الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كشف في أحدث تقرير له عن أن33% من دخل الاسرة يوجه للدروس الخصوصية ومجموعات التقوية. وهو ما يؤكد ما تتكبده الأسر المصرية كل عام مع بداية كل عام دراسي, بمجرد الانتهاء من شهر رمضان والعيد دخلت الأسر في دوامة جديدة حيث بدأت مراكز الدروس الخصوصية في نشاطها بقوة فمتوسط انفاق الأسرة علي الدروس لا يقل عن2000 جنيه, وهذا العام تشهد أسعار الدروس ارتفاعا ملحوظا فيبدأ اشتراك المركز من200 جنيه ويصل إلي500 جنيه, وهو استغلال واستنزاف علني لأولياء الأمور, الذين لا يجدون أمامهم سوي الالتزام بالشروط والقواعد التي يحددها المدرس والمركز.. فمراكز الدروس الخصوصية بدأت بتوزيع أوراق للدعاية بمحطات المترو وأمام المساجد والمدارس هذا بخلاف المدرسين امبراطور الفيزياء, ملك التاريخ, برنس العربي, دكتور الكيمياء ألقاب يطلقها المدرسون الخصوصيون علي أنفسهم, كما قام المدرسون بتوزيع كشاكيل وأقلام باسم المدرس وأرقام تليفوناته, والأكثر طرافة هو العروض المقدمة من مراكز الدروس الخصوصية فمنها ما يقدم الاسبوع الأول مجانا الأهرام المسائي من خلال رصده لظاهرة الدروس الخصوصية قام بالاتصال ببعض أرقام المدرسين المنتشرة بالشوارع وكانت البداية مع امبراطور التاريخ( ص.ح) أكد أن أغلب المجموعات كاملة العدد رغم عدم بداية العام الدراسي, ويبدأ سعر الحصة ب30 جنيها, بشرط اجتياز الطالب امتحان تحديد المستوي ب20 جنيها أما دكتور الكيمياء( ج,ع) فقال ان الحصة تبدأ من60 جنيها وتكون بأحد مراكز الدروس الخصوصية مؤكدا أن هذا العام بدأت الدروس الخصوصية مبكرا خاصة بمرحلتي الثانوية العامة نتيجة رغبة أولياء الأمور والطلبة في البدء وتنظيم المواعيد مع مراكز الدروس. وأكد أن كل الطلاب يحققون أعلي الدرجات, وأن مواعيد الدروس تبدأ من12 ظهرا حتي12 مساء ويختلف سعر الدرس حسب العدد, وإذا كان الدرس بالمنزل يكون السعر أعلي. ارتفاع جنوني في الأسعار استاذ مصر الأول المتخصص في الدرجة النهائية, الصعود إلي القمة ليس صعبا مع...., نقدم لكم نخبة من الأساتذة في مختلف المواد عبارات رنانة للدعاية عن الدروس الخصوصية والمدرسين وكأنها شيء مباح ومشروع. أولياء الأمور كشفوا عن استيائهم من ارتفاع أسعار الدروس الخصوصية هذا العام, لكنهم أكدوا أهميتها وأعلنوا استسلامهم لمافيا الدروس الخصوصية, وانها لا مفر منها فتقول هويدا محمود موظفة وربة منزل وأم لثلاثة أطفال بمراحل تعليمية مختلفة ان الدروس الخصوصية والكتاب الخارجي أمر واقع, ولا يقتصر علي المرحلة الثانوية فقط, ولكن بكل المراحل التعليمية مؤكدة أن الدروس الخصوصية تلتهم ميزانية الأسرة قبل بدء العام الدراسي, وتضيف قائلة ما باليد حيلة فنحاول أن نقوم بواجبنا تجاه أولادنا واتفقنا لهم علي الدروس الخصوصية بكل المواد وتؤيدها في الرأي شادية محمد ربة منزل وأم لطفلين قائلة العام الدراسي عبء كبير علي الأسرة المصرية من زي مدرسي وأدوات مكتبية ومصروفات المدرسة و كابوس الدروس الخصوصية التي تبدأ من الاجازة الصيفية موضحة أن قصور عمل المدرسين بالمدارس هو السبب وراء الاتجاه للدروس الخصوصية. الطلبة لم يختلف رأيهم عن أولياء الأمور, فأكدوا أنهم لا يمكن أن يستغنوا عن المدرس الخصوصي, ويعتبرونه السبيل لتحقيق أعلي الدرجات ويكون اختيار المدرس بعناية بسؤال الأقارب والأكبر سنا, فيقول عمر محمد طالب بالصف الثالث الثانوي ان سيل الاعلانات عن المدرسين والمراكز بدأ مبكرا هذا العام حيث توزع الكراسات أمام المراكز والمساجد تحمل اسم المدرس والمركز والتليفون والعنوان, للدعاية عن أنفسهم قائلا وقت المدرسة أصبح مضيعة للوقت ولا يمكن الاستغناء عن المدرس الخصوصي. ظاهرة مجتمعية يري الدكتور محمد محيي الخبير التربوي بمركز البحوث التربوية أن الدروس الخصوصية ظاهرة مجتمعية يصعب السيطرة عليها خاصة بعد أن تحولت إلي تجارة وهذا يحتاج إلي تكاتف العديد من الجهات بتطوير الكتاب المدرسي والمناهج ونظام الامتحانات لأن أغلبها تمثل10% من الفهم و ال90% علي الحفظ, وتطبيق نظام التقويم الشامل, وأن نستعيد الثقة مرة أخري بين المدرسة وأولياء الأمور, لأن أغلب المدرسين في المراكز لا ينتمون إلي مدرسي التربية والتعليم ويمارسون المهنة بعد الظهر, ولكن لا تتعدي نسبتهم20% فقط من مدرسي المراكز, مؤكدا انه لا لوم علي أولياء الأمور في الدروس الخصوصية, لأنهم ان وجدوا في العملية التعليمية ما يبحثون عنه, فلن يلجأوا إلي المدرس الخصوصي مطالبا الوزير بإقالة أي مدرس يعطي دروسا خصوصية.