ترك رسالة ليودع اسرتهوذهب هائما علي وجهه في الطريق لا يعلم الي اين ستقوده قدماه وأظلمت الدنيا امامه واصبحت الحياة مستحيلة وظلت الافكار السوداء تراوده فقد تراكمت علي اسرته الديون ووقف عاجزا لا يعلم كيف سيعيش ونسي أن الله موجود واستجاب لنفث الشيطان برأسه فزين أمامه سبل الانتحار وعلي الرغم من انه كان قريبا من الله الا ان ضيق المعيشة والأزمات المالية المتكررة جعلته يقف عاجزا, ولم يجد من ينصحه ومن يرشده فحياة الفقر والحرمان جعلت كل همه هو الحصول علي لقمة العيش ومساعدة أسرته واكتفي بتعليمه المتوسط علي الرغم من طموحه في اكمال تعليمه وحصوله علي شهادة عليا الا انه دفنطموحه تحت انقاض الحاجة. ولمح امامه محطة القطار بمدينته الصغيرة وبخطي ثابتة تعرف طريقها تقدم خطوة تلو الأخري كأن مغناطيسا يجذبه إلي قضبان السكة الحديدية ليجد نفسه يقف... ينتظر... الهلع والخوف يسكن قلبه وعيناه تغشاهما الدموع تلمع في مآقيه تأبي التساقط فقد تعود أن يكون رجلا لكن ماينوء به كاهله نزل بعزيمته وهمته إلي أسفل قدميه وفي لحظات سريعة توالت أمامه مراحل حياته منذ طفولته إلي صباه حتي اندفع يحتضن القطار متناسيا عقاب المنتحر علي الرغم من ايمانه مستسلما لظروفه الصعبة. تلقي اللواء محمد الشرقاوي مدير أمن الدقهلية, إخطارا من اللواء السعيد عمارة مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ من مأمور قسم شرطة الكردي, يفيد تلقيالرائدأحمد الجندي رئيس مباحث مركز الكردي بلاغا من الأهالي يفيد قيام شاب يدعي محمد. أ. م19 سنة, ومقيم ببندر الكردي, بإلقاء نفسه أمام القطار أثناء سيره مما أدي إلي مصرعه في الحال. علي الفور انتقلالرائد احمد الجندي وقوات الأمن إلي مكان الواقعة, وأثبتت التحريات أن الشاب كان يعاني من مشاكل مالية وعائلية مما دفعه إلا الانتحار, وتم نقل جثة الشاب إلي مستشفي الكردي العام, وتحرير محضر بالواقعة رقم1224 إداري مركز شرطة الكردي.