تعانى العديد من مدارس محافظة الغربية فى معظم مراحل التعليم المختلفة من التجاهل والإهمال من جانب المسئولين، سواء فى حالة طفح مياه الصرف الصحى أو تدنى حالة النظافة مرورا بتهالك مبانى بعض المدارس لانتهاء عمرها الافتراضى والتى أصبحت فى حاجة لقرارات إزالة فورية وإعادة تشييدها من جديد بأساليب تواكب التطور الحديث حيث لا تزال هذه المشاكل المتراكمة تمثل صداعا مزمنا فى رأس جميع المسئولين بالغربية، خاصة أمام استمرار نقص الموارد المالية وعدم توافرها بالشكل الكافى لعلاج أوجه القصور والسلبيات المختلفة داخل المدارس خاصة التى تشكل خطرًا جسيمًا نتيجة وجود تصدعات وتشققات بها واضحة للعيان، وتهدد أرواح التلاميذ والطلاب الأبرياء، وهو ما أصبح يمثل قنبلة موقوتة على وشك الانفجار فى أى لحظة. يقول محمود عيد مزارع من قرية "طرينة" مركز المحلة ان مجمع المدارس التعليمى الوحيد بالقرية لا يزال يعمل بالنظام البدائى فى كسح مياه الصرف الصحى من داخل "البيارات" الموجودة بفناء المدرسة رغم دخول الصرف الصحى القرية، والذى غطى معظمها باستثناء المنطقة التى يقع بها مجمع المدارس الذى يضم تلاميذ صغار السن، وهو ما يشكل خطورة على حياتهم من بيارات الصرف الصحى المفتوحة أثناء عمليات الكسح البدائية بخلاف ظاهرة الطفح المستمرة لمياه الصرف الصحى التى تحول فناء المدرسة فى معظم أيام الدراسة إلى برك ومستنقعات تعوق حركة دخول المئات من التلاميذ الذين يجدون صعوبة فى الوصول إلى فصولهم بل أن بعضهم يسقط أحيانا فى "المياه العفنة"، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية بهذه المنطقة بسبب انتشار تلك "البيارات" أمام مداخل المنازل والذى ينتج عنه ارتفاع فى نسبة الرطوبة التى أدت إلى تآكل جدران مبانى مجمع المدارس وسبب لها أضرارا بالغة. وأشار المهندس محمد الجمال عضو مجلس إدارة نقابة المهندسين بالغربية إلى أنه تقدم ببلاغ الى رئيس مركز ومدينة كفر الزيات يحذر فيه من كارثة محققة تتمثل فى خطورة داهمة تتعرض لها نحو 1000 طالبة بمدرسة الشهيد محمد عبدالنبى الفقى الإعدادية بنات والتى مر على بنائها اكثر من 40 عاما حيث أصبح مبنى المدرسة آيلا للسقوط ومعرضا للانهيار فى أى لحظة، مشيرا إلى أنه قام بمعاينة المبني، والمكون من أربعة طوابق من واقع عمله كمهندس، وتبين له وجود تصدعات وتشققات فى الجدران اتساع بعضها نحو 10 سم، رغم إجراء عمليات ترميمات عديدة للمبنى كلفت خزينة الدولة آلاف الجنيهات دون داع، نتيجة سوء التخطيط بعد تصدع المبنى من جديد، وأصبح معرضا للسقوط فوق رؤوس الطلاب فى أى لحظة، وهو ما يعرض حياة الطالبات للخطر. وأضاف محمد محروس تاجر أن مدرستى طلعت حرب الابتدائية وعمرو بن العاص التابعتين لإدارة المحلة التعليمية تعانيان من طفح مياه الصرف الصحى ما بين الحين والآخر، إما بسبب تشييدها من البداية بأسلوب خاطئ أو انخفاضها عن سطح الأرض مما يجعلهما معرضتين للغرق بمياه المجاري، والتى تتسرب من كل اتجاه خاصة فى فصل الشتاء وهى فترة الدراسة، كما تسهم العيوب الفنية نتيجة تهالك مواسير الصرف التى يتم انسددها بشكل شبه دائم فى تفاقم المشكلة والتى لا تصلح معها الصيانة المؤقتة حيث أصبحت تحتاج لعمليات إحلال وتجديد فورية حتى لا تشكل خطرًا على مبانى هذه المدارس كما أن ارتفاع منسوب المياه الملوثة أمام مداخل وفناء المدارس يمنع التلاميذ ويحرمهم أحيانا من الدخول حيث يضطرون للعودة إلى منازلهم، وهو ما يؤثر على العملية التعليمية. ومن جانبه عقد اللواء محمد نعيم محافظ الغربية اجتماعًا مع مديرى الإدارات التعليمية على مستوى المحافظة لمناقشة سبل النهوض بالعملية التعليمية، وتحسين منظومة التعليم، خاصة بعد الزيارات المفاجئة للمحافظ لبعض المدارس وما شاهده من سلبيات كبيرة فى الإدارة، وعدم الجدية فى العمل حيث أعطى مهلة أسبوعًا لمديرى الإدارات لتحسين منظومة التعليم بالمدارس وتلافى جميع السلبيات التى لمسها على أرض الواقع من خلال جولاته الميدانية المفاجئة على المدارس، وحذر المسئولين من الوجود داخل المكاتب وترك المدارس دون المرور عليها بصفة يومية لمتابعة سير العملية التعليمية، ووضع خطة للموجهين للتفتيش على المدرسين ومتابعة مدى الالتزام بتحضير الدروس والأداء داخل الفصل ومراجعة أعمال الصيانة والتأكيد على نظافة المدرسة ومراجعة كثافات الفصول لتحقيق التوازن واتخاذ الاجراءات المناسبة للقضاء على نسبة غياب الطلاب بالمدارس. وقال المحافظ ان هناك مشروعات جار تنفيذها بمحافظة الغربية فى مجال التعليم ضمن المنحة الإماراتية تتضمن بناء 7 مدارس جديدة بالغربية ضمن مشروع بناء 100مدرسة فى 18محافظة، وقد بلغت معدلات الانجاز حتى الآن من 70 إلى 95%، مشيرا إلى أن زياراته المقبلة سوف تكون لمدارس القرى والنجوع، وأنه لن يترك أحد دون حساب ولن يسمح بالتهاون فى العملية التعليمية.