ينتمي حمادة الشهير بلقب قاعود لأسرة ريفية بسيطة فشل في استكمال تعليمه لضيق ذات اليد وأثر ذلك علي حياته المعيشية بالسلب ولم تفلح محاولاته للالتحاق بعمل يدر عليه ربحا ماديا ثابتا يستطيع أن يدبر به احتياجاته اليومية واضطرته الظروف المعاكسة التي لم يحسن التعامل معها للسير في الطريق الحرام عندما تعرف علي مجموعة من أصدقاء السوء الذين نصحوه بالانضمام لعصابات السرقة بالإكراه لكي تنتعش أحواله المادية وبدون أدني تفكير وجد نفسه عضوا في إحداها وارتكب العديد من وقائع السطو المسلح علي الدراجات النارية والسيارات وحصل علي حصته المالية وادخر جزءا منها وصرف الباقي علي ملذاته الشخصية وتعاطي المواد المخدرة التي أدمنها بشراهة ولم يستطع الإقلاع عنها ومرت السنوات الأربع الأخيرة التي احترف فيها الإجرام, حيث لجأ لشراء الهيروين الخام من منطقة السحر والجمال وإعادة بيعه للطبقات المهنية وأولاد الذوات بأسعار تغريهم للتعامل معه فضلا عن سرقة المركبات التي يرتكبها باستخدام الأسلحة علي الطرق الزراعية والصحراوية. وكان اللواء منتصر أبو زيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود عناصر إجرامية تهدد وتروع أمن وسلامة المواطنين في مجال السطو المسلح علي الدراجات النارية والسيارات وترويج الهيروين الخام وأنه حان الوقت للإمساك بهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة للقصاص منهم حتي يتم ردعهم وقطع الطريق علي نشاطهم الخارج عن القانون. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيدين محمد طلعت رئيس فرع غرب وإبراهيم صدقي مأمور مركز التل الكبير والمقدم حسام حسن مفتش المباحث الجنائية والرائد فهمي عبد الصمد رئيس مباحث التل ومعاونيه النقباء محمود حسن وسليمان عيسي ورامي الطحاوي وإبراهيم ناجي. ودلت التحريات أن المتهم يدعي حمادة الشهير بلقب قاعود27 سنة عاطل سبق اتهامه في خمس قضايا متنوعة انحرف عن نهج أسرته السلمي وارتمي في أحضان أرباب السوابق وتعلم علي أيديهم فنون السرقة بالإكراه المتمثل في إجبار ضحاياهم للتخلي عن دراجاتهم البخارية وسياراتهم والحصول علي فدية نظير إعادتها لهم ومن يتأخر عن تلبية مطلبه يقوم وأعوانه ببيعها لتجار الخردة مقابل مبالغ مالية زهيدة للخلاص منها. وأضافت التحريات أن المتهم أدمن البودرة بشراهة وفكر في حل لمواجهة حاجته الملحة لهذا المخدر بشرائه من مصادر سرية بمنطقة السحر والجمال علي حدود الإسماعيلية مع مدينة العاشر من رمضان بكميات وفيرة, يأخذ جزءا منها لتعاطيه والباقي يطرحه لعملائه الذين رحبوا بالتعامل معه لرخص سعر بضاعته عن مثيلتها لدي تجار الكيف. وأشارت التحريات إلي أن قاعود يتمتع بذكاء شديد وقدرة علي التمويه والهروب إذا استشعر أي تحرك غير طبيعي من حوله ويظهر في منطقة تل البلد والحمادة بعد غروب الشمس لكي يستقبل زبائنه حتي الساعات الأولي من الفجر, يمنحهم الهيروين وإذا صادفه استدعاء من عصابة السرقة بالإكراه يتوجه إليها مسرعا ليشاركهم في الجريمة التي خططوا لها. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين في محيط محل إقامة قاعود وعندما حانت ساعة الصفر اتجهوا إليه علي رأس مجموعة من قوات الأمن المركزي القتالية واستهدفوه متلبسا وبحوزته كميات من الهيروين الخام واقتادوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة العمليات, وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته للبودرة بقصد الاتجار فيها وجرائم السطو المسلح التي ارتكبها وبعرضه علي محمود حسن وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد يوسف رئيس نيابة التل الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.