ينتمي أحمد الشهير بلقب شادي لأسرة محدودة الدخل لم يكن من بينها أي فرد إجرامي طيلة حياتها والده يدبر المال في حدود إمكاناته ليطعمه وأشقائه ولم يتخيل للحظة أن يكون ابنه عنصرا فاسدا في المجتمع بعد أن فشل في تعليمه بسبب جلوسه مع أصدقاء السوء الذين أدمن علي أيديهم تعاطي المواد المخدرة بمختلف أصنافها, وأصبح أسيرا لها لا يقوي البعد عنها حتي عندما التحق بالعمل بأحد المصانع الاستثمارية لم يفكر للحظة واحدة أن يسير في الطريق الصحيح وأبي علي نفسه النصح الموجه إليه من المقربين له وراح يرتبط بعلاقات مع أرباب السوابق وانضم لتشكيل عصابي للسرقات العامة ووجد فيه ضالته وانتفخت جيوبه بالمال الحرام الذي استقطع جزء منه للصرف علي مزاجه الشخصي لشراء المخدرات والآخر علي سهراته الماجنة وارتدائه للملابس الفاخرة حتي يبدو عليه الثراء وسط جيرانه ومرت السنون وسقط في قبضة الأجهزة الأمنية أكثر من مرة متهما في قضايا متعددة. وتعرف علي مصادر سرية يجلب منها البانجو لكي يطرحه في الأسواق لسد الديون المتراكمة عليه والبحث عن مكان يؤية بعد أن طرده أبيه لتشويهه سمعة العائلة وذاع صيته في تجارة النبات المخدر حيث توافد عليه عملائه وغالبيتهم من العمال الحرفيين الذين يفضلوا شراء البانجو لمزاجهم الشخصي. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ودراسة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر إجرامية يزاول من داخلها نشاط الاتجار بالمواد المخدرة ويتردد عليها الشباب من الجنسين للحصول علي احتياجاتهم منها الأمر الذي يؤثر سلبا علي سلوكياتهم ويدفعهم للوقوع في الخطأ وارتكاب وقائع من شأنها أن تدفع بهم خلف القضبان الحديدية وتقضي علي مستقبلهم. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم حسام حسن مفتش المباحث الجنائية والرائدان عماد عبد الرءوف رئيس مباحث أبو صوير وأحمد عبد الفتاح رئيس مباحث المستقبل والنقباء عبد الله العادلي ومحمد فؤاد ومحمد سليم ومحمد سالم. ودلت تحرياتهم أن المدعو أحمد الشهير بلقب شادي27 سنة سبق اتهامه في29 قضية سرقات عامة وحيازة سلاح أبيض وممارسة أعمال بلطجة والمخدرات وأنه خرج من السجن قبل6 أشهر بعد أن أمضي داخله عامين محبوسا علي ذمة تشكيل عصابي للسرقة ولم يراع الدعوات التي وجهت إليه أن يعمل ويبحث عن الرزق بالحلال لكي يصبح عنصرا مفيدا بالمجتمع ويتزوج ويكون بيتا. وأضافت التحريات أن المتهم انغمس من جديد في الإجرام عندما لم يجد العمل المناسب الذي يوفر له المال ونصحه أرباب السوابق أن يتاجر في البانجو السيناوي الفاخر حتي يخرج من أزمته المادية وبدون تردد تواصل تجار الكيف الكبار الذين منحوه احتياجاته اللازمة من المخدر الذي قام بطرحه بين زبائنه من العاملين بالمصانع الخاصة والحرفيين وحقق أرباحا لا بأس بها في مدة زمنية قصيرة بعد أن زاد الطلب عليه للحصول علي البانجو وأشارت التحريات إلي أن أحمد الملقب بشادي شديد الحذر ويعتمد علي هاتفه المحمول في تسويق بضاعته ولا يلتفت لأي شخص لا يعرفه مسبقا خشية أن يقع من جديد في أيدي رجال الشرطة وظل علي هذا الحال واعتقد الأوضاع من حوله هادئة ومستقرة وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطه وأعد ضباط المباحث خطة أمنية محكمة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين اعتمدت علي رصد تحركات المتهم والمناطق التي يتردد عليها وعندما حانت ساعة الصفر قاموا باستهدافه وعثروا معه علي كمية كبيرة من لفافات النبات المخدر متوسطة الحجم جاهزة للبيع ومبلغ من المال وتم اقتياده وسط حراسة امنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في البانجو بقصد تدبير السيولة المادية بين يديه وبعرضه علي عمرو عبد الفتاح وكيل النيابة العامة باشر التحقيق تحت إشراف نبيل عباس مدير نيابة مركز أبو صوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.