أحد مقدمي البرامج في قناة العربية, سأل ضيفه المصري, عن سبب أهمية انتخابات مجلس الشعب, وكان مايقصده مثيرا للانتباه, فحسبما قال, كان الجميع قبل تلك الانتخابات يركزون علي انتخابات الرئاسة وكأن انتخابات مجلس الشعب ليست هناك, وكانت الاهتمامات والتحركات قد قفزت علي مجلس الشعب, لتبدأ حملة أخري تتعلق بانتخابات لم تقترب, فلماذا عاد الجميع مرة أخري إلي ساحة مجلس الشعب, ونسوا الانتخابات الأخري, ولاأعرف ماإذا كان مقدم السؤال يرغب في أن تأتي الإجابة في صورة نظرية مؤامرة من نوع ما, للفت الانتباه عما هو مهم, لكنه لم يحصل علي الإجابة التي يريدها, أو الإجابة المعقولة أيضا, فمن الواضح أنه تتم نسيان المسلمات في بعض الأحيان. القصة من البداية بسيطة, فهناك من أراد أن يتم التركيز علي الرئاسة, وخلط الأوراق لفترة من الوقت, لسبب أساسي, وهو أن من جاءوا من بعيد إلي مصر, طرحوا أنفسهم كمرشحين محتملين للرئاسة, وليس لمجلس الشعب, ولأن الحديث عن رئاسة دولة مثل مصر, يثير قضايا عديدة, بحكم الموقع التاريخي للرئاسة في هيكل الدولة, أو هكذا أرادوا, فلم تكن انتخابات مجلس الشعب, ستطرح تلك القضايا الكبري التي يريدونها, والتي كانوا يعتقدون أن يمكن أن تكون أساسا لطرح قضايا تتعلق بالدستور والعصيان, قبل أن يتضح بعد ذلك, أنهم كانوا' تجريبيين', المهم أنه في تلك الأثناء لم يدرك أحد منهم أهمية انتخابات مجلس الشعب. إن البرلمان في مصر كان دائما واحد من المؤسسات الكبري شديدة التأثير وشديدة الهيبة, ليس فقط بفعل وزنه السياسي في التشريع والرقابة, لكن بفعل وزنه الإجتماعي, فهو يمثل قوي المجتمع بأكثر مما يمثل تيارات الدولة, ومن لايصدق ذلك يسأل عما يجري خارج المدن الكبري, في الدلتا والصعيد, ومناطق البادية, فبصرف النظر عن الانتماءات الحزبية, توجد قضية تمثيل, لتشكيلات اجتماعية, يتصادف أن يكون ممثلها منتميا للحزب الوطني, أو حزب الوفد, فالقضية أكبر حتي من كونها سياسية, وفي حين كانت جماعة المدن تفكر في الرئاسة, كان المجتمع يستعد للبرلمان, قبل أن يفرض كلمته, ليثير مثل تلك الأسئلة. [email protected]