لاقي إعلان مصر ضبط شبكة تجسس إسرائيلية, وإلقاء القبض علي عميل لتل أبيب, أصداء واسعة في لبنان, واهتماما كبيرا من جانب الخبراء والمعنيين بالصراع العربي الإسرائيلي والتطورات الإقليمية, وتجلي ذلك في متابعات وسائل الإعلام اللبنانية المختلفة التابعة للتيارات السياسية, لاسيما المعارضة, وسط إشادات بالسلطات الأمنية المصرية ويقظتها برغم السلام بين مصر وإسرائيل الذي لم يمنع استمرار محاولات إسرائيل الإضرار بالأمن القومي المصري, وآخرها محاولة اختراق قطاع الاتصالات. واهتمت وسائل الإعلام باتهام مصر إسرائيل بالعمل علي تخريب العلاقات بين مصر وكل من سوريا ولبنان, وتوقع الخبراء أن تكشف التحقيقات عن المزيد من التفاصيل والمعلومات خلال الأيام المقبلة في هذا الشأن. وطالب الخبراء مسئولي السلطات اللبنانية الأمنية والقضائية بالتواصل مع نظرائهم في مصر في ضوء التحقيقات التي تتم مع شبكات التجسس لمصلحة إسرائيل والتي ضبطتها السلطات اللبنانية خلال الأشهر القليلة الماضية, لاسيما أن أغلب العملاء اللبنانيين المقبوض عليهم كانوا يعملون أيضا في قطاع الاتصالات, حيث يمكن أن يؤدي هذا التواصل والتعاون إلي كشف المزيد من المعلومات, خاصة حتي تتعلق بأساليب العمل الإسرائيلي لاختراق هذا القطاع الحساس بما يخدم حماية أمن البلدين. كما طالب الخبراء السلطات اللبنانية بإعادة قراءة ملفات المتهمين والقضايا في ضوء كشف السلطات الأمنية المصرية عن أن العميل المصري كان مكلفا من قبل الموساد بجمع معلومات عن لبنانيين يعملون في قطاع الاتصالات, وهناك أشخاص بالتأكيد قد التقي معهم لمراجعة موقفهم, مما يستلزم التعاون مع السلطات المصرية حيث من المحتمل أن يكون العميل المصري قد كشف عن أسماء ممن التقي معهم من موظفين لبنانيين في قطاع الاتصالات للمحققين المصريين. كما طالب سياسيون وبرلمانيون الحكومة المصرية بتقديم شكوي لكل من الأممالمتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات ضد انتهاك إسرائيل للقانون الدولي والمعاهدات الدولية ومحاولات الإضرار بعلاقات مصر مع الدول الشقيقة, والتضامن مع الشكوي التي قدمتها الحكومة اللبنانية قبل4 أيام للسبب نفسه, لإدانة الجرائم الإسرائيلية. وقد ألقي كشف مصر هذه الشبكة ظلالا علي تداعيات الاختراق الإسرائيلي لقطاع الاتصالات في لبنان, حيث اعتبر الخبراء كشف المصريين عن هذه الشبكة بعد كشف مخابرات الجيش اللبناني وفرع المعلومات بقوي الأمن الداخلي زرع إسرائيل أجهزة تنصت أيضا في منطقتي الباروك وحنين يوم الخميس الماضي, يوضح بجلاء محاولات إسرائيل المستميتة لاختراق أجهزة الاتصالات في مصر وسوريا ولبنان, وربما دول أخري, وللإضرار بالعلاقات العربية, وللتجسس علي محادثات كبار المسئولين. كما اعتبرت الأوساط السياسية أن الإنجاز الذي حققته السلطات الأمنية المصرية يدعم موقف القوي السياسية اللبنانية التي طالما حذرت من تداعيات الاختراق الإسرائيلي لقطاع الاتصالات علي الأوضاع الداخلية, واستغلال ذلك لضرب وحدة الشعب اللبناني وإثارة الفتنة, وللتآمر علي قوي لبنانية معينة, كما يدعم أيضا موقف القوي السياسية التي أكدت عبر خبراء الاتصالات ومخابرات الجيش إمكان تلاعب إسرائيل بالاتصالات المحلية والدولية من وإلي لبنان, وإجراء اتصالات عبر أرقام هواتف محددة وإرسال رسائل من تلك الأرقام وإليها دون علم أصحابها, وذلك في إشارة إلي اعتماد القرار الاتهامي( المفترض صدوره عن المحكمة الدولية المعنية بقضية اغتيال رفيق الحريري) في توجيه التهمة حسب التسريبات إلي عناصر من حزب الله بارتكاب الجريمة علي الاتصالات الهاتفية التي جمعت بين المتهمين. كما اعتبرت تلك الأوساط أن كشف مصر عن شبكة التجسس الإسرائيلية يمكن أن يدفع الأكثرية(14 آذار) إلي التخلي عن صمتها ورفضها حتي الآن التعليق علي كشف مخابرات الجيش وخبراء الاتصالات عن الاختراق الإسرائيلي لقطاع الاتصالات. ورأت أن الإنجاز الأمني المصري له إيجابية أخري تتمثل في إيضاح أن مصر وسوريا مستهدفتان إسرائيليا, وأن إسرائيل برغم معاهدة السلام مع مصر تضعها مع سوريا في خانة واحدة( العدو), وتعتبر أن حالة الحرب بغير الوسائل العسكرية مع مصر لاتزال قائمة, وتعمل بكل دأب علي الإيقاع بينهما عبر استخدام مصري للتجسس علي سوريا لمنع أي تحسن في العلاقات بين البلدين, الأمر الذي يمكن أن يسهم بدوره في تحسن العلاقات المصرية السورية.