اشتهر محمد بلقب أبوسليم ونشأ في قبيلة بدوية معروف عنها التقاليد الحميدة ورفض كبارها لمن يسلك طريق الإجرام وعندما عرفوا بارتباطه بالاشخاص المنحرفين مروجي المواد المخدرة وقبوله العمل معهم لم يعيروه اهتماما أو يدافعوا عنه عند حدوث مكروها له بالرغم من إدراكه أنه أصبح في موقف لا يحسد عليه أمام عائلته الكبيرة أبي علي نفسه الابتعاد عن مزاولة تجارة الكيف وواصل انغماسه في جلب وتوزيع اصنافها المختلفة بنظام الجملة وامتلأت جيوبه بالمال الحرام فاشتري به الأراضي والعقارات والسيارات وادخر جزءا منه في البنوك باسماء المقربين إليه ولم يضع في حسبانه سقوطه بين يدي الأجهزة الأمنية في أي لحظة لإدراكه أنه غير مسجل جنائيا وليس له معلومات وزاد نشاطه في الأشهر القليلة الماضية ولم يعد قاصرا علي المنطقة التي يسكن بها وإنما اتسع ليشمل محافظات الوجه البحري خاصة القاهرة الكبري وكان يتوجه إلي عملائه مستقلا سياراته الملاكي وبداخلها البضاعة سواء الهيروين أو الحشيش والبانجو لتسليمها لهم والحصول علي العائد المادي حسب سعر السوق المتداول ونظرا لخطورته, وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب ضبطهم, وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من استهدافه متلبسا بعد أن تمت مراقبته مثل ظله وعثروا معه علي150 كليو جرام بانجو داخل لفافات ورقية كبيرة الحجم من النوع السيناوي الفاخر وتحرر له محضرا بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة المعلومات الواردة لهما بشأن وجود بؤر إجرامية يمارس من داخلها تجارة الكيف علي نطاق واسع. تم تشكيل فريق بحث باشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد محمد طلعت رئيس فرع غرب والمقدم حسام حسن مفتش المباحث والرائد فهمي عبدالصمد رئيس مباحث التل الكبير ومعاونوه النقباء محمود حسن وسليمان عيسي ورامي الطحاوي وإبراهيم ناجي ودلت التحريات أن المدعو محمد الشهير بلقب أبوسليم 25 سنة سائق يسكن في عزبة العرب بوادي الملاك ليس له أي نشاط إجرامي بدأ رحلته مع الانحراف عندما لعب الشيطان في رأسه وزين له حلم الثراء بعد أن شاهد بعض الاشخاص الذين يعرفهم جيدا تبدلت أحوالهم من الناحية المالية للأفضل بمراحل كثيرة واصبحوا يمتلكوا الأراضي والعقارات واستفسر منهم عن السر الذي ساعدتهم علي هذا التحول وأخبروه أنهم يعملون في تجارة الكيف واضافت التحريات أن المتهم لم يتردد في التقرب إليهم ودخول عالم المخدرات من أوسع أبوابه واتفق مع المصادر السرية أن يعمل معها في نقل الهيروين والحشيش والبانجو للزبائن نظير الحصول علي عمولة مالية ولم يمانعوا في العرض الذي قدمه لهم ونجح في تحقيق المستهدف ليبدأ مرحلة جديدة لبيع المخدرات لصالحه وأشارت التحريات رلي أن أبوسليم يستخدم سيارته الملاكي في التنقل ويضع داخلها المواد المخدرة ويتوجه لتجار الكيف بمنطقة تل البلد ومحافظات الوجه البحري والقاهرة الكبري مرتين في الأسبوع دون أن يكون معه أي فرد حتي لا ينفضح أمره وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث خطة أمنية محكمة اعتمدت علي نشر أكمنة ثابتة ومتحركة في الأماكن التي يتردد عليها وعند تحديد ساعة لاصفر بوصول معلومة مؤكدة بوجود كمية من البانجو داخل سيارته اتجهوا إليه مسرعين برفقة مجموعات قتالية من قوات الأمن المركزي واستوقفوا مركبته علي طريق عزبة العرب ولم يبد أي مقاومة لهم وكانت تحمل رقم63594 ملاكي الإسماعيلية وبتفتيشها عثروا بداخلها علي33 لفافة من النبات المخدر في الحقيبة الخلفية و22 لفافة أخري داخل السيارة وجميعها يزن150 كليو جراما وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجته بما أسفرت عن واقعة الضبط والتحريات اعترف تفصليات بالاتجار بالبانجو السيناوي وبعرضه علي احمد جاد وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معه تحت اشراف محمد يوسف مدير نيابة التل الكبير الذي أمر بحبسه أربعة أيام ومراعاة التجديد له في الميعاد.