صدمة وعبوس وآلام الفجيعة وتكدير شديد وحزن ممتد, تعابير أقل ما يوصف بها ما أصاب ملايين المصريين الذين وصلهم خبر استشهاد الضابط أيمن الدسوقي, والذين رددوا اسمه في تكرار واندهاش وقلق طوال ال48 ساعة الماضية بعد انتشار خبر اختطافه أثناء توجهه إلي محل خدمته بمدينة رفح المصرية. طلقتان أوصلاه إلي الجنة.. نحتسبه عندالله شهيدا.. الله يرحمه.. لا تتوقف كلمات الأدعية بالرحمة للشهيد الدسوقي منذ معرفة خبر استشهاده والعثور عليه باحدي مناطق سيناء. لا يجرؤ أحد علي دفع الحناجر من النساء بالزغاريد إلا احساسهن العميق بالفرحة وبالمكافأة المرضية من الخالق. جنازة الشهيد الدسوقي حلقت في سمائها الزغاريد تحتضنها الأدعية باحتسابه شهيدا وكانت حالة من الحزن و الحسرة و الألم قد انتابت أهالي ميت غمر عقب وصول جثمان شهيد رفح الرائد أيمن الدسوقي الذي قامت مجموعة ملثمة بتصفيته برصاصات غادرة صباح الأمس عقب اختطافه من إحدي الحافلات التي كان يستقلها أثناء ذهابه إلي عمله بأمن الموانئ بمنطقة رفح, حيث شيع أهله و ذووه جثمانه في مشهد جنائزي مهيب ضم الآلاف من أهالي ميت غمر ودقادوس و كانت الجنازة قد وصلت لمنزل الشهيد وفقا لطلب والده الذي أصر علي أن يحضر الجثمان ليودعه أمام المنزل. وكانت الأجهزة الأمنية قد عثرت علي جثمان الضابط الذي اختطف قبل يومين من قبل عناصر متشددة تابعة لتنظيم أنصار بيت المقدس في مدينة رفح المصرية بعد أن أعلنت بعض المصادر الأمنية قتلة بطلق ناري في الرأس وقد عثر علي جثته بقرية المهدية بمدينة رفح. وكان قد خطف مجهولون الضابط بمصلحة أمن المواني الأحد الماضي في مدينة رفح بشمال شبه جزيرة سيناء عقب عودته من عمله و اعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن خطف الضابط في سيناء. وخرجت الجنازة من مسجد فاطمة الزهراء بمدينة ميت غمر وردد الآلاف من المشيعين هتافات ضد جماعة الإخوان والإرهاب. لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله. الشعب يريد إعدام الإخوان. لا إله الا الله والإخوان أعداء الله. فيما شارك اللواء محمد الشرقاوي مدير أمن الدقهلية و اللواء سمير الغريب الحكمدار في الجنازة وعدد من القيادات الأمنية بالمحافظة ووزارة الداخلية كما شارك مئات النساء الذين أطلقوا الزغاريد, كما أصرت أم الشهيد و شقيقاته وزوجته الدخول الي المسجد وإلقاء نظرة الوداع عليه وأداء صلاة الجنازة ولم يستطع سيد الدسوقي والد الشهيد( مدرس اللغه الانجليزية) و حسب قول اهالي القرية هو معلم الاجيال من ابناء ميت غمر و مشهود له بالخلق الرفيع وهم اسرة ميسورة ماديا سوي أن يتمتم ببضع كلمات قائلا: ابني حبيبي راح مني عشت وربيته وكبرته وكان أملي و أمل أمه وأخواته البنات راح للي خلقه و ساب لي مراته و بنته اللهم لا اعتراض بس الفراق صعب و الله حاسس ان روحي اتخلعت من صدري حاسس إني مش هاقدر اتنفس تاني حياتي ملهاش طعم من غيرك يا أيمن. فيما بكت والدته و التي تعمل موجهة بالتربيه و التعليم بكاء مريرا ولم تستطع ان تمشي في الجنازة فقامت السيدات بمرافقتها حتي اودعته القبر وجلست بجوار قبره تذرف دموعا سكبت فيها كل حبها لابنها و حنانها وصارت تحتضن باب القبر و كأنه ابنها الذي كانت تتمني عودته لأحضانها وقالت والدة الشهيد وقت اختطافه: أنها متيقنه أن ابنها حي و سيعود من أجل ابنته الصغيرة ريتاج و من اجلهم جميعا و قال احد اصدقاء الشهيد ان الأسرة في حالة انهيار عقب سماع أنباء خطفه فكان من المفترض أن عودتة الأسبوع الماضي للعمل وتم تأجيل إجازته ليوم السبت وزميله اتصل بوالده و قال له ان مسلحين اختطفوا أيمن. وقالت هبة29 سنة الشقيقة الوسطي للنقيب أيمن كان كل أملنا في الدنيا وتمنينا ان يعود إلينا أخي ليربي أبنته الوحيدة التي رزقه الله بها منذ4 سنوات وأبي وأمي كأن الزمن دار بهما لمئات السنين لم يتمكنا من الوقوف علي أقدامهما والبكاء هو صوتهما لم تغمض لهما جفون منذ أن وصلنا نبأ اختطافه حتي صدور بيان القوات المسلحة بالعثور علي جثمانه. وأكد الدكتور مصطفي الدسوقي رجب أستاذ أمراض الصدر بجامعة الزقازيق أن الأسرة انتابها حالة انهيار تام خاصة أننا لم نتلق سوي اتصال واحد من أحد زملائه يؤكد إختطافة. وأضاف أن آخر اتصال لايمن عندما كان في مدينة المنصورة قبل أن يتجه لمقر عمله برفح, وأشار بأن أيمن كعادته لا يتكلم مع أي شخص في شئون عمله وكان طبيعيا جدا وفي أيام سفره يقول إن شاء الله أجازة وأرجع سواء في عمله أو في منزلة وهو من الشخصيات المحبوبة لما يتمتع به من خلق ديني ويتحلي بالأدب والمصداقية والروح الخفيفة. وقدم العميد محمد سمير المتحدث العسكري علي صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك العزاء لاستشهاد الضابط وقال أنه في إطار عملية شاملة في مناطق( العريش- الشيخ زويد- رفح) بمشاركة عناصر الشرطة المدنية لمحاصرة ومداهمة العناصر الإرهابية في المناطق المحتمل إختفاء النقيب أيمن السيد إبراهيم الدسوقي بها ونتيجة لأعمال المطاردة وتبادل إطلاق النيران تم قتل عدد(10) أفراد إرهابيين وضبط(2) مدفع هاون عيار120 مم وحزام ناسف وقنبلة يدوية وكمية كبيرة من الذخائر وتدمير(15) عربة أنواع مختلفة و(32) دراجة بخارية بدون لوحات معدنية كانت تستخدمها العناصر الإرهابيةوبإستمرار عمليات البحث تم العثور فجر اليوم. علي جثة الشهيد النقيب أيمن السيد إبراهيم الدسوقي بمنطقة المقاطعة بعد أن قامت العناصر الإرهابية بقتله, وجار إستمرار محاصرة ومداهمة المناطق المحتمل تواجد هذه العناصر بها للقبض علي ما تبقي منها وتطهير المنطقة بالكامل. فيما أمر المستشار هشام بركات النائب العام بالتصريح بدفن جثمان الضابط الشهيد وذلك عقب توقيع الكشف الطبي والذي أكد أن سبب الوفاة إصابته بطلقتين في الرأس وذلك عقب تكثيف الجهود الأمنية, وتضييق الخناق علي الخاطفين والذين سارعوا إلي قتل الضابط المختطف بإطلاق أعيرة نارية صوب رأسه فأودت بحياته وتم العثور علي الجثمان بمنطقة شرق المقاطعة. وشدد النائب العام علي جميع وسائل الإعلام بضرورة الالتزام بقرار حظر النشر الصادر في التحقيقات المتعلقة بالقضية وذلك بجميع وسائل الإعلام لحين الانتهاء من التحقيقات, عدا البيانات التي تصدر عن مكتب النائب العام بشأنها. وكان الضابط الدسوقي قد تم اختطافه أمس الأول الأحد أثناء عودته لمقر عمله مستقلا سيارة أجرة بمنطقة الوفاق علي الطريق الدولي رفح الشيخ زويد. وقامت الأجهزة الأمنية والمعلوماتية بتنفيذ عملية شاملة ضمن عناصر من القوات المسلحة والقوات الخاصة والأمن المركزي وقطاع الأمن العام ومديرية أمن شمال سيناء وتم إحكام السيطرة وتضييق الخناق علي الجناة مرتكبي واقعة الاختطاف وحصارهم مما أدي لحدوث مواجهات مع بعض العناصر الإرهابية علي نحو أسفر عن مقتل عدد منهم وضبط العديد من الأسلحة النارية.