ارتبط الصديقان شعبان ومحمد بعلاقة وطيدة منذ نعومة أظافرهما لأنهما من أبناء منطقة سكنية واحدة وبحثا معا عن كسب رزقهما بالحلال ووجدا في العمل علي الدراجة النارية التوك توك ملاذا أمنا لهما ونجحا في تحقيق أرباح مادية لا بأس بها عن طريق هذه الوسيلة التي يفضلها سكان الأرياف في تنقلاتهم لأنها الأرخص سعرا والأسهل من المواصلات الأخري. وظل الصديقان يمتهنانها في الصباح الباكر ويعودان في المساء حاملين ما لذ وطاب لأسرتيهما يتملكها الرضا بما هو مكتوب لهما من نصيب, وفي العامين الأخيرين انقلب حالهما ووجدا بعض الأشخاص الذين يعرفانهم جيدا تظهر عليهم علامات الثراء ويقومون بالصرف ببذخ ولم يهدأ لهما بال حتي اكتشفا أن وراء توافر السيولة المادية في أيديهم يرجع لنقل وترويج البانجو بعد أن استغلوا حالة الانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد واقترب الصديقان من رفاق السوء وسال لعابهما عندما عرفا أن الواحد منهم يحقق أرباحا مادية بآلاف الجنيهات ودون تردد وجدا نفسيهما ينغمسان في وحل الجريمة وباعا ضميرهما للشيطان واتفقا علي جلب كميات قليلة من البانجو وبيعها للمدمنين وزاد نشاطهما رويدا رويدا حتي أصبحا من تجار الكيف المعروفين يلتقيان اتصالات هاتفية من المحافظات المجاورة من أجل تدبير صفقات النبات المخدر لعملائهما الذين يتوافدون عليهما للحصول علي احتياجاتهم بعد تحديد المواعيد الملائمة لاستلام بضاعتهم. وقتها وصلت معلومات للواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية عن وجود بؤرة نشطة لترويج البانجو وعقد اجتماعا مع العميد هشام الشافعي مدير إدارة البحث الجنائي لفحص والوقوف عند هذا الموضوع الخطير وكيفية القضاء عليها لأنها منبع الفساد للشباب الذي يتعاطي النبات المدمر للعقول. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد ممدوح حامد رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد طارق الطحاوي وكيل إدارة البحث والمقدم هيثم الهادي مفتش المباحث الجنائية والرائد فهمي عبد الصمد رئيس مباحث التل الكبير, ودلت التحريات أن المتهمين شعبان شلقامي27 سنة- سائق يسكن في منطقة السلام وتطل علي طريق36 الحربي بالقرب من مدينة القرين وأبو حماد شرقية ومعه صديقه محمد عوض الله26 سنة- سائق يقيم في نفس المكان والاثنان يعملان علي توك توك وليس لهما سجل إجرامي واتجها للاتجار في البانجو الأشهر الماضية للبحث عن زيادة دخلهما المادي واتسع نشاطهما في فترة وجيزة وامتد للزقازيق التي وجدا فيها سوقا لترويج النبات المخدر, وأضافت التحريات أن الصديقين نفذا العديد من الصفقات الصغيرة والكبيرة معا علي حد سواء. واستغلا أنهما لم يكن لديهما سجل جنائي لدي رجال الشرطة ولم يطرأ علي ذهنهما أن هناك أعينا تراقبهما, وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبطهما وأعد النقباء خالد شعلان ومحمد ثروت وسليمان عيسي ومحمود محفوظ معاونو مباحث مركز التل الكبير خطة أمنية محكمة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين, وعندما حانت ساعة الصفر توجهوا نحو منطقة السلام بصحبة مجموعات قتالية من الأمن المركزي وفرضوا كردونا حول محيط سكن الصديقين وألقوا القبض عليهما متلبسين داخل التوك توك وبحوزتهما لفافات عديدة متوسطة الحجم من البانجو يقومان بإعدادها لتسليمها لزبائنهما وتم اصطحابهما لغرفة التحقيقات وسط حراسة مشددة. وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفا بحيازتهما للبانجو.