اهتمت الصحف العالمية باعتذار العاهل السعودي "الملك سلمان بن عبدالعزيز" عن عدم المشاركة في القمة الأمريكية - الخليجية، المقررة الخميس المقبل بكامب ديفيد، واعتبروها ليس مجرد اعتذار ناجم عن الظروف التي أعلنت عنها الرياض ولكنها رسالة موجهة ومقصودة للرئيس الأمريكي "باراك أوباما". فقال "جون ألترمن"، مدير شئون برامج الشرق الأوسط في مركز الاستراتيجيا والدراسات الدولية، في مقال بشبكة (سي إن إن) الأمريكية إن اعتذار العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن عدم حضور قمة كامب ديفيد يعني المزيد من التحدي لسياسات البيت الأبيض الذي فشل في قراءة مواقف حلفائه على الوجه الصحيح.
وأضاف ألترمن: إنه من الصعب عدم اعتبار قرار الملك سلمان "رسالة" للإدارة الأمريكية، معتبرا أن هناك ما يشبه التوافق بين المراقبين على أن الرياض وجهت بذلك "رسالة توبيخ" إلى الإدارة الأمريكية، خصوصاً أن رهان واشنطن على القمة في كامب ديفيد يقوم على مجرد عملية إضفاء لمسة شخصية على العلاقات مع الخليج والسماح للرئيس أوباما بتعميق علاقاته الشخصية مع القادة في الخليج بعد "البرودة" التي ظهرت أخيراً.
ورأى ألترمن أن هذه التطورات تمثل "تهديداً حقيقياً للأمن القومي الأمريكي" في منطقة حساسة مثل الخليج، كما أنها تعكس حالة من "عدم فهم" الإدارة الأمريكية للإشارات السعودية وعدم القدرة على إدراك حقيقة مواقف المملكة، بدليل أن البيت الأبيض كان أكد قبل أيام حضور الملك سلمان إلى القمة، بل وذهب إلى حد الكشف عن لقاء منفرد له مع أوباما قبل الاجتماع مع سائر زعماء الخليج.
فيما وصف موقع" تيك ديبكا" الإسرائيلي إعلان العاهل السعودي "سلمان بن عبد العزيز" إلغاء مشاركته بقمة كامب ديفيد، ب"الصفعة العلنية" للرئيس "باراك أوباما" ووزير خارجيته، والسياسات الأمريكية تجاه إيران والشرق الأوسط. وأعلن الملك سلمان أن ينوب عنه ولي العهد، وزير الداخلية محمد بن نايف، لحضور القمة بدلاً منه، وقالت مصادر سعودية إن على الملك سلمان البقاء في الرياض للتعامل مع الهدنة المقرر أن تمتد ل5 أيام مع الحوثيين باليمن، التي يفترض أن تدخل حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء 12 مايو.
ومن جانبها، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن قرار ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز عدم حضور اجتماعات قمة "كامب ديفيد"، الخميس المقبل، هو دلالة واضحة على عدم رضاه عن سعي أوباما لعلاقات أفضل مع إيران، المنافسة الإقليمية للسعودية.