في تلك اللحظة فقد إمام سيطرته علي نفسه وتملك منه شيطان الانتقام وأعماه, حتي أنه لم ير أمامه سوي نادية وكيف يمكن ان يتخلص من سيطرتها عليه.. كانت نادية تصرخ في وجهه, وتتعمد إهانته كعادتها معه. وهي تعلم أنه سيرضخ لها صاغرا وينفذ لها كل ما تريد.. ولكنه هذه المرة لم يكن هو ذات الرجل, الذي عاش سنوات طويلة ذليلا لها.. فقد توحش وانفجرت رجولته أخيرا, وقرر أن يواجهها ولو للمرة الأخيرة, قبل ان ترحل من الدنيا علي يديه. قابل إمام صرخات نادية في وجهه, بثورة رجولته المفاجئة, وباغتها بضربات قوية بالفأس التي كانت بيده, فشق رأسها لتسقط من توها علي الأرض غارقة في دمائها, وسرعان ما تحشرجت روحها ولفظت أنفتسها الأخيرة. لم يقتنع امام بضربته القاتلة, وخشي ان تفيق زوجته وتعاود سيطرتها عليه, فعاجلها بعدة ضربات قوية أخري حتي مزق جسدها تماما, وحوله الي اشلاء.. ثم خرج والذهول يتملكه لا يصدق ما حدث, وعندما ذهب الي قسم الشرطة, لم يبلغهم بما فعل, ولا كيف تخلص من زوجته, ولكنه اتهمها بالاشتراك مع آخرين في اختطافه, ومحاولة سرقة سيارته النقل, التي كانت دائما ما تطلب منه ان يكتبها باسمها وهو يرفض. لم يمض وقت كبير علي تحريات الشرطة, حتي عثر علي اشلاء جثة الزوجة نادية ملقاة في مصرف المحيط بمركز الفشن ببني سويف, كما عثر علي السيارة النقل غارقة بالمصرف.. وقبل ان يزداد الغموض حول الجريمة التي اهتزت لها مشاعر اهل القرية كان رجال المباحث قد عاودوا استجواب الزوج, الذي كان ثملا بانتقامه, يهذي بكلمات غير مفهومة.. وبتضييق الخناق عليه, انهار واعترف بجريمته تفصيليا. بدايةالواقعة كانت عندما تلقي اللواء احمد حلمي مساعد اول الوزير للامن العام, اخطارا من ادارة البحث الجنائي ببني سويف بالعثور علي جثة سيدة في نهاية العقد الرابع من عمرها, ممزقة الي اشلاء داخل جوال, وملقاة في احد المصارف المائية بمركز الفشن وتبين من التحريات ان زوجها قتلها بعد خلافات نشبت بينهما بسبب رفضه تسجيل سيارة ربع نقل باسمها, وعقب ارتكابه الجريمة, حرر بلاغا في مركز الشرطة, اتهم فيه زوجته بالمشاركة مع آخرين, في اختطافه وسرقة السيارة ومبلغ مالي. وقد اتضح لرجال مباحث المديرية بإشراف اللواء عطية مزروع مدير أمن بني سويف ان الزوج ويدعي إمام. س37 سنة عامل, مقيم بقرية صفط العرفة كان يستقل سيارته ربع النقل بصحبة زوجته نادية47 عاما ربة منزل وفي تلك الأثناء, استوقفهما مجهولون يستقلون سيارة, وقاموا باختطافه تاركين زوجته داخل السيارة, وبعد مرور4 ايام اطلقوا سراحه, واتهم الزوج زوجته بالمشاركة مع الخاطفين في سرقة السيارة ومبلغ18 الف جنيه. قاد العميد زكريا ابو زينة مدير المباحث الجنائية فريق بحث ضم الرائد مصطفي أبو عقرب رئيس مباحث الفشن, حيث دلت التحريات علي ان الزوج علي خلافات شديدة مع زوجته القتيلة لمطالبتها له بتسجيل السيارة باسمها, علي اعتبار انها سددت خمسة عشر ألف جنيه من22 الف جنيه اجمالي ثمنها. وكشفت معاينة المباحث وجود متعلقات للمجني عليها بطاقة, ومشغولات ذهبية, وحقيبة نقود صغيرة, كما تم العثور علي آثار دماء داخل السيارة بعد انتشالها من المياه وكذلك دماء في منزل الزوجية. ألقي رجال المباحث القبض علي الزوج, وبمواجهته انهار واعترف بجريمته مشيرا الي ان نادية دخلت معه في مشادة في ليلة الجريمة, واحتدت عليه مصممة علي انه من حقها تسجيل السيارة باسمها, وحينئذ سيطرت علي الزوج مشاعر الغضب فأحضر قدوما فأس وانهال عليها ضربا فأصيبت بطعنات بمنطقة الرقبة والعنق والحنجرة, ولفظت أنفاسها الاخيرة في الحال, وعقب ذلك, مزق جسدها إلي اشلاء داخل حمام المنزل وجمع هذه الاشلاء في جوال داخل السيارة, والقاه في مصرف المياه, ثم تخلص من السيارة بإلقائها في ترعة الإبراهيمية, وقال الزوج إنه تقدم ببلاغ لتضليل رجال المباحث. تولي محمد عبد المنعم مدير نيابة مركز الفشن التحقيق, بإشراف المستشار حمدي فاروق المحامي العام لنيابات بني سويف, وقرر حبس المتهم احتياطيا علي ذمة التحقيقات, تمهيدا لإحالته إلي الجنايات.