لم ينل محمود الشهير بلقب أبو زيدان حظه من التعليم مثل باقي زملائه في سنه فخرج للحياة يبحث عن العمل وتنقل من مكان لآخر حتي نجح في استخراج رخصة قيادة وأصبح سائقا يكسب رزقه بالحلال ويعود لمسكنه محملا بالمأكل والمشرب والهدايا لأسرته فرحا بإدخال السرور عليهم وفجأة تبدلت أحواله عندما تعرف علي أقران السوء الذين وجهوا له الدعوة للسهر معهم لتعاطي المخدرات بمختلف أصنافها وهكذا بدأت أولي خطواته في سكة الندامة حتي أدمنها ووجد نفسه في مأزق شديد بعد أن تراكمت الديون عليه وبات يخشي من الأشخاص الذين اقترض منهم المال ووقتها لعب الشيطان في رأسه وبرغبة خالصة منه اندفع نحو الجريمة منذ13 سنة عندما قام بارتكاب واقعة سرقة بالإكراه ثم زاول بعدها نشاط الاتجار في المواد المخدرة ليحقق أكبر عائد مادي عقب اتفاقه مع المصادر السرية التي وعدته بتوفير الهيروين والحشيش بكميات كبيرة واتسع نشاطه ولم يعد قاصرا علي محيط محل إقامته بل اتجه نحو عملائه الذين يسكنون بعض المناطق المتفرقة بالشرقية حيث فضلوا التعامل معه لثقتهم فيه وقدرته علي تدبير ما يحتاجونه من مخدرات بأسرع وقت, وواصل أفعاله الخارجة علي القانون ولم يضع في حسبانه سقوطه مرات متعددة في قبضة الأجهزة الأمنية وأصبح يعيش حياته بالطول والعرض وفشل في حياته الزوجية التي لم يراع حقوق شريكة حياته وواجباتها لإدراكه بالفشل الدائم واستحالة الصرف علي مطالب منزله في ظل انفلاته الخلقي ونظرا لخطورته علي مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية التي وضعته علي رأس المطلوب ضبطهم لترويجه البودرة البيضاء للشباب من الجنسين تمكن رجال مباحث الإسماعيلية من إلقاء القبض عليه متلبسا عقب فرض رقابة صارمة عليه وعثر معه علي كميات من مخدر الهيروين جاهزة للبيع لعملائه وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر يروج من خلالها المخدرات تشكل خطورة علي المجتمع بهم لمساعدتهم للمدمنين علي ارتكاب جرائم القتل والسرقة بالإكراه وكيفية إعداد الخطط اللازمة لاستهدافهم والقضاء عليهم وتقديمهم للمحاكمات العاجلة. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم حسام حسن مفتش المباحث الجنائية والرائد فهمي عبد الصمد رئيس مباحث التل الكبير ومعاونيه النقباء محمود حسن وسليمان عيسي وإبراهيم ناجي ورامي الطحاوي ودلت تحرياتهم أن المدعو محمود المعروف بلقب أبو زيدان37 سنة سائق مسجل فئة ج وله40 سابقة في مجالات السرقات المتنوعة وحيازة أسلحة والمخدرات وهارب من حكم غيابي برقم5921 لسنة2013 مدته ثلاثة أعوام وكسر المراقبة القضائية المفروضة عليه حتي عام2017 حيث تنقل للإقامة في أكثر من مكان ما بين أبو حماد والعباسة شرقية. وأضافت التحريات أن المتهم تعرف علي مصادر سرية قبل أشهر في منطقة السحر والجمال وتعاقد معهم علي تسليمه البودرة البيضاء بالجملة تمهيدا لإعادة طرحها بين المدمنين للتربح من ورائها والاستفادة من وجودها معه لتدبير حصته من التعاطي. وأشارت التحريات إلي أن محمود لم يعد يقوي علي العمل وهمه الوحيد هو ترويج الهيروين وفتح أسواق جديدة له لزيادة حجم تعاملاته وارتضي الاستمرار في إطعام نفسه بالمال الحرام الناتج عن طرح البودرة لزبائنه الذين يقصدونه من أماكن عدة بعد الاتصال به هاتفيا لتحديد مقر وجوده لمدهم بما يريدونه من البودرة, وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطه وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة بالاستعانة برجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر وصلت إليهم معلومة عن ظهوره في عزبة عنتر محل سكنه الذي اختفي عنه خشية الملاحقات الأمنية وفوجئ بالإمساك به وعثر معه علي كميات من الهيروين وهاتف محمول ومبلغ من المال وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بالمضبوطات أعترف تفصيليا بالاتجار في المخدرات وتحرر محضر بأقواله وبعرضه علي محمود حسن وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف محمد يوسف مدير نيابة التل الكبير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة القضية ومراعاة التجديد له في الميعاد والاستعلام عن الأحكام الصادرة بشأنه تمهيدا لتنفيذها.