بينما تعد استجابة لما تناوله ملف المشروعات المتوقفة بمحافظة أسوان الذي تناولته الأهرام المسائي الأحد قبل الماضي, قرر اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان تشكيل لجنة عاجلة من مسئولي فرع جهاز شئون البيئة والهيئة القومية, وشركة مياه الشرب والصرف الصحي, وقطاع المحاجر وشركة المقاولون العرب, لمعاينة مشروع الحل العاجل الخاص بالتخلص من مياه الصرف الصحي بمنطقة أحواض التبخير والغابة الشجرية بطريق وادي العلاقي, تمهيدا للانتهاء تماما من رفع مياه الصرف من مجري مصرف السيل القاتل الذي ينتهي بالصب في النيل. وأكد المحافظ خلال اجتماع موسع عقده لمناقشة المشاكل البيئية علي مستوي المحافظة بحضور الدكتور جمال الصعيدي رئيس قطاع شئون الفروع بوزارة البيئة, سعي المحافظة نحو حل المشاكل التي تعترض تنفيذ مشروع زراعة الغابات الشجرية, التي تشمل الغابة التابعة لهيئة الأوقاف المصرية بمساحة5 آلاف فدان بالعلاقي, وكذا إنهاء المشاكل المتعلقة بتشغيل طلمبات الرفع لمحطتي كيما1,.2 وشدد المحافظ علي ضرورة التنسيق بين مختلف الجهات لإنهاء جميع المشروعات التي لها آثار بيئية سلبية, سواء علي نهر النيل أو علي صحة المواطن. وقال إن هناك حرصا شديدا من المحافظة علي المصارحة والشفافية في عرض الحقائق أمام الرأي العام دون تجميل أو تزييف, خاصة فيما يتعلق بمشكلة مصرف السيل التي تمثل أكبر بؤرة تلوث تؤرق أهالي مدينة أسوان. وأضاف يسري أن المشروع الضخم الذي يتعلق بهذا المصرف يعد بمثابة مشروع قومي لأسوان, حيث سيحافظ علي نهر النيل من التلوث, وذلك من خلال استغلال المساحات الشاسعة الصحراوية في مناطق العلاقي والحاجر, والكلح بمركز إدفو, وأبو الريش بمركز أسوان, وهو ما يحتاج مزيدا من الإجراءات الحكومية السريعة. وأوضح محافظ أسوان بأنه وفور عرض المشكلة علي المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء قرر تخصيص60 مليون جنيه من وزارة الإسكان, منها20 مليونا لإنشاء الغابة الشجرية بالعلاقي, و40 مليون جنيه لأعمال تجديد وتطوير محطتي معالجة الصرف الصحي كيما1 وكيما2 اللتين تم تسليمهما لشركة المقاولون العرب في مارس الماضي, لرفع كفاءة الأعمال المدنية والكهروميكانيكية, بهما لافتا إلي أنه جار أيضا تصميم البنية التحتية للغابة الشجرية بمسطح ألف فدان حتي ينتهي المشروع تماما خلال18 شهرا من الآن. وفي سياق متصل أكد محافظ أسوان أنه تمت تلبية مطالب أهالي قرية بلانة بمركز نصر النوبة والخاصة بنقل مجمع محارق النفايات الطبية المجاور للقرية إلي منطقة العلاقي بمدينة أسوان, حيث تم تخصيص ألف متر مربع لإقامة ست محارق جديدة, تصل قدرتها الاستيعابية المتوسطة ما بين حرق30 إلي100 كيلو في الساعة الواحدة, مما سيسهم في التخلص من حوالي48 طنا من هذه النفايات يوميا ووجه المحافظ مسئولي الصحة بتكثيف المرور علي المنشآت الطبية, للتأكد من التزامها بتسليم نفاياتها, علي أن يتم إلغاء أي تراخيص للمنشآت في حالة عدم الالتزام بذلك, كما وجه إلي تشديد الرقابة علي السيارات المجهزة والناقلة للنفايات الطبية من جميع المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات المتعاقدة مع مديرية الصحة علي مستوي جميع المراكز الإدارية. من جانبه أكد الدكتور جمال الصعيدي أن هناك تواصلا مستمرا بين وزارة البيئة ومحافظة أسوان للحفاظ علي مدخل نهر النيل من التلوث, باعتبار أن ذلك يعد خطا أحمر, وقال إن القيادة السياسية تشدد علي الحفاظ علي النهر, وهو الذي يحتاج إلي تكاتف جميع الوزارات و الهيئات والشركات والمصانع لوقف أي أعمال للصرف الصحي أو الزراعي أو الصناعي علي النيل. وأوضح أنه ومن خلال زيارته لأسوان وتفقده لمشروع الحل العاجل بالعلاقي, تبين احتياجه السريع إلي حزمة من الإجراءات, لإعادة تفعيله بالشكل الذي يسهم في إنهاء مشكلة عدم إلقاء أي كميات من الصرف المعالج في مصرف السيل