صبحت صفحات التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" وغيرهما كثيرة على الإنترنت مساحات إليكترونية للتراشق بالسباب والألفاظ النابية أكثر منها مساحات للتواصل بين الناس. وبات مجرد دخولك على "فيس بوك" أو "تويتر" أمحاولة محفوفة بالمخاطر وعليك أن تهيئ نفسك لمشاهدة صنوف من أقذر الشتائم والأوصاف التى باتت قاسما مشتركا لأى حوار على الإنترنت، والغريب أن البعض بات يرى ذلك طبيعيا ويبرره بأنه من مقتضيات العصر. هل التطور الزمنى يرتقى بالناس أم يتدنى بهم وأى منطق يبرر تلك العشوائية الكلامية التى نعيشها فى الشارع وعلى شاشات الفضائيات وعلى صفحات التواصل الاجتماعى؟ يا سادة إن فكرة الوجود على فيس بوك وطرح وجهات النظر وتبادل الأخبار، وتوثيق علاقات تلاشت مع مشاغل الحياة كانت فكرة عبقرية أعادت للناس الحميمية والدفء الاجتماعى اللذين اندثرا تماما خلال الثلاثة عقود الماضية الماضية، ولكننا بدلا من أن نضفى على هذه الصفحات الإليكترونية من روح الحياة المصرية الأصيلة وموروثاتنا الأخلاقية باتت تعاملاتنا على هذه الصفحات عشوائية إلى حد كبير . وما يثير الدهشة أكثر أن من هم منوط بهم أن يكونوا قدوة للناس فى تعاملاتهم وأخلاقياتهم تجدهم هم من يتفننون فى الإساءة لأسماعنا بألفاظهم النابية على شاشات الفضائيات. من الذى سمح لبعض الإعلاميين أن يحولوا الفضائيات إلى مقاه ويستبيحوا آذاننا بتجاوزاتهم اللفظية وتشبيهاتهم التى تعد نوعا من التحرش السمعى أو تلوثا لفظيا تستطيع أن تصفها كيفما شاء. هل تعلم هؤلاء من رصانة آمال فهمى وأدبها أو أخلاقيات فهمى عمر وأحمد سمير ومحمود سلطان وغيرهم كتير؟ هل يرون فى أنفسهم جيلا أرقى من هؤلاء يرسى قواعد الشتيمة قانونا للتحاور بدلا من التقدير والاحترام للضيوف والمشاهدين على حد سواء؟ لابد لنا من وقفة أمام هذا التدنى الأخلاقى وقبل أن نلوم على أبنائنا انحدار الحوار بينهم لابد أن نربى أنفسنا قبلهم فنحن لهم قدوة. E.M : Khaled_el [email protected] للمراسلة : القاهرة - شارع الجلاء رقم بريدى 11511 الاهرام المسائى - فاكس 25791761 - تليفون : 0227703100 - 01229320261