هل ستنجح كامب ديفيد في طمأنة ملوك الخليج؟ وهل سيتمكن الرئيس الأمريكي من الامساك بلجام طهران؟ اسئلة طرحتها الصحف الأجنبية قبل القمة المقرر ان تنعقد بعد غد في منتجع كامب ديفيد بولاية ميريلاند الامريكية بحضور ملوك دول مجلس التعاون الخليجي, الا ان الرياح لم تأت بما يشتهي اوباما, اذ اعتذر4 من ملوك ورؤساء دول الخليج وهم السعودية والبحرين والإمارات وسلطنة عمان. ورأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن سر غياب الملك سلمان بن عبدالعزيز, ملك السعودية وخادم الحرمين الشريفين عن القمة وانابته لولي العهد الأمير محمد بن نايف دليل علي وصول التوتر بين الرياضوواشنطن الي ذروته و يبعث برسالة قوية لاوباما, وارجعت ذلك الي رفض السعودية لسياسات واشنطن وتقاربها مع إيران بشكل يهدد أمن واستقرار دول الخليج, ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الكاتبان بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية كارول موريلو وكارين دي يونج أن اعتذار الملك سلمان عن عدم الحضور لا يدل علي استياء سعودي كما يروج البعض خاصة وان السعودية تربطها علاقات جيدة مع واشنطن, ونقلت الصحيفة عن مسئولين امريكيين تأكيدهم بأن غياب الملك سلمان ليست له علاقة بالضمانات الأمنية التي تعهد اوباما بتقديمها خلال القمة, مؤكدين أن الملك كان ينوي المجئ للقمة خاصة انه لوح بيديه لوزير الخارجية الامريكي جون كيري عقب انتهاء اجتماعهم في الرياض الاسبوع الماضي قائلا اراك الأسبوع المقبل مؤكدين ان خطط الملك تبدلت بسبب الأوضاع في اليمن. واكدت نيويورك تايمز ان اوباما سيسعي جاهدا خلال القمة لطمأنة دول الخليج حيال الاتفاق النووي مع طهران وذلك من خلال تقديمه ضمانات امنية تحفظ امن واستقرار الخليج قد تكون اشبه بالتعهد بالدفاع عن أمن ومصالح السعودية في حال مهاجمتها من قبل طهران في حين ان الرئيس الامريكي يعلم جيدا ان طهران لن تدخل في مواجهة مباشرة مع السعودية بل ستوظف عملاءها هناك لإثارة الفوضي والاضطرابات وهو ما يضمن لواشنطن ان تبقي بعيدة عن اي توترات خاصة انها لن تتدخل لحل اي ازمات داخلية تعاني منها المملكة وهي في الأصل ذريعة إيرانية. واكدت الصحيفة أن إيران قد تستخدم ورقة المعارضة وتلعب علي وتر البطالة في المملكة لتثير الفوضي وهو ما المح اليه الرئيس الامريكي بنفسه خلال احدي حواراته التي اكد فيها ان دول الخليج قد تعاني من تهديدات داخلية بسبب البطالة وعوامل اخري, وهو ما يؤكد صدق رواية الصحيفة. واشارت الي ان واشنطن لن تضحي بشهر العسل مع طهران بعد اكثر من30 عاما من الحرب الباردة. واضافت ان الرئيس الامريكي ترك العنان لطهران لتسعي في الارض فسادا بعد ان سمح لها باستراداد مليارات الدولارات من اصولها المجمدة وهو ما قد تستخدمه في دعم مليشياتها الشيعية كحزب الله الذي يحارب في سوريا والحوثيين ذراعها في اليمن وعناصرها المنتشرة في العراق ايضا, ومن هنا تتمكن طهران من توسيع نفوذها وسيطرتها علي المنطقة.