نشأ إسلام فى أسرة ليس لها علاقة بالإجرام من قريب أو بعيد وأحسنت تربيته حتى التحق بإحدى الجامعات المصرية ومن بعدها تبدلت أحواله عندما ارتبط بصداقة مع أشخاص أكبر منه سناً معروف عنهم الأخلاق السيئة وحب جمع المال بأى وسيلة حتى لو كانت غير مشروعة وتعلم على أيديهم إدمان المواد المخدرة بمختلف أصنافها والسهر بصحبتهم للساعات الأولى من الصباح لزوم الكيف والفرفشة وفى إحدى الجلسات حدث نقاش بينه وبينهم حول رواج سوق البرشام المخدر والذى يدر ربحاً مادياً لكل من يعمل فيه لرخص ثمنه للمدمنين من الجنسين وقوة مفعوله على مزاجهم الشخصى واتفق معهم على أن يمارس هذا النشاط لحاجته الملحة للمال بعد أن ضيق أهله الخناق عليه فى المصروفات ووجد نفسه ينغمس بقدميه فى وحل تجارة المخدرات بعد أن عرف دروبها الداخلية وكيفية جلبها من المصادر السرية وتوزيعها بين عملائه فى نفس التوقيت ونجح خلال فترة ليست بالطويلة فى الظهور بين مروجى برشام الترامادول والتامول والبارامول فى الوجه البحرى خاصة القاهرة الكبرى ومحافظات القناة والشرقية يتحرك بين زبائنه ويبيع الأصناف المختلفة من البرشام بنظام الجملة بمساعدة أحد أصدقائه الذى يثق فيه جيداً وحقق عمولات مالية مرضية أنعشت جيوبه وبدا عليه الثراء ولكى لا ينفضح أمره بين أقاربه وجيرانه أشاع بينهم أنه يعمل فى مجال سمسرة الأراضى والعقارات بجانب دراسته الجامعية والتى أدت لتحسن أحواله المادية ونظراً لخطورته على مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية وضعته على قائمة المطلوب ملاحقته مع زميله للقضاء نهائياً على تجارتهما المحرمة ورصد رجال مباحث الإسماعيلية تحركاتهما بدقة وحددوا تحركاتهما وتعاملاتهما مع زبائنهما حتى تمكنوا من الإمساك بهما متلبسين وبحوزتهما كمية كبيرة من البرشام المخدر فى سيارة ملاكى وتحرر لهما المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق. كان اللواء مصطفى سلامة، مدير أمن الإسماعيلية، عقد اجتماعاً مع اللواء محمد جاد، مدير إدارة البحث الجنائي، لفحص المعلومات الواردة لهما حول وجود بؤر نشطة يطرح من خلالها مختلف أصناف المخدرات للمدمنين والتى تشكل مخاطر على المجتمع المحيط بها الأمر الذى يستلزم مداهمتها وغلقها واتخاذ كل الإجراءات القانونية حيال من سعى لإدارتها لإفساد عقول الشباب ودفعهم لارتكاب جرائم القتل والسرقة بالإكراه والاغتصاب والخطف. على الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي، رئيس مباحث الإسماعيلية، ضم العقيد محمد طلعت، رئيس فرع غرب، والمقدم حسام حسن، مفتش المباحث الجنائية، والرائد فهمى عبد الصمد، رئيس مباحث التل الكبير ،ومعاونيه النقباء محمود حسن وسليمان عيسى وإبراهيم ناجى ورامى الطحاوى ودلت تحرياتهم أن إسلام 23 سنة طالب جامعى فاشل يسكن فى منطقة المرازيق التبين حلوان القاهرة ليس له سجل جنائى وقد رسب فى أكثر من عام فى دراسته وتحول فجأة للاتجار فى المواد المخدرة التى وجد فيها ملاذاً آمنا لإنعاش جيوبه بالمال وتغطية مصاريفه الشخصية وإقناع أسرته أنه ناجح فى حياته العملية بعد أن أوهمها بالعمل سمساراً فى الأراضى والعقارات وأضافت التحريات أن المتهم اتفق مع صديق له يدعى محمد 22 سنة سائق يسكن فى قسم ثان العاشر من رمضان شرقية لمشاركته فى ترويج البرشام المخدر وجمعه من المصادر السرية التى تحصل عليه عن طريق عصابات التهريب الدولية المنظمة عبر الحدود البرية والبحرية والموانئ فضلاً عن تدبيرها من أصحاب النفوس الضعيفة العاملين بالمنشآت الصحية والصيدليات وأشارت التحريات إلى أن الطالب الجامعى الفاشل يتردد على منطقة المجاهدين بقرية وادى الملاك لوجود سوق نشط داخلها يستقبل من خلاله عملائه الذين يتوافدون عليه بأعداد كبيرة للحصول على احتياجاتهم من الحبوب المخدرة تمهيداً لإعادة بيعها وزيادة دخلهم المادى وبعرض التحريات على النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة لهما فى الأماكن التى يقصدوها وبعد منتصف الليل توجهوا إليهما على خلفية شراء كمية من برشام الترامادول وتقابلوا معهم فى أحد الدروب الصحراوية على خلفية تسلمهم للبضاعة عقب سداد قيمتها المادية وعند إظهارها كشفوا عن هويتهم واقتادوهما بصحبة سيارة المتهم الثانى لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط تجار الكيف بحيازتهما للمضبوطات بقصد الاتجار فيها وبعرضهما على كريم عبد العزيز وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معهما تحت إشراف محمد يوسف مدير نيابة التل الكبير الذى أمر بحبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما فى الميعاد.