تتعسني فكرة إني هموت.. قبل ما أشوف- لو حتي دقيقة- رجوع الدم لكل حقيقة.. وموت الموت... قبل ما تصحي.. كل الكتب اللي قريت.... والمدن اللي ف أحلامي رأيت. ... والأحلام اللي بنيت.... والشهدا اللي هويت.... والجيل اللي هداني.. والجيل اللي هديت.... قبل ما أملس ع الآتي.... وأدفن كل بشاعة الماضي... في بيت. تري هل تحققت أحلامك يا خال.. أم رقدت كالعصفور في سلام فيما دماء الشهداء مازالت تستغيث في الميدان..تتساءل بأي ذنب قتلت.. وضحكة الطلقاء مازالت ترن خلف الزنانين الفارغة المملوءة بالحسرة.. حاقولها بالمكشوف.. خايف أموت من غير ما أشوف.. تغير الظروف تغير الوشوش.. وتغير الصنوف. والمحدوفين.. ورا متبسمين في أول الصفوف.. خايف أموت وتموت معايا الفكرة... لا ينتصر كل اللي حبيته... ولا يتهزم كل اللي كنت أكره... اتخيلوا الحسرة..تري هل مت كمدا يا خال.. وأنت تبكي حلما لم يتحقق وفكرة ماتت في مهدها.. اقتلني قتلي ما هيعيد دولتك تاني.. بكتب بدمي حياة تانية لأوطاني.. دمي ده ولا الربيع الاتنين بلون أخضر وببتسم من سعادتي ولا أحزاني.. تحاولوا ما تحاولوا ما تشوفوا وطن غيره سلبتوا دم الوطن وبشيمته من خيره أحلامنا بكرانا أصغر ضحكة علي شفة.. شفتوتش الصياد يا خلق بيقتلوا طيروا. نعم يا خال شفنا الصياد بيقتلوا طيره.. لكن الصياد سيبقي وستبقي رغم الغياب المؤقت ضميرنا الحي وخبز أطفالنا ورائحة الحلم المعجون بطيبة مصر.. ستبقي أنشودة وطن مجروح وكلمة حق في حناجر ما عادت تقوي علي الكلام.. وستبقي كلماتك وقودا لحلم لم يكتمل وستبقي تشاركنا ونشاركك الأمل. انهض يا خال انفض عنك غبار الموت فالشعراء لا يموتون إنهم فقط يتظاهرون بالموت.. انهض عبد الرحمن فكم نحتاج إليك.. كم نحتاج لصوتك.. لصراخك في وجه الظلم.. انهض عبد الرحمن.. فنحن الذين ارتضينا الهوان أحق بالموت منك.. أنهض فكل ميادين الثورة تنتظر عودتك.. تشتاق لنبراتك.. كل مدافعنا فارغة من دون كلماتك من دون صرخاتك.. من دون لهجتهك المعجونة بعرق المطحونين. وحتفضل العصافير علي الشبابيك.. والفجر.. يستني أدان الديك. وطن.. وحلم.. وفجر.. متعانقين.. وهتفضل يا خال عصفورا أخضر وشجرة فل وهتفضل حي.. وفي ليلة التشييع كان القمر غايب.. ما جاش..و النجم كان حافل.. لا بطل الرقصه ولا الارتعاش....لما بلغني الخبر اتزحم الباب....واتخاطفوني الأحباب....ده يغسل.. ده يكفن.. وده يعجن كف تراب....وانا كنت موصي لا يحملني الا كتوف اخوان...أكلوا علي خوان...وما بينهمش خيانه ولا خوان....والا نعشي ما حينفدش من الباب......ما أجمل نومه علي كتوف أصحابك.....تنظر صادقك من كذابك.....بحث عن صاحب أنبل وش.. في الزمن الغش...و الرؤيه قصادي أتسعت.... نعم يا خال اتسعت أمامك الرؤية وتركتنا نتحسس الخطي ونقتفي اثر عبيرك.. ونضرب فأسا في أرضك علها تطرح ألف صباح جديد يحمل وجهك البشوش وضحكتك المرسومة بفرحة مصر..كرمش وشي..فاكر يامنة؟ وفاكر الوش؟.... أوعي تصدقها الدنيا.. غش ف غش....إذا جاك الموت ياوليدي....موت علي طول...اللي اتخطفوا فضلوا أحباب....صاحيين في القلب....كأن ماحدش غاب....واللي ماتوا حتة حتة...ونشفوا وهما حيين.....حتي سلام عليكو.. مش بتعدي من بره الاعتاب. نم هانئا ياخال.. وانعم بالسكينة.. فستبقي صاحيا في قلب وعقل ووجدان أمة. سلام عليك يا عبدالرحمن.. لك مني ألف سلام. [email protected]