«سوف تجد مكوناته باستمرار فى دولاب مطبخك الملىء بالمؤن، وهو ليس مكلفا، ويمكن زيادة المقادير لإطعام أى عدد من الضيوف، الذين يصلون فجأة حسب الحاجة، وهو صحى ومشبع». هكذا كتبت الأديبة المصرية أهداف سويف عن الكشرى، الذى اعتبرته الوصفة المفضلة لها ولأسراتها، بين القاهرة ولندن. المقال الذى نشرته الجارديان قبل يومين أفاض فى ميزات الكشرى، فهو فى رأى الكاتبة «منوع كذلك، حيث يمكن للشخص وضع المكونات بالكميات التى تناسبه، ويمكن أن يضع عليه الصوص الحار بالثوم أو لا، وهو طعام للنباتيين ولذلك فإنك لا تضايق أحدا أو تستبعد أحدا». وتحدثت أهداف سويف عن مربيتها، التى أصبحت الآن فى منتصف الثمانينيات من عمرها، «لكنها لا تزال أفضل طاهية فى العالم». تتذكر أهداف عندما كانت المربية «تقف عند الموقد والأرز، الذى تطبخه فى 20 دقيقة من الجودة بحيث نأكله من القدر مباشرة. وكل ما أراها تضعه فى القدر هو الأرز والماء والزبد والملح. وفى كل مرة أسألها كيف تطبخه تقول إن «الطبيخ نفس». أما عن والدتها د.فاطمة موسى، فقد كانت فى بعض الأحيان تدخل المطبخ لعمل أحد الأصناف القليلة المتخصصة فيها، مثل صلصة البشاميل والمايونيز. ومن على مكتبها، حيث كانت تضع اللمسات الأخيرة على النسخة العربية، التى أعدتها من تاريخ كمبردج للأدب الإنجليزى، أعطتنى قصاصة جريدة تحتوى على وصفة شركسية الدجاج، وهو دجاج فى صوص غنى بالمكسرات على طبقة من الأرز. وأحمد الله باستمرار أننى طهوت بلا اعتراض، فقد كان ذلك آخر شىء تطلب منى عمله». وتختتم الكاتبة مقالها بالحديث عن أسلوب أهل القاهرة فى الطعام، فهم «يأكلون وقوفا، أو يأخذون الطعام ويذهبون به إلى أى مكان. والمحال متخصصة: الفول والطعمية، والأزر باللبن، والآيس كريم، والحلويات الشرقية والغربية، والسمك والجمبرى، والسندوتشات، والكبده والمخ، والكشرى. ولا حاجة إلى قول إن أمى وعمتى ومربيتى لم يكن يوافقن على أكل الشارع. ولذلك فإنه عندما طلب ابنى الكشرى، فاجأتنا جميعا مربيتى بطبخه. والآن تبنيته باعتباره وصفتى المفضلة».