لم تكن علاقة الأشقاء الثلاثة ناجح وفهد وعيد علي مايرام, فكل كان يعيش حياته منفصلا عن الآخر رافعا شعار مصلحتي فوق أي اعتبار دون أي تواصل اجتماعي. من هذه النشأة المتوترة غير السوية والتي تشبه إلي حد كبير رائعة فيدور دوستويفسكي الأخوة كرامزوف, التي جسدها مجموعة من الفنانين المصريين في فيلم الإخوة الأعداء,بدأت خيوط واحدة من الجرائم التي اهتزت لها مدينة إدفو شمال مدينة أسوان. أوراق الجريمة التي أخطر بها مأمور مركز إدفو اللواء محمد مصطفي مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان, كانت تفيد بالعثور علي جثة مجهولة الهوية لرجل في العقد الرابع من العمر موضوعة في جوال وطافية علي نهر النيل, حيث كان المجني عليه يرتدي جلبابا بني اللون وفانلة داخلية فقط ومقيد الرجلين واليدين بسلاسل وأحبال, كما كان معصوم العينين بشال حريمي أسود ومصابا بجرح قطعي في الرأس. وعلي الفور أمر مدير أمن أسوان بتشكيل فريق بحث قاده العميد خالد الشاذلي رئيس مباحث المديرية والمقدم إكرامي البطران رئيس مباحث مركز إدفو ومعهما مجموعة من رجال المباحث, لفك لغز الجريمة وضبط مرتكبيها في أسرع وقت, خاصة أنها كانت حديث المدينة. ومن الشال الحريمي الأسود والجوال, بدأ الفريق في مسك الإمساك بخيوط الجريمة, حيث دلت التحريات علي أن هذا الحادث خلفه امرأة بكل تأكيد. وخلال24 ساعة من تكثيف الاستدلالات والتحريات بمنطقة المهاجرين, ولأن المجرم ومهما يكن ذكاؤه لابد وأن يترك خلفه خيطا يقود للكشف عن جريمته, تم تحديد هوية الجثة المجهولة بعد غسل وتنظيف الجوال الذي حمل الجثة, حيث كان مدونا عليه اسم القتيل, وهو مالم يفطن إليه مرتكبو الجريمة, لتحوم الشبهات ومن خلال ماتوصل إليه فريق البحث من معلومات حول شقيقي القتيل, خاصة أن علاقتهم معا لم تكن طبيعية علي الإطلاق, وفور إلقاء القبض علي عيد. ع.ا34 عاما سائق وشقيقه فهد23 عامل وبتضييق الخناق عليهما, اعترفا بارتكابهما الجريمة وقيامهما بقتل شقيقهما ناجح لسلوكه المنحرف مع زوجة الأول. وأمام رجال المباحث جلس الشقيقان يرويان سيناريو ارتكاب الجريمة, حيث قالا إن شقيقهما كان نقطة سوداء في عائلتهما, فهو دائم الاعتياد علي الإجرام ومطلوب علي ذمة11 قضية متنوعة مابين سرقات ومخدرات وسلاح ناري, وأضاف شقيقه عيد بأنه فوجئ بسلوك شقيقه نحو زوجته ومحاولته الدنيئة للانفراد, بها مما جعل الدم يغلي في عروقه فلجأ إلي شقيقه الأصغر للتخلص منه وقتله حتي يريح الجميع من سلوكه الإجرامي. وبالفعل ومنذ يومين نصب الشقيقان كمينا للمجني عليه داخل المنزل, حيث غافلاه وانهالا عليه بشومة, وقاما بخنقه وتقييد قدميه ويديه بسلاسل وأحبال, ثم جلسا يفكران كيف يتخلصان منه حتي هداهما تفكيرهما الشيطاني للتخلص منه بإلقائه في النيل داخل جوال, علي أمل أن يغوص في القاع و لا تنكشف الجريمة. وأمام مدير نيابة إدفو تم عرض المتهمين, حيث تقرر حبسهما4 أيام علي ذمة التحقيقات, كما قررت النيابة العامة ندب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة وتحديد أسباب الوفاة قبل التصريح بدفنها.