التقي بالقاهرة مؤخرا عدد من الكتاب والمثقفين والناشطين السياسيين المصريين والسودانيين بدعوة من مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام, لمناقشة مستقبل العلاقات المصرية السودانية علي ضوء الظروف الراهنة, آخذين في الاعتبار الدعوة التي اطلقتها بعض عناصر النخبة السودانية للمطالبة بالمزيد من الروابط مع مصر, واستنادا إلي الورقة التي قدمها الاستاذ هاني رسلان لقيام شراكة استراتيجية بين البلدين. وتقوم فكرة الشراكة علي محورين: أمني واقتصادي, بحيث تستجيب للمصالح الاقتصادية المشتركة للبلدين وتؤمن تنسيقا دفاعيا في مواجهة الأخطار الخارجية, مع بقاء الدولتين القائمتين, وتسعي في المستقبل لإقرار عملة وجواز سفر موحدين, وتستند علي الأسس القانونية القائمة الآن, مع السعي لتطويرها لمقابلة متطلبات الشراكة الاستراتيجية التي ينبغي ان تسير في ظل تواصل مجتمعي علي المستويات الثقافية والاعلامية والاجتماعية. وقدم الاستاذ هاني رسلان لفكرة الشراكة بأنها تأتي باسم جديد وتختط مسارا جديدا تتجاوز به التجارب السابقة من تكامل وإخاء, وتراعي الندية والتوازن في المصالح, كما أنها تتجنب القفز والتسرع للحديث عن الوحدة او الكونفيدرالية وتراعي الحساسيات الموجودة من القوالب القديمة وتراعي التعدد والتنوع السياسي والثقافي في السودان, وتتجاوز فكرة دعم الوسط النيلي الذي يمثل المركز. وقد خضعت الفكرة لحوار واسع بين الحضور الذي شارك بمداخلات وملاحظات كثيرة ومفيدة تلخصت في الآتي: ** الاتفاق علي أهمية دعم وتطوير العلاقات المصرية والسودانية خاصة في ظل الظروف السياسية الراهنة التي تهدد بقاء ومستقبل السودان. ** استصحاب البعد الشعبي عبر الدعوة لحوار شعبي واسع تشارك فيه الأحزاب والمنظمات الشعبية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني في البلدين لبحث مسار العلاقات بين البلدين. ** توسيع الشراكة: في اللحظة التي يراها جنوب السودان مناسبة له لتصبح ثلاثية تضم مصر وشمال وجنوب السودان ثم تنداح لتشمل دول حوض النيل. ** التركيز علي المصالح المباشرة للشعبين بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومراعاة البعد التنموي. ** ضرورة انفتاح مصر علي الريف والهامش السوداني الواسع وعدم التركيز علي العاصمة والمدن الكبيرة. ** الاعتماد علي الإرث الإنساني الإيجابي الذي يشكل جسرا بين البلدين. ** لابد من التدرج ومراعاة الحساسيات المتبادلة, والسعي إلي تصفيتها وتجاوزها عبر حوارات موضوعية ومكثفة بين الجانبين. ** الانتباه للمدخل الثقافي وتيسير التفاعلات الثقافية بين البلدين. ** مراعاة التوازن بين اعتبارين: عدم استفزاز الجنوب واحتواء اضرار الانفصال. ** تنشيط دور مراكز البحوث والدراسات في البلدين لتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك وتقديم نتائجها لمراكز القرار في البلدين. شارك في اللقاء من الجانب المصري الدكتور عبدالمنعم عمارة حلمي شعراوي الدكتورة إجلال رأفت نبيل عبدالفتاح السفير محمد عبدالمنعم الشاذلي الدكتور جمال عبدالجواد الدكتور سمير عليش الدكتور حسين مراد إسراء أحمد إسماعيل( ممثلة للسفير الدكتور عزمي خليفة) هاني رسلان. ومن الجانب السوداني: صديق الهندي بكري النعيم رقية عبد القادر فيصل محمد صالح دكتور وليد سيد عبد الملك النعيم غابي فايز الصادق بأبو نمر العميد الدكتور يحيي جمال زين العابدين أحمد محمد د. أميرة همت نادر التيجاني محمد صالح الرضي.