يتبقي أقل من أسبوعين علي إجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان, ومازالت الساحة تتحدث عن توقعات كثيرة إلا الوحدة حيث سيطر مفهوم الانفصال بقوة علي الساحة منذ إعلان بدء التسجيل, ولكن ما يتردد أكثر قرب بدء الاقتراع علي تقرير المصير عن عنف واشتباكات قد تحدث مما يؤدي إلي حرب جديدة هذه المرة قد تكون بين دولتين. ولكن دانيال موم قال أنا لا أكره الشماليين وعندما اختار الانفصال ليس هذا يعني قطيعة معهم بل تربطنا روابط قوية يمكن ان تكون أرضية مناسبة لبناء علاقة طيبة وقال دانيال ليس هناك عنف أو أي اشتباكات ستحدث خلال الاستفتاء بل سيكون سلسا وعاديا ولكن هذه التخوفات ربما يكون قد رسخها المسئولون بين الطرفين من خلال تصريحات متشددة, وأشار إلي أن الجنوبيين لايريدون حرب جديدة لأن الحروب السابقة حصة الذين دفعوا ثمنها أكثر موتا وتشردا وقال ان حكومة الجنوب تدرك ذلك ولكن نخاف من تلميحات المؤتمر الوطني. ولكن ماجوك اثيم أشار إلي أن إعلان المؤتمر الوطني بأن السودان اذا انفصال الجنوب سيكون دولة عربية اسلامية كأنه استبعد الاستثناء بقناعة راسخة بأن الانفصال قائم أو كان المؤتمر الوطني كان ينتظر الانفصال لاعلان الدولة العربية الاسلامية ونحن ليس لدينا اعتراض علي المؤتمر الوطني ولكني كنت أأمل أن يعملوا حتي آخر لحظة لأنني لست من أنصار الانفصال وكنت أتمني وطنا واحدا كبيرا يسعنا جميعا. أحمد محمد سالم شمالي قال أنه عاش6 سنوات في الجنوب في مرحلة مهمة في حياته وأحب الجنوب جدا وقال حسب معرفتي بالاخوة الجنوبيين أنهم طيبون يعاملون الشماليين بشكل جيد ولا أتوقع أن تحدث أي حرب أو احتكاكات, وأشار إلي أن هذه الفترة فترة تشنج وتوتر وهذا أمر طبيعي وليس هناك مايستدعي قيام حرب جديدة وعبر عن حزنه الشديد لبلوغ الأمر هذه المرحلة مشيرا إلي أنه يعيش في مصر منذ فترة وأغلب أوقاته يقضيها مع الأشقاء الجنوبيين. رفض نيال أي فكرة لحرب جديدة قال أتوقع أن يأتي الاستفتاء سلسا وجيدا ويعترف به الجميع, وقال هذا في حد ذاته ينفي أي فكرة للحرب وناشد الطرفين بأن يعملا علي ارساء أسس جديدة لعلاقة بين الشماليين والجنوبيين في حالة الوحدة وبين الدولتين إذا حدث الانفصال. وأضاف نيال أن له أخوين في الخرطوم حاليا رفضا العودة للجنوب رغم أنه يؤكد الانفصال السلمي والتعايش بين الدولتين إلا أن شقيقته يؤيدان الوحدة ولكن تريزا مامو أشارت إلي أنها عاشت أغلب حياتها في الشمال ولا تتوقع أي عنف أو مشاجرات, كما لا تتوقع العودة للحرب من جديد, وأكدت أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يدركان تماما أنه لا يمكن أن يعيشا في استقرار إذا لم يكن بينهما تعاون كبير, وقالت إن الذين يروجون لحرب قادمة هؤلاء هم أصحاب مصالح من هذه الحرب, ولكن وعي الشعب السوداني سيجهض هذه الأفكار. محاسن عزالدين دراسات عليا في القاهرة قالت: أنا لا أتخيل يوما أن أجد ملاك الجنوبي أحد أصدقائي من بلد آخر, كما لا أتخيل أن يرفع أحدنا البندقية في وجه الآخر. وإذا أقدم المؤتمر الوطني أو الحركة الشعبية علي فكرة تجدد الحرب يعني أنهما يمارسان انتحارا لا مجال للشك فيه, وأضافت أنا أعمل مع زملائي علي اقناع الجنوبيين الذين نعرفهم باختيار الوحدة ولكن التصريحات المتبادلة من الطرفين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني جعلتنا في حيرة من أمرنا كل منهما يدفع مواطنيه دفعا إلي كراهية الآخر. وقال سالم بيتر جنوبي من أب جنوبي وأم شمالية: أنا لا أعرف ولكن أنا بعيد عن الخرطوم وجويا ومشاعري تناثرت بين مدن الجنوب ومدن الشمال ولن أصوت في تقرير المصير, ولكن إيما كانت النتيجة سأعترف بها وأتعامل معها كأمر واقع, وقال سالم: الناس تتحدث عن حرب.. فلماذا الحرب وطالب المؤتمر الوطني والحركة بأن ينظرا للأمر بموضوعية ويعملا ما يحقق الاستقرار لأشقاء تربطهم علاقات الدم والرحم والمصالح. هاجر أحمد جنوبية مسلمة قالت: نحن مع خيار الأغلبية خاصة بعد أن وعدت الحركة الشعبية بإرساء الديمقراطية وحرية الأديان, ولكن أتمني ألا تكون هناك حرب جديدة لأننا عشنا ظروفا قاسية كجنوبيين نتيجة الحرب وربما يكون الشمال تضرر اقتصاديا فقط, ولكننا تضررنا كثيرا ونزحنا إلي الخرطوم والدول المجاورة وعشنا أسوأ حياة وأناشد الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني أن يعملا علي إقامة علاقات طيبة بين الطرفين مهما كانت النتائج وأن يجهضا أي محاولات تعمل علي دق طبول الحرب بين الشمال والجنوب. واستبعد ايتم شول أي احتمالات لوقوع حرب بين الشمال والجنوب وعلل ذلك بأن الطرفين جربا الحرب وعرفا قسوتها وغير ذلك إذا حدثت وحدة الاتفاقية هي التي تحسم الحقوق وإذا افرز الاستفتاء انفصالا فالحدود معلومة والتداخل القبلي معلوم والوشائج والعلاقات الاجتماعية معروفة فعلي أي سند تشتعل الحرب التي أصبح يروج لها الخارج مستفيدا من التناقضات الموجودة في الساحة السياسية السودانية عامة والعلاقات المتوترة بين الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وطالبت المؤتمر الوطني وهو حاليا الذي يحكم السودان بأن يحاول ضبط تصريحاتهم القاسية أحيانا في حق الجنوبيين وكذلك الحركة الشعبية عليها عدم الرد علي ما يطرح في الخرطوم حفاظا علي علاقات الشماليين والجنوبيين التي هي رأسمال مستقبل السودان متحدا أو منفصلا.