ودعت محافظة الغربية أمس اثنين من شهدائها في مشهد جنائزي مهيب اللذين اغتالتهما يد الإرهاب الغاشم, فعندما تطأ قدماك منطقة العلو التابعة لحي ثان المحلة بمحافظة الغربية تدرك من الوهلة الأولي حالة الحزن الشديد التي سيطرت علي المنطقة والذي يصاحبك في أي مكان تذهب إليه حسرة علي فراق شهيد الوطن أمين الشرطة محمد سعد كامل37 عاما من قوة مديرية أمن شمال سيناء, بينما لم تنم أعين أهالي وأسرة المجند الشهيد أحمد محمد العدل21 عاما زهرة شباب قرية محلة أبوعلي مركز المحلة فور سماع خبر استشهاده المشئوم. وأمام منزل أسرة أمين الشرطة الشهيد بالعلو جلست شقيقته الكبري نادية سعد42 عاما وهي تضع يديها علي خديها والألم يعتصر قلبها والدموع تتساقط من عينيها بلا توقف وحولها النساء اللاتي اتشحن بالسواد وصوت العويل والصراخ يتردد صداه في كل مكان وبصوت وهن وخافت يخالطه البكاء قالت حسبي الله ونعم الوكيل من القتلة الظلمة الذين حرموا طفلتين في عمر الزهور هما حنين5 سنوات ونورهان عامين من والدهما الشهيد الذي تزوج منذ سبع سنوات من أسماء, دعوة ربة منزل ونحتسبه شهيدا عند الله. واستكملت قائلة: إن الشهيد كان الابن الوحيد علي خمس شقيقات, حيث كان السند والعائل والحماية للعائلة واعتاد علي رعاية مصالحنا, خاصة بعد وفاة والدنا, وكانت الزيارة الأخيرة له من أسبوع حيث دعا الجميع لتناول وجبة الغداء بمنزله وأوصي في حال استشهاده أن يدفن بمسقط رأسه بمقابر العائلة بقرية ميت يزيد مركز السنطة حتي يكون بجوار والده وجده, حيث كان يعلم بصعوبة عمله والفترة الحرجة التي تعيشها البلاد. وبنبرات يملؤها الحزن والأسي تحدث والد الشهيد المجند أحمد العدل الذي يعمل موظفا بمجلس مدينة المحلة بأنه يحتسب نجله عند الله شهيدا وأن الله استرد أمانته ولا اعتراض علي مشيئته حيث ظل يبكي وعينا تذرفان الدموع وهو يردد إنا لله وإنا إليه راجعون..