قوله تعالي: فأما اليتيم فلا تقهر أي لا تسلط عليه بالظلم, ادفع إليه حقه, وأذكر يتمك قال الأخفش. وعن مجاهد فلا تقهر فلا تحتقر. وخص اليتيم, لأنه لا ناصر له غير الله تعالي فغلظ في أمر ه, بتغليظ العقوبة علي ظالمه. وفي صحيح مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي, حين تكلم في الصلاة برد السلام, قال: فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه يعني رسول الله صلي الله عليه وسلم فوالله ما كهرني, ولا ضربني, ولا شتمني... الحديث. وقيل: القهر الغلبة. والكهر: الزجر. ودلت الآية علي اللطف باليتيم, وبره والإحسان إليه حتي قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرحيم. وروي عن أبي هريرة أن رجلا شكا إلي النبي صلي الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال: إن أردت أن يلين, فامسح رأس اليتيم, وأطعم المسكين. ومن حديث ابن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: إن اليتيم إذا بكي اهتز لبكائه عرش الرحمن, فيقول الله تعالي لملائكته: يا ملائكتي, من ذا الذي أبكي هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب, فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم, فيقول الله تعالي لملائكته: يا ملائكتي, اشهدوا أن من أسكته وأرضاه؟ أن أرضيه يوم القيامة. فكان ابن عمر إذا رأي يتيما مسح برأسه, وأعطاه شيئا. وعن أنس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : من ضم يتيما فكان في نفقته, وكفاه مؤونته, كان له حجابا من النار يوم القيامة, ومن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة. وقال أكثم بن صيفي: الأذلاء أربعة: النمام, والكذاب, والمديون, واليتيم.