ينتمي شنودة لأسرة ليس بينهم أي فرد له علاقة بالإجرام من قريب أو بعيد ويتمتعون بالسمعة الحميدة وسط جيرانهم لكنه فضل السير في الطريق الحرام رافضا نصائح أقاربه للابتعاد عنه نظرا لتأثير أقران السوء عليه ودفعه للاتجار في الحبوب المخدرة بمختلف أصنافها ووجد فيها ملاذا للثراء السريع دون عناء أو مشقة. حيث بدأ يتواصل مع المصادر السرية للحصول علي احتياجاته من البرشام الوارد من الصين والهند والمهرب عبر المنافذ الحدودية والموانئ لطرحه في السوق للمدمنين الذين يفضلونه لارتكاب المخالفات القانونية وقد انتعشت تجارته بعد أحداث ثورة25 يناير مستغلا الظروف والأوضاع المواكبة لها وحقق أرباحا مادية وفيرة استقطع جزءا منها وسجله في البنوك بأسماء المقربين إليه والآخر صرفه علي ملذاته الشخصية ومحاولة الدخول في مشروعات صغيرة لغسل أمواله التي تضخمت بشكل ملحوظ ولم يضع في ذهنه أن يستهدف من الأجهزة الأمنية في أي لحظة لقدرته علي التمويه والهروب عند الشعور بتهديد قد يلاحقه لكنه سقط في قبضتهم أثناء الإعداد لطرح كمية كبيرة من برشام الترامادول قدرت بحوالي25 ألف قرص وتم تحويله لمحكمة الجنايات وتداولت القضية وحصل علي البراءة منذ حوالي شهرين بعد إدعائه أنه ليس له دور في حيازة الحبوب المخدرة وبدلا من الاستفادة من الحكم وأن يعيد ترتيب أوراقه ويبتعد عن رفاقه من أرباب السوابق وعملائه وإذا به يرجع من جديد لنشاطه ويتوسع فيه مرة أخري ويستقبل زبائنه القادمين له من أماكن مختلفة داخل وخارج المحافظة ونظرا لخطورته وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب ضبطهم ونجح رجال مباحث الإسماعيلية في الإمساك به متلبسا داخل مسكنه وعثروا معه علي كمية من الحبوب المخدرة التي قام بإخفائها في غرفة المعيشة بمنزله وتم تحرير المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء منتصر أبو زيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة وفحص المعلومات الواردة إليهما بشأن البؤر الإجرامية التي تزاول من خلالها العناصر الإجرامية بيع المواد المخدرة وضرورة القضاء عليهم علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم وكيله العقيد طارق حجاب والمقدم أحمد الشناوي رئيس مباحث أول ومعاونيه النقباء أمير الألفي ومحمد إبراهيم وأمجد مجدي ودلت تحرياتهم أن شنودة47 سنة عاطل متزوج ولديه طفلان اختار الانحراف بإرادة خالصة منه تاركا كسب قوت يومه بالحلال عن طريق التجارة عقب زيادة الديون المتراكمة علي كاهله والتي يحاول بشتي الطرق سدادها وأضافت التحريات أن المتهم فضل الاتجار في الحبوب المخدرة التي يجلبها من منطقة الشيخ سليم حيث توجد البؤر الإجرامية هناك لتمنحه ما يريده من كميات لبيعها لعملائه بأسعار مخفضة عن مثيلاتها في السوق وبمضي الوقت أصبح من أشهر تجار الكيف في أحياء المحافظة الثلاثة ليلا ونهارا. وأشارت التحريات إلي أن المتهم يعرف كيف يصرف بضاعته سريعا لخبرته في هذا المجال قبل أن يزج به خلف الأسوار الحديدية وعند الخروج منها لم يمنح لنفسه فرصة لالتقاط الأنفاس وراح يطرح الحبوب المخدرة لزبائنه وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن للقبض علي شنودة وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط سكنه وعندما حانت ساعة الصفر تسللوا إليه دون أن يشعر بقدومهم وبتفتيش المنزل وجدوا كميات كبيرة من البرشام داخله واقتادوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وحاول الإنكار إلا أن التحريات أدانته وواقعة الضبط وبإحالته إلي أيمن أنور وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف هشام طلال رئيس نيابة أول الذي أمر بحبسه أربعة أيام والتجديد له في الميعاد.