ما الذي دفع طلاب الثانوية العامة بالمحلة الكبري, إلي تنظيم وقفة احتجاجية, الأسبوع الماضي; للمطالبة بتخفيف المناهج الدراسية, وإلغاء نسبة الحضور اللازمة لدخول الامتحانات, والمقدرة ب85% ؟ قال الطلاب: إنهم لا يستفيدون شيئا من الحضور بالمدرسة, بل وصفوه بأنه مضيعة للوقت!!, والمؤكد أن العملية التعليمية بمدارس الغربية, مثلها مثل باقي المدارس علي مستوي الجمهورية, تشهد تدهورا حادا, خاصة بعد أن خرج التعليم من المدارس, ودخل المنازل, وتم تفريغ المدرسة من دورها التربوي والتعليمي, وأصبحت الوزارة المسئولة عنه تحمل اسما علي غير مسمي, حيث لم يعد هناك لا تربية ولا تعليم. ولعل المثل الصارخ علي ذلك هو مرحلة الثانوية العامة, التي تشهد غيابا مستمرا طوال العام, سواء من الطلاب أو المدرسين, وأصبح الحضور إلي المدرسة مضيعة للوقت. بل إن ما تشهده مرحلة التعليم الأساسي( الابتدائي والإعدادي) من قيام المدرسين بإجبار الطلاب علي الدروس الخصوصية, منذ الصف الأول الأبتدائي, يمثل تحديا كبيرا أمام الوزارة المسئولة.. ولا يقتصر الأمر علي هذا بل وصل إلي استغلال بعض المدرسين المباني الحكومية المدرسية في إعطاء الدروس الخصوصية داخلها, سواء بعد انتهاء اليوم الدراسي, أو في أثناء الفسحة.. والغريب بل العجيب أن تقارير المسئولين عن التعليم تخلو من مجرد الإشارة إلي بعض السلبيات, في حين تكتظ بذكر الإيجابيات.. وكله كلام علي الورق!! فمتي ينصلح حال التعليم في بلادنا؟, ويؤكد رضا عبدالله( سائق ولي أمر3 طلاب في مراحل التعليم المختلفة) أنه منذ اليوم الأول للدراسة في المرحلة الأبتدائية يقوم المدرسون بالتنبيه علي الأولاد بأخذ درس خصوصي في جميع المواد, بما يتراوح بين150 و300 جنيه للطالب الواحد, مشيرا إلي أن أسعار الدروس في القري أقل جدا من المدن, حيث يتم تجميع أكثر من50 طفلا في غرفة واحدة, في حين أنه في المدينة يذهب المدرس إلي الطالب في بيته, وكله بثمنه, ويضيف أن بعض هؤلاء المدرسين يضطهدون أبناءهم بالضرب المبرح في حالة عدم أخذ الدرس الخصوصي عنده.. ويشير إلي إن بعض المدرسين يقوم بإعطاء الأولاد الدرس الخصوصي في الفصل بالمدرسة, في أثناء الفسخة, وأحيانا بعد انتهاء اليوم الدراسي, ويشير علاء عبدالمنعم( موظف ولي أمر طالبين في الإعدادي والثانوي) إلي أن الإقبال يزيد عاما بعد آخر, علي المدارس الخاصة والتجريبية, لافتقاد المدارس الحكومية إلي مقومات العملية التعليمية الصحيحة, مما رفع سن القبول في الحضانة بهذه المدارس إلي أكثر من5 سنوات, خاصة أن الناس الغلابة هم من يدفعون فاتورة أي ارتفاع في الأسعار, بما فيها أسعار الدروس الخصوصية, التي وصلت إلي أكثر من600 جنيه للمادة الواحدة في الثانوية العامة, ويضيف محمد منصور( مدرس ولي أمر4 طلاب في مراحل التعليم المختلفة) أنه وزوجته يعملان بالتربية والتعليم, وعلي الرغم من ذلك فإن زملاءهما من المدرسين الذين يعطون دروسا خصوصية لأولادهما, لا يراعون ذلك, مما يجعلنا نشرب من نفس الكأس التي يشرب منها أولياء الأمور. ويلفت إلي أنه يعمل ليل نهار من أجل تلبية حاجة أولاده من الدروس الخصوصية, بالإضافة إلي احتياجاتهم الضرورية الأخري.. مما يجعل إل بني آدم شغال زي الثور في الساقية. ويقول: لن تقوم لهذا البلد قائمة إلا بإصلاح حال التعليم, والأهتمام بالصحة.. وهما في أسوأ حالتهما, أما مصطفي رمضان( طبيب ولي أمر طالبتين في الثانوية العامة) فيؤكد أن ابنتيه لم تذهبا إلي المدرسة منذ بداية العام الدراسي, مشيرا إلي أن إحداهما في الصف الثاني الثانوي, كانت قد انتظمت في الحضور لمدة أسبوعين, إلا أن أساتذتها قالوا لها: أنت بتضيعي وقتك. وقاموا بتحديد مواعيد الدروس في نفس مواعيد المدرسة,.