صمتت الأصوات جميعا ولا تسمع في قرية كفر شبر اليمن بالغربية إلا همسا في ظلمات الليل بعدجريمة القتل البشعة التي اهتزت لها قلوب أبناء القرية وأبكت الطيور وزهور الربيع قبل البشر... تحدث الجميع عن ذلك المجرم العاطل الذي فقد صوابه وتجرد من مشاعره الإنسانية وانتزعت الرحمة من قلبه وبطريقة مفجعة مريرة قرر أن يوصد بيده الشريرة باب الحنان والدفء للأبد, فبدلا من أن يقدم هدية لست الحبايب في عيد الأم كانت المفاجأة التي لم تخطر علي بال بشر عندما انهال بجاكوش علي رأس والدته, بل وهاجمها بضربات متلاحقة مهشما جمجمتها لتسقط علي الأرض بلا حراك غارقة في دمائها وسط حالة من الذهول للأب الملكوم التي حالت شيخوخته دون إنقاذ شريكة حياته وردع الابن العاق الذي لم يهتز أو يتأثر بتوسلات والدته القعيدة بأن يرحمها لكن طمعه في المال وغلظة قلبه وانطواءه علي نفسه وطباعه الشيطانية التي طالما سيطر عليها العنف و بما يملكه من بنيان قوي, وكان جزاء القلب الطيب قتلها بوحشية مفرطة, وبلا شفقة, وردا قاسيا علي رفضها زواجه لضيق الحال وعدم إقباله علي أي عمل ليتحول في لحظات إلي وحش كاسر يطيح بكل من حوله حتي أعز الناس بالنسبة, وخلال ساعات كانت المباحث قد ألقت القبض علي الابن الجاحد ووضع رجال المباحث في يديه القيود الحديدية. كان مأمور مركز شرطة زفتي قد تلقي بلاغا من أهالي قرية كفر شبر اليمن يفيد بقيام رضا راشد28 عاما عاطل بقتل والدته بعد نشوب خلافات مالية بينهما, حيث انتفض الضابط من مقعده من هول الجريمة وعل الفور انتقل المقدم أحمد جعيصة رئيس مباحث المركز إلي موقع الحادث, وكانت الصدمة التي أصابت رجال الشرطة بحالة من الذهول هو العثور علي ربة منزل وتدعي سعاد رمضان في العقد السادس من عمرها ملقاة علي الأرض بمنزلها مهشمة الرأس جثة هامدة غارقة في دمائها وبجوارها زوجها العجوز يجهش بالبكاء... وبسؤاله وسماع شهود الواقعة تبين أن المتهم قد طلب من والدته عقد قرانه علي إحدي فتيات القرية, ولكن نظرا للظروف المادية الصعبة التي تعيشها الأسرة واستمراره بلا عمل رفضت أمه لكن عندما شاهد المتهم السيدة التي تتردد علي الأسرة ما بين الحين والآخر لتقديم المساعدة المادية التي تعينهم علي مواجهة اعباء الحياة جن جنونه وهاجم والدته بقسوة وطالبها باعطائه المبالغ المالية التي بحوزتها, حيث نشبت مشادة عنيفة بينهما, وعندما حاول الأب التدخل أجبره ابنه علي دخول غرفته وعدم الخروج منها إلا أنه حاول الاستغاثة بزوجة نجله الأكبر التي تقطن بالدور العلوي, حيث اطلقت صرخات مدوية للاستعانة بالجيران للتدخل, وإنقاذ الموقف لكن المتهم كان قد أنهي جريمته الشنعاء بعدما انهال علي أمه بجاكوش كان بحوزته وسدد لها عدة ضربات سريعة وقوية في الرأس لتسقط غارقة في دمائها علي الأرض, وتلفظ أنفاسها الأخيرة متأثرة بإصابتها, وبعدها فر المتهم هاربا وسط الزراعات, كما كشفت التحريات أن الجاني كان يميل للانطواء, وعدم الاختلاط بالأهالي ويتميز بالعنف والبنيان القوي, وبالتفتيش عن أماكن تردد المتهم عثر عليه رجال الأمن مختبئا داخل إحدي المناطق المهجورة التي تقع علي أطراف القرية, حيث تم إلقاء القبض عليه والتحفظ علي أداة الجريمة وإحالته لنيابة المركز التي أمرت بحبسه4 أيام علي ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.