تمثل وحدات الإسكان الاقتصادي بمحافظة الغربية إحدي صور الفساد وغياب الضمير والوهم الذي كان يتم بيعه للشباب والبسطاء والذين تتبخر احلامهم سريعا بمجرد الحصول علي وحدة سكنية من مشروعات الدولة لتبدأ معها رحلة طويلة من العذاب والمعاناة الحقيقية بعد اكتشافهم العديد من العيوب الفنية في انشاء هذه الوحدات السكنية التي لاتتوافر في معظمها ادني عوامل الصحة والسلامة لسكانها سواء من ظهور الشروخ والتصدعات وفي الاسقف والحوائط في معظم هذه الوحدات بسبب تخفيض تكاليف مواد عمليات البناء والتشييد لتحقيق ارباح طائلة حتي لوكان علي حساب ارواح هذه الطبقة المهمشة مرورا بمشاكل شبكات الصرف الصحي والتي تنفجر مع زيادة الضغط عليها وتحاصر العمارات من كل اتجاه ومن هذه الوحدات شقق الاسكان الاقتصادي بسمنود والتي لم يمر علي بنائها سوي20 عاما فقط ووحدات المشروع القومي للشباب بالراهبين والتي تم تسليمهاغير مكتملة التشطيبات النهائية بخلاف توقف تشغيل خطوط الصرف الصحي وهوما أصاب اصحابها بحالة من الصدمة خاصة بعد تجاهل المسئولين للنداءات والاستغاثات المتكررة بسرعة التدخل لايجاد حلول جذرية لمشاكلهم. يقول مصطفي الزيات مقيم بمساكن السوق بمدينة سمنود إننا فوجئنا منذ سنوات بعيوب خطيرة في الاساسات وتوصيلات المياه والصرف الصحي لغالبية العقارات التي تم بناؤها في فترة التسعينات وعددها24 عمارة سكنية تضم576 شقة ولم نجد امامنا سوي اخطار الوحدة المحلية بمدينة سمنود لعلاج المشكلة وامام تقاعس المسئولين لم نجد سبيلا غير الإسراع باصلاح هذه العيوب علي نفقتنا في محاولة لعلاجها ولكن التسربات لاتزال مستمرة ومن الطوابق العلوية وهو ما أدي إلي نشع الرطوبة في معظم الجدران وتعرض العديد من اسقف وحوائط الشقق للتشققات والشروخ والتي وصلت إلي حد كشف عن حديد التسلح داخل الاسقف والأعمدة والحوامل الخرسانية حتي اصبحت في طريقها للسقوط فوق روؤس السكان والسبب يعود بالطبع لاسنادها لشركات مقاولات اسندتها بدورها لمقاولين من الباطن والذين يلجأون لاستخدام حديد ومواد اسمنية رديئة المستوي لتعويض الفارق في الأسعار وتحقيق ارباح وهو ما يأتي علي حساب العمر الافتراضي لهذه الوحدات التي تحتضن مئات الارواح من الغلابة ومحدودي الدخل ولتذهب حياتهم للجحيم واضاف محمد العراقي بالمعاش ان اسباب الانفجارات المستمرة في مواسير الصرف الصحي هو اقامة شبكة الصرف من البداية بطريقة خاطئة وغيرمطابقة للمواصفات لارتفاعها عن مستوي الوحدات وهوما يجعل مياه الصرف الملوثة ترتد للخلف نتيجة انسداد المواسير بشكل شبه دائم لتهالكها وانتهاء عمرها الافتراضي في وقت قصيرحيث تحاصر المساكن من كل جانب وتزحف اسفل العمارات مما ادي الي تأكل اساساتها الارضية وهوماحول حياة سكان هذه الوحدات الي جحيم مستمر والذين تعالت صرخاتهم واستغاثاتهم لدي جميع المسئولين بمحافظة الغربية من اجل التدخل لعلاج مشاكلهم المزمنة. بينما يؤكد احمد عنتر أحد الحاجزين بالمرحلة الثانية بمشروع وحدات الاسكان القومي للشباب بالراهبين انه رغم مرور حوالي6 سنوات علي اقامة هذه المساكن وعددها144 وحدة وفوزنا بالقرعة العلنية التي اجريت تحت اشراف القوات المسلحة عقب ثورة يناير الا انه لم يتم تسليمها حتي الان لاصحابها مشيرا إلي انه تقدم بالعديد من الشكاوي لمجلس الوزراء للاستفسار عن اسباب عدم تسليم الوحدات السكنية منذ هذا التاريخ رغم قيامه بتسديد قيمة اقساط الوحدة كاملة بعد تدبيرها والاستدانة من الاقارب والمعارف تفاديا لتسديد فوائد البنوك الباهظة علي الاقساط الشهرية لكن لم يتدخل احد رغم ان المشكلة تعود لتجاهل المسئولين تنفيذ عملية ربط مواسير الصرف الصحي بالشبكة الرئيسية ومحطة الرفع حتي الان بحجة أن عدم توفير ماكينة الشفط وتوقف مشروع الصرف الصحي الخاص بالوحدات السكنية وراء المشكلة. في حين اوضح محمود سراج ان الوحدة المحلية بسمنود كانت قد اجبرت الفائزين بشقق المرحلة الاولي بالاسكان القومي بقرية الراهبين منذ ثلاثة اعوام علي تسلم الوحدات المخصصة لهم أو التنازل عنها في حالة رفضهم تسلمها وهومادفع حاجزي الوحدات لتسلمها بالفعل وكان من بينهم سكان الايواء العاجل رغم عدم حل مشكلة الصرف الصحي حيث اضطروا للتعامل مع الامر الواقع والتخلص من مخلفاتهم الصحية بصرفها علي البيارات البدائية التي تمت اقامتها امام كل عمارة سكنية وهي طرق غير أدمية عفا عليها الزمن حيث يقوم السكان بشفط مياه الصرف الصحي منها يوميا لتفريغ البيارات فيما يقوم البعض بإلقاء بالمياه الملوثة مضطرا في الأراضي الزراعية المجاورة للمساكن وهي كارثة صحية وبيئية خطيرة بالطبع, وأضاف أن السكان فوجئوا ايضا عند تسلمهم الوحدات انها غير كاملة التشطيب وبعض الوحدات تم تقليص مساحتها إلي50 مترا بدلا من63 وهو مايخالف ماتم الإعلان عنه في البداية وذلك لزيادة عدد الوحدات إلي خمس بدلا من أربع في الدور الواحد لتضيع احلامهم في العيش داخل مسكن آدمي وصحي. ومن جانبه أكد اللواء محمد نعيم محافظ الغربية انه تمت الموافقة بصفة مبدئية علي تحمل صندوق الاسكان بالمحافظة تكلفه أعمال صيانه الصرف الصحي ل24 عمارة سكنية تضم576 وحدة سكنية بمساكن السوق بمدينة سمنود وقيمتها مليون و407 ألاف جنيه علي أن يقوم الاهالي بتسديد القيمة علي أقساط شهرية لمدة5 سنوات حفاظا علي هذه العمارات من التصدعات والشروخ التي تشهدها اما بخصوص مشكلة ربط مواسير الصرف الصحي بالشبكة الرئيسية بمشروع شقق الراهبين اكد اللواء ايمن سيف النصر رئيس مركز ومدينة سمنود انه سوف يتم ربط محطة رفع صرف الوحدات بمشروع الصرف الصحي الضخم الذي تقوم بتنفيذه حاليا الهيئة القومية للصرف الصحي بقرية محلة ابوعلي بعد الانتهاء من استكمال المشروع الذي كان متوقف العمل به وتشغيلهخلال الايام المقبلة.