لم تسلم بحيرة المنزلة, من جميع صور السلبيات وتحكم الخارجين علي القانون, فيها, حيث كثيرا ما تعاني من البلطجة المسلحة وتهجير الصيادين منها بالقوة الجبرية, إلا أن البحيرة التي تعد من أكبر البحيرات الطبيعية في مصر تعاني من تغول التعديات عليها, فضلا عن صرف مخلفات مصرف بحر البقر فيها, حتي بدأت مساحتها تتقلص مما أدي إلي تحويل نحو3 آلاف فدان بها إلي بؤر إجرامية. الأهرام المسائي حاولت رصد حالة المعاناة التي يعيشها الصيادون في بحيرة المنزلة والذين وصفوها بأنها الأسوأ علي الاطلاق. ويقول عوض السيد صياد إنه بالرغم من خطورة طبيعة عملهم والدخل المحدود الذي يحصلون عليه فإنه لا يوجد لهم ضمان حتي انهم لا يحصلون علي معاش ونعتمدعلي الرزق الذي نصطاده من البحيرة فنحن نودع اقاربنا قبل كل رحلة صيد لإحساسنا بعدم العودة مرة أخري نتيجة انتشار البلطجية وتجار المخدرات في البحيرة. يأتي ذلك فيما يستغيث آلاف الصيادين يوميا من انتشار البلطجية وأوكار المخدرات بالبحيرة بل عاني الصيادون مع التغيرات التي طرأت علي البحيرة بعد تقلص مساحتها عام1990 نحو750 ألف فدان ثم تقلص حتي وصلت مساحتها إلي125 ألف فدان حتي الآن وذلك نتيجه لأعمال الردم والتجفيف والتجريف في مناطق كبيرة منها. ويضيف ابراهيم محمود احد صيادي البحيرة: لقد تحولنا من صيادين الي عاطلين وذلك بعد تحول البحيرة الي اوكار لتجارة المخدرات ولا يستطيع احد الاقتراب منها حتي رجال الشرطة لأن تجار المخدرات مسلحون ومن يقوم بالاقتراب من أوكارهم فمصيره الوحيد هو الموت, حيث يبلغ عددنا نحو120 الف صياد مستقبلهم الضياع لأن ليس لنا مصدر رزق آخر, مشيرا إلي انه مع كل رحلة صيد نقف لمدة دقائق لنودع اقاربنا لاننا نشعر بعدم العودة مرة اخري. وعندما تتجول في البحيرة تصادفك روائح كريهة ومخلفات دواجنتنبعث علي الصيادين أثناء رحلة الصيد بعد بناء مزارع للدواجن ومصانع للألبان وسط البحيرة وهو ماأثار غضب الصيادين وجعلهم يتراجعون عن اداء مهنتهم بعد قضاء سنوات طويلة بها فلا تتسبب فقط المزارع والمصانع في انبعاث الروائح الكريهة بل تسبب أمراضا خطيرة للصيادين بعد إلقاء اصحابهم مخلفات مزارع الدواجن في المياه وبالتالي تهدد حياة الصيادين بالأمراض. فيما اشار عبد الكريم الرفاعي شيخ الصيادين إلي أن البحيرة قد اكتست بورد النيل فتجد مشهدا تتخيل انه اراض زراعية ولكن الحقيقة ان البحيرة اكتست بورد النيل الذي منع الصيادين من ممارسة عملهم( فالفالوكات الصغيرة) لا تستطيع التحرك في المياه بسبب ورد النيل. وطالب الصيادون من رئيس هيئة الثروة السمكية بزيادة اعداد الحفارات للتمكن من ازالة التعديات علي بحيرة المنزلة ولكن لم يجدوا من يحقق مطالبهم التي باءت بالفشل وماكان علي البعض الا ترك البحيرة للبحث عن مصدر رزق جديد في محافظات اخري او خارج مصر وأكد نسيم بدر الدين, رئيس نقابة الصيادين, أن صيادي بحيرة المنزلة يعيشون أسوأ ايامهم بسبب ما وصلت إليه البحيرة من تعديات وتجفيف مستمر رغم أن المادة45 من الدستور الجديد تحظر التعدي علي البحيرات والحفاظ عليها وكأننا في دوله بلا دستور ولا قانون. وأشار إلي أن بحيرة المنزلة رغم استحواذ وزياده التعديات عليها بنسبه تصل لأكثر من90% من مساحتها لا يعمل بها إلا أربعة حفارات فقط وكثيرا ما يتم تعطيل بعضها ومعظم الصيادين استسلموا للأمر الواقع وهجروا البحيرة وذهبوا ليلقوا حتفهم في بحار أخري وآخر ضحايانا6 صيادين في البحر الأحمر وسط صمت رهيب من قبل المسئولين.