونسية ستحقق مع اي شخص يشتبه في ضلوعه في قضايا فساد او تمكن من جمع ثروة كبيرة في عهد الرئيس المخلوع. وقال ان لجان تحقيق ستتولي اجراء مثل هذه التحقيقات. وكان نحو ألف شخص قد احتشدوا في الشارع الرئيسي في العاصمة التونسية أمس لمطالبة الحزب الحاكم بالتخلي عن السلطة. وذكر المراسل ان الاحتجاج الذي نظم في طريق بورقيبة القريب من وزارة الداخلية سلمي ولم تقع اشتباكات مع الشرطة. وقال مراسل رويترز في مكان الاحتجاجات أمس: إن قوات الأمن التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفرقة حشد بوسط العاصمة يطالبون الحزب الحاكم بالتخلي عن السلطة. وكانت قوات الأمن والجيش استخدمت في وقت سابق خراطيم المياه وأطلقت أعيرة في الهواء في محاولة لتفرقة الاحتجاج ولكن مئات المتظاهرين ظلوا في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة قرب السفارة الفرنسية. من ناحية أخري أفادت تقارير إخبارية أمس بأن السلطات التونسية اطلقت سراح12 أجنبيا لعدم تورطهم في أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها البلاد.ذكرت ذلك قناة( العربية) الإخبارية. وقد بدت شوارع العاصمة التونسية أكثر هدوء واستقرارا من ذي قبل, خاصة بالمحاور الرئيسية وسط العاصمة, حيث مازالت قوات الجيش والأمن تتمركز في عدد من النقاط الحساسة, وبالقرب من المباني الحكومية وبعض المنشآت العامة. وذكرت وكالة الانباء المغربية في تقرير لها عن الوضع في تونس العاصمة أن بعض المقاهي والأكشاك والمحلات التجارية بدأت في فتح أبوابها أمام الجمهور, ولا سيما في الشوارع الرئيسية بالقرب من وسط العاصمة, وإن كان هناك شبه غياب تام للمواد الغذائية الأساسية, مثل الحليب والخبز, بمحلات البقالة, حيث يصطف الناس في طوابير أمام بعض المتاجر للظفر بقسط من هذه المواد. وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد وجه نداء إلي أصحاب الشركات والمحلات التجارية من أجل العودة إلي نشاطهم الاقتصادي وفتح محلاتهم ومتاجرهم في وجه الجمهور. وعلي الرغم من ظهور عدة مؤشرات علي تراجع الانفلات الأمني, فقد عرف عدد من الأحياء السكنية المجاورة للعاصمة, الليلة قبل الماضية, وحسب شهود عيان, اعتداءات وهجومات علي المحلات والمواطنين من قبل مجموعات' مجهولة الهوية' تمتطي سيارات مسرعة وتطلق النار علي المواطنين بشكل عشوائي. وكانت بعض القنوات التليفزيونية المحلية تبث حتي ساعات متأخرة من الليل نداءات استغاثة من المواطنين الذين كانوا يتعرضون للهجوم من قبل هذه العصابات, فتقوم بتحويل هذه النداءات علي الهواء مباشرة إلي مراكز الأمن والجيش لحثها علي التوجه إلي تلك الأماكن.