الإدارة الفنية العلمية هي سر نجاح أي مؤسسة انتاجية واجتماعية, سواء كانت تعليمية أو ثقافية لأن إدارة البشر اصعب من إدارة الآلات لأن الانسان نفسه هو المسئول عن إدارتها وأن الفشل في العديد من المؤسسات وراءه ادارة محدودة القدرات لاتستطيع التعامل مع العنصر البشري لأنه الأثمن والأغلي. ومن وجهة نظري هناك عامل أساسي في نجاح المدير هو ان يمتلك مهارات قراءة واستغلال قدرات العاملين وتوظيفهم حسب تلك القدرات والميول وخلق العلاقات الجيدة بينهم وتقدير مجهود العامل وأن ذلك سيؤدي إلي زيادة الإنتاج وخفض تكاليف العمل. والسبب الحقيقي الذي دفعني للحديث عن فن الادارة المشاكل اليومية التي تعاني منها الصحف بسبب بعض القيادات التي عجزت عن توظيف واستغلال موارد ها المادية والبشرية وأدي ذلك إلي تراجع المستوي المهني والمادي, وان هناك بعض الصحف الناجحة تراجع ترتيبها بسبب المشاكل اليومية للعاملين وفشل الادارة في التعامل مع تلك المشاكل وتوظيف الافراد التوظيف الأمثل, واصبح القضاء علي المواهب والكفاءات من صفات المديرين الضعفاء, وكنت أتمني أن تتم عمليات الاختيار حسب الكفاءة من أجل خروج المؤسسات من كبوتها. ان المرحلة المقبلة تحتاج إلي إدارات ذكية لديها القدرة علي استغلال الموارد سواء المادية أو البشرية, وأن تكون لديها خطط ورؤي مستقبلية تطرح علي الجمعيات العمومية مصحوبة بالفترات الزمنية للتنفيذ وهذا يضيف عبئا آخر علي العاملين بزيادة العمل وترك المدير يعمل وانتظار النتائج لا التشكيك في كل ما يقدمه مما يؤدي إلي تعطيل تنفيذ الخطط ومشروعات التنمية, وأري أن من أهم عناصر مواجهة الشائعات والنميمة داخل المؤسسات وهي أحد اسباب تعطل العمل والتراجع التواصل بين المدير والعاملين من خلال اجتماع اسبوعي يعقد لطرح كافة المشاكل بصراحة شديدة وما يدور داخلهم وأن هذا الاجتماع سيؤدي الي منع القيل والقال ويطرح أمام المسئول ما يدور في رأس مرءوسيه وكيفية التعامل معهم, فالعزلة تؤدي إلي زيادة الشائعات والأقاويل والتي قد تؤدي إلي توقف مسيرة العمل. وأن من أسباب انتشار الشائعات داخل أماكن العمل الفشل في الوصول الي المسئول وإقناعه بمشاكل العمل مما يجعلهم يفقدون الثقة في المدير, وأن أكثر الناس في التعامل معها هم الذين يفتقدون القدرة علي المواجهة ويكرهون العمل والتعاون مع الآخرين في إنجاح العمل ويفتقدون القدرة علي طرح القضايا بطريقة مباشرة الي رؤسائه وعكس ذلك المدير الناجع الذي يجيد التعامل مع اصحاب الشائعات ومواجهتهم بطريقة مباشرة بما تم انجازه ومناقشة القضايا بعلانية وصراحة مع العاملين حتي لا يلتف حوله النمامون ضعاف النفوس الذين قد يحققون مآربهم في تعطيل العمل, فالشائعات اعتبرها من أخطر الآفات علي الانتاج وإضعاف العمل وتؤدي إلي أضعاف إرادة العاملين. ومن وجهة نظري فإن الأخطر علي العمل الانسان الدائم الاحساس بالظلم والقهر وصاحب شكوي من رئيسه الظالم الفاشل وكلما اعطيته ما يريد يقول إن هذا لم يتم الاتفاق عليه وأن الرئيس ظالم وأن مثل هذه النوعية أفضل الطرق في التعامل معها هو التكليف المباشر بالعمل أمام الآخريين وتطبيق العقاب الاني, وهذا لايعني أنه لا يوجد مدير يضع العلاقات الشخصية والأهواء في تنفيذ عمله مما يؤدي إلي خلق العداءات مع العشرات من مرءوسيه والمدير الناجح من يفصل بين العمل وعلاقاته الشخصية والايدلوجية.