لم يكن للمدعو عبد الشافي حظا لاستكمال تعليمه نظرا لظروف أسرته المادية وصعوبة تدبير المصاريف اللازمة له وخرج يعمل في حرف مختلفة وهو صغير لكنه ارتمي في أحضان أصدقاء السوء الذين ساعدوه علي تعاطي المواد المخدرة بمختلف أصنافها حتي أصبح مدمنا لها لا يستطيع أن يفارقها ونظرا لحاجته للمال للصرف علي مزاجه الشخصي لم يجد أمامه سوي الاتجار في البانجو ونجح في جلب الكميات الكبيرة منه وترويجها بين عملائه حتي سقط أكثر من مرة في قبضة الأجهزة الأمنية آخرها في شهر مارس الماضي وقد حالفه الحظ أن تحفظ القضية. وبدلا من إعلان توبته والبعد عن تجارة الكيف إذا به يعود إليها من جديد مستغلا قيادته للتوك توك ستارا لإخفاء نشاطه حيث يتردد علي الموقف الذي يستقل منه الركاب هذه الوسيلة الشعبية لكي يستقبل زبائنه ويمنحهم احتياجاتهم من النبات المخدر بأسعار أقل من المطروحة في السوق معتمدا علي إرهاب من يحاول كشف أمره بالنيل منه. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ودراسة المعلومات الواردة بشأن أوكار بيع المواد المخدرة وكيفية القضاء عليها بوضع الخطط المناسبة لمداهمتها عن طريق حملات مكثفة يراعي فيها السرية حتي تسقط العناصر الإجرامية معدومة الضمير التي لا يهمها سوي تحقيق الربح علي حساب ضحاياهم من الشباب. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والرائدين عماد عبد الرءوف رئيس مباحث أبو صوير وأحمد عبد الفتاح رئيس مباحث المستقبل والنقباء عبد الله العادلي ومحمد سليم ومحمد سالم ودلت تحرياتهم أن عبد الشافي25 سنة سائق توك توك المعروف بملك الكيف سبق اتهامه في سبع قضايا مخدرات وبلطجة وحيازة سلاح أبيض لم يقتنع بعمله الذي يحقق له دخل مادي لا بأس به وعاد للاتجار في البانجو بعد أن فتح قنوات اتصال مع مصادر سرية له بالشيخ سليم لجلب النبات المخدر منها بالكميات التي تسهم في تغطية مطالب عملاءه الذين يتوافدون علي الموقف الذي اعتبره مسرحا لمزاولة نشاطه غير الشرعي. وأضافت التحريات أن المتهم شديد الحيطة والحذر ويمتلك صداقات مع أشخاص قام بتجنيدهم لمساعدته للكشف المبكر عن أي مخاطر قد يتعرض لها حتي يستطيع أن يخفي بضاعته سريعا وقد ساعده ذلك علي الاستمرار في تجارة الكيف علي مدار الأشهر الماضية التي حرص خلالها طرح كميات ليست بالقليلة لتغطية احتياجات زبائنه. وأشارت التحريات إلي أن عبد الشافي يقوم بإغراء أصحاب الكيف للشراء منه حيث يسلمهم البانجو مقابل أسعار مخفضة تكون في متناول أيديهم وليس لديه مانع في تقسيط المال للبعض من المدمنين الذين يرتبط معهم بعلاقات طيبة ويعرف جيدا أنهم سوف يردوا له المبالغ المالية التي حصلوا بها علي النبات المخدر وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط موقف المستقبل وعندما حانت ساعة الصفر تم مداهمته في ساعة متأخرة من الليل وألقي القبض علي تاجر الكيف ووجد بحوزته35 لفافة كبيرة من البانجو السيناوي الفاخر واقتادوه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته للنبات المخدر بقصد الاتجار للتربح من ورائه وبعرضه علي محمد هاشم وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف هيثم فاروق مدير نيابة أبو صوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد.