اصيبت فصول طلاب الصف الثالث الثانوي العام بجميع مدارس قري ومدن محافظة سوهاج بالصمت التام لعزوف طلابها عن الحضور والاعتماد التام علي المذاكرة بالمنازل والدروس الخصوصية التي باتت بديلا عن المدرسة, واصبحت الفصول مجرد واجهة لتسجيل اسماء الطلاب بالمرحلة التعليمية وتحرير استمارات امتحانات آخر العام في غياب تام للاجهزة الرقابية ومسئولي التربية والتعليم بالمحافظة. تقول ه. م طالبة بالصف الثالث الثانوي ان سبب انتظامها في الحضور إلي المدرسة يرجع الي عدم اهتمام المدرسين بشرح الدروس وتوصيل المعلومة الجادة للطلاب, حيث ان مدرس المادة لايهتم بالتدريس داخل المدرسة لذلك نلجأ إلي الدروس الخصوصية التي أصبحت شيئا أساسيا في برنامج الاستعدادات للامتحانات. وتؤكد ش. ف طالبة بالصف الثالث الثانوي أنها مضطرة إلي اللجوء إلي الدروس الخصوصية بدلا من الذهاب الي المدرسة يوميا وضياع الوقت لأن المدرس خلال الدرس الخصوصي يؤكد المعلومات المهمة التي تأتي غالبا في الامتحان الامر الذي يعفيها من بذل الكثير من الجهد في استذكار المناهج بأكملها والحصول علي أعلي الدرجات. ويقول ع. ج طالب ان الذهاب الي المدرسة مضيعة للوقت والجهد خصوصا لطلاب الثانوية الذين يرغبون في الحصول علي مجموع كبير ودخول كليات القمة, مشيرا إلي ان الدروس الخصوصية اصبحت البديل الامثل للمدرسة. ويشير ر.ح طالب إلي أن المدرسة اصبحت مجرد اسم لطلاب الثانوية العامة لافتا إلي ان إدارة المدرسة لا تهتم بتسجيل غياب طلاب السنة الثالثة وفي حالة تسجيلها يقوم ولي امر الطالب باحضار تقرير طبي وشهادة مرضية لإلغاء نسبة الغياب ويتم تسجيله واداء الامتحانات علي قوة المدرسة مضيفا ان الدروس الخصوصية افضل بكثير من الشرح داخل المدرسة حيث ان المعلم بالمدرسة لايؤدي المطلوب منه والمكلف به لاداء رسالته التعليمية داخل المدرسة إنما يقوم به خلال الدرس الخصوصي. ويضيف عبد السلام احمد ولي امر ان الدروس الخصوصية اصبحت تمثل البديل الامثل للابناء والاصلح توفيرا للوقت والجهد, مشيرا إلي أن اولياء الامور اصبحوا يشجعون ابنائهم عليه رغم معاناتهم المالية وتأثرهم بعدم ذهاب ابناءهم للمدارس بعد ان فقدت دورها التعليمي لمصلحة الدروس الخصوصية. ويقول أشرف حمدان موظف ان مدارس الثانوية العامة باتت خاوية من الطلاب, وان الحل يكمن في ايجاد حافز بالمدرسة يعيد الطلاب إلي حضور اليوم الدراسي, بتشييد أماكن لممارسة النشاطات الرياضية, أو تأسيس اندية ثقافية بالمدارس مع تحديث المعامل وقاعات الموسيقي لجذب الطلاب مرة أخري. ويري ياسر عبد العال موظف ان عزوف الطلاب عن المدرسة يسهم فيه أولياء الأمور بشكل واضح وصريح, حيث أنهم يقومون باستخراج الشهادات المرضية لأبنائهم بالتحايل علي القانون لكي يتفرغ الطلاب للدروس الخصوصية بدلا من الذهاب إلي المدرسة. ويؤكد ابراهيم عطية ولي امر أنه علي الرغم من حرصه الشديد علي أن ينتظم ابنه في الدراسة من أول يوم إيمانا منه بأهمية دور المدرسة في التربية والتعليم, إلا أنه يعاني كثيرا من عدم حرص إدارة المدرسة نفسها علي حضور تلاميذ الصف الثالث الثانوي وطالب بضرورة معاقبة الطلاب المتغيبين, بل تغريم أولياء أمورهم ماديا, كما يطالب بتكثيف لجان المتابعة سواء من قبل مديرية التربية والتعليم, أو محافظ سوهاج او وزارة التربية والتعليم نفسها علي المدارس لضمان انتظام جميع الطلاب في الدراسة ومعاقبة المتغيبين. ويقول مدرس رفض ذكر اسمه ومن جانبها, اكدت سنية عز الدين وكيلة مديرية التربية والتعليم بسوهاج انها قامت بجولة مفاجئة لادارتي سوهاج واخميم لمتابعة سير العملية التعليمية وحصر الغياب لطلبة الثانوية العامة وتم ارسالها الي وزارة التربية والتعليم الكترونيا.