حكاية مصرف السيل بمحافظة أسوان هي حدوتة طويلة تمتد إلي نحو60 عاما منذ إنشاء مصنع كيما للأسمدة, فلا يتحمل مسئوليتها محافظ بعينه, حيث حاول المحافظون السابقون اقتحامها, إلا أنهم دائما ما كانوا يفاجأون إما بعدم توافر الاعتمادات المالية أو تحايل المواطنين من سكان المنطقة الشرقية للصرف عليه ليستمر مسلسل الصرف علي النيل. وللقضاء علي هذه المشكلة.. فإنه تجري حاليا واحدة من أكبر العمليات التي ستقضي تماما علي هذا التلوث من خلال تحويل المياه من المصرف إلي الغابات الشجرية بطريق وادي العلاقي عبر محطتي معالجة الصرف الصحي بكيما, وهي العملية التي بدأها اللواء سمير يوسف محافظ أسوان الراحل بتغطية جزء كبير من المصرف, وتبعه اللواء مصطفي السيد المحافظ الأسبق بتوفير نحو100 مليون جنيه للقضاء علي هذا التلوث, بينما يستكمل اللواء مصطفي يسري المحافظ الحالي هذا المشوار وبمناسبة ما أعلنه وزير الري والموارد المائية الدكتور حسام مغازي بشأن توقيع الرئيس السيسي وثيقة حماية النيل خلال أيام, فإننا نهدي المسئولين أمثلة من حالة التعديات علي النيل في محافظة أسوان والتي تبدأ من أندية جهات سيادية وغير سيادية ونقابات وكازينوهات وتنتهي بمصانع لا تجد سوي النيل لكي تفرغ فيه صرفها الصناعي والسموم, لتكون النتيجة تلوثا وحرمانا من التمتع برؤية النهر. يقول صلاح عبدالله محام إن مصرف السيل حير جميع المسئولين الذين حاولوا قدر الإمكانيات المتاحة مواجهته إلا أن الاعتمادات المالية والميزانية لم تكن متوافرة, ويضيف أن أهالي مركز أسوان تحديدا عانوا كثيرا من هذا التلوث الذي يقترب من محطات مياه الشرب العائمة, وهوما أدي إلي ارتفاع نسبة مرضي الفشلين الكلوي والكبدي بالمركز, ويواصل: عقب الثورة قمنا بحملات إعلامية لإنقاذ أهالي أسوان ونجحنا في أن نلفت اهتمام المسئولين بالحكومة, حيث تحرك اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان وقتها وقاد مشروع تجفيف المصرف من المياه الملوثة وخطا خطوات كبيرة نحو ذلك, إلا أنه فوجيء ببعض المعوقات التي تعترض التنفيذ, ومنها قيام عدد كبير من المساكن وأيضا إدارة قوات أمن أسوان بالصرف داخل هذه الترعة التي تصب في النيل, وطالب عبدالله بالبدء في تنفيذ حملة حماية النيل من هنا في محافظة أسوان, حيث تتعدد أشكال التلوث علي امتداد مراكز ومدن المحافظة. ويشير عبدالله خميس أحد أبناء مركز أسوان إلي حالة الاستياء الشديدة التي تسود أهالي المركز من هذا التلوث, ويقول إن اتجاه النيل ناحية الشمال يحمل معه كل أنواع الملوثات وقد آن الأوان لكي نتخلص منها للأبد, وأضاف أن الأمر لايتوقف فقط عند مصرف السيل ولكن يمتد إلي الفنادق العائمة التي تعمل مابين الأقصروأسوان, حيث تلقي أيضا بمخلفاتها في قلب النيل, خاصة بعد أن توقفت محطة الصرف الصحي الخاصة بالفنادق العائمة في الأعقاب دون أي مبرر. أما اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان فقد أعلن أن مصرف السيل سيكون خاليا تماما من المياه اعتبارا من شهر أغسطس المقبل, حيث ستنتهي أعمال إحلال وتجديد محطتي المعالجة كيما2,1 في شهري يونيو وأغسطس المقبلين, وقال إن عمليات الإحلال والتجديد تجري حاليا ووصلت إلي مرحلة متقدمة, لافتا إلي أن تكلفة هذا المشروع التي وافق عليها واعتمدها المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء قد وصلت إلي60 مليون جنيه. وأكد يسري أنه تم حل مشكلة الغابات الشجرية بطريق وادي العلاقي حيث سيتم زراعة ألفي فدان بتكلفة20 مليون جنيه فيما يخص شركات المياه والمقاولون العرب وهيئة الأوقاف, وجدد المحافظ تأكيداته بأن شركة المياه تقوم كل ساعة بتحليل مياه الشرب بجميع قري المحافظة لحين الانتهاء من هذا المشروع الكبير الذي تخطت تكلفته حاجز ال120 مليون جنيه. وأشار يسري إلي أن مصرف السيل تحديدا هو مجرد ترعة طبيعة كانت مخصصة كمخر للسيول منذ عشرات السنين ثم تحولت بعد ذلك إلي مصرف ليصب في النيل, وأكد أن هناك إجراءات رادعة سيتم اتخاذها ضد أي جهة أيا ماكانت, في حالة ثبوت عدم قيامها بالصرف في الشبكات الرئيسية للمدن والمراكز والقيام بالصرف علي النهر الذي نقدسه جميعا,