المطبخ بالنسبة للمرأة هو تقريبا نصف عمرها بعضهن يعشقن دخوله والبعض الآخر يعتبرنه قدرا لا يمكن الفرار منه.. واجب روتيني ممل, الا أنه لدي المؤلفة أمنية طلعت له معني مختلف جعلها تدخل من بابه الادب بشكل مميز من خلال مجموعتها القصصية الجديدة( طبيخ الوحدة). وفي القصة الاولي تتحدث عن مشاعر امرأة اربعينية تستقبل رأس السنة بمفردها تقول انها تكره لفظ السنين, هذا ان كانت هناك سنون متعاقبة كما يصر العالم, فهي لا تشعر بتغيرات جوهرية تميز عاما عما قبله أو ما بعده. وتسأل المؤلفة لماذا يأتي هذا العام معبأ بذكريات ما قبله, لماذا لا يأتي وكفي, أعمتها الدموع ولم تستطع ان تري شيئأ أمامها, ثم سارعت لتقدم شيئأ للزمن بدلا من ان تنتظر ان يقدم شيئا لها, ثم قررت ان تطبخ شيئا للعام الجديد ثم همست( سآكل مع الزمن علي مائدتي التي تتسع لكل السنين, سأحتفل واياه بسنيني).. وعندما دخلت المطبخ أخذت تتراقص علي انغام أغنية أم كلثوم( لسة فاكر قلبي يديلك أمان ولا فاكر كلمة هتعيد اللي كان..) وهكذا حتي ينتهي الطبيخ. تحاول أمنية ان توصل رسالة مفادها ان طبيخ الوحدة هو أفضل بكثير من طبيخ أعده الآخرون لنا علي مزاجهم, وللاسف فان تدخلهم في طبخة حياتنا يفسدها, ويؤكد ذلك المعني ترديدها اغنية أم كلثوم:( والليالي كنت بتسمي الليالي لعبة الخالي وهي عمر غالي).. وتعود لتقول: لا مجال للعب بالعمر بعد الان, فقط تطبخ له من تأليفها وحدها, لم تعد هناك حيرة بعد الان فهي لن تهتم كثيرا بما ستجلبه لها الأيام, فقط ستسكب خليطها في وعاء الزمن يوما بعد يوم, تتعاطي اليوم كما هو ولا تحلم كثيرا بما لن يأتي, حتي وان اتي لن تستقبله بفرحة مبالغة, هي أيام, أيام تطبخنا أو نطبخ لها. وفي القصة الرابعة تقول: لم ينقذني من خيبتي في حبيبي سوي المطبخ حيث امتزج ملح دموعي بملح الطعام, وعلمتني ابخرة الاطعمة الذكية كيف اتلذذ بالكون بعيدا عن تفاصيل الزوج والابناء, ومع كل اكلة جديدة اجيد طهيها اشعر ان جبلا من الهموم انهار داخلي, ومع كل وصفة جديدة أعثر عليها أشعر بانني امتلكت صرحا أقيمه بيني وبين الالم.