سؤال منطقي يفرض نفسه في ظل انتخابات مجلس الشعب المقبلة: لماذا اختفي رؤساء الاحزاب من المرشحين علي انتخابات الرئاسة من قوائم مرشحي احزابهم؟ طرحنا هذا السؤال علي رؤساء هذه الاحزاب مباشرة، خاصة اننا كنا نراهم ليل نهار، ونسمع اخبار مؤتمراتهم الانتخابية مصحوبة بصورهم لأسابيع طويلة، وفجأة غابوا عنا في انتخابات مجلس الشعب. جاءت الاجابات متباينة نعرضها بدون اي تعليق حيث اتفق كل من رئيس حزب الوفاق القومي والحزب الاتحادي والدستوري علي انه لا يليق بمرشح الرئاسة ان يخوض هذه الانتخابات.. وزاد العجرودي فقال: لن اضيع وقتي من اجلها، اما قناوي فرأي ان ذلك لا يليق بمرشح كان يتنافس علي الرئاسة واكد ترك انه يمثل مصر كلها بوصفه رئيسا للحزب. اما الاجابة التي كانت مباشرة فكانت من محمود الصباحي نائب رئيس حزب الامة الذي قال ان عمر والده 91 عاما لا يجعله قادرا علي هذه المعركة الانتخابية، وقال غزال رئيس حزب مصر 2000 انه فضل التفرغ لدعم مرشحيه العشرة.. وتساءل وحيد الاقصري رئيس حزب مصر العربي: أين الفلوس؟ وكانت المفارقة ان عدد مرشحي هذه الاحزاب في انتخابات مجلس الشعب تراوح بين 2 و20 مرشحا. وتعالوا معنا نقرأ الاجابات بالتفصيل: ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري يؤكد ان حزبه قد اتخذ موقفا من انتخابات مجلس الشعب لعام 2005 منذ بدايتها ويقول انه كرئيس للحزب الدستوري يعتبر ان اصلاح النظام الانتخابي لا يقل اهمية عن الاصلاح الدستوري حتي يكون هناك برلمان حقيقي يمثل نقلة في اطار التعددية الحزبية ويؤدي الي توازن سياسي يكون مقدمة لتداول السلطة. ويبرر قناوي عدم ترشيح نفسه في انتخابات مجلس الشعب ويوضح انه اتخذ ذلك القرار حتي لا يعرض اسمه لمنافسة لن تكون في صالحه امام من يملكون سلاح المال ومافيا المصالح، ويقول: رأيت انه من غير اللائق لي بعد ان كنت منافسا جادا في انتخابات رئاسة الجمهورية ان انافس في انتخابات اعلم تماما ان سلاح المال هو العنصر الحاسم الوحيد فيها، وقد فضلت بعد دراسة كاملة للموقف ان اقوم بدور المايسترو في مساعدة مرشحي الحزب. ويشير قناوي الي ان حزبه رشح ستة مرشحين ويصف ذلك بانه يعتبر تواجدا جيدا خاصة ان عمر الحزب لا يتجاوز ال9 شهور فقط، موضحا انه لا يراهن علي نجاح اي من مرشحيه لان الحزب لا يملك اية مقومات مالية لدعمهم ولم يقدم لهم اكثر من الدعم السياسي الذي يعتبر بلا جدوي - علي حد قوله - لان الرأي العام ليس مهيئا لانتخابات حزبية، وشدد قناوي علي ان سلاح المال هو العنصر الحاسم للنجاح في الانتخابات بعد ان اصبح يشتري كل شيء مؤكدا ان سلاح العصبيات في الريف هو ايضا قد اصبح واهنا امام هذا السلاح. ويوضح قناوي ان زيادة عدد المرشحين ليست ظاهرة صحية كما يتراءي لنا، ولكنها ظاهرة سلبية تعبر عن تقاتل من يملكون المال ويريدون شراء الحصانة بالغالي والنفيس، ويحذر من اجتياح حالة التلوث السياسي الذي قد يضرب فرص التحول الاقتصادي الحقيقي، مشيرا الي ان الحرية الاقتصادية تقتضي وجود مشاركة سياسية حقيقية. كما يري قناوي ان ما ينشر عن ترشيحات الاحزاب في انتخابات مجلس الشعب ليس سوي عمل دعائي.. اما في الواقع، فلا وجود حقيقي لها في هذه الانتخابات، ويوضح ايضا ان الناخب المصري لا يفاضل بين برامج احزاب وانما يفاضل بين افراد بحسب ما ينفقونه من مال. ويعرب قناوي عن عدم تفاؤله بالبرلمان القادم ويري ان الاغلبية ستكون للحزب الحاكم وستختفي الشخصيات البرلمانية البارزة ولن تحظي المعارضة سوي بتمثيل هزيل وبذلك سيتحول البرلمان الي جهاز تابع للحكومة لا يحاسبها او يراقبها. ويؤكد ان كل هذه الاسباب كانت وراء تراجع عدد كبير من اعضاء حزبه الذين كانوا ينوون ترشيح انفسهم في الانتخابات عن اتخاذ مثل هذه الخطوة. ثلاثة أسباب أما رفعت العجرودي رئيس حزب الوفاق فيرجع عدم ترشيح نفسه في انتخابات مجلس الشعب الي ثلاثة اسباب اولها: انه لا يملك مليون جنيه علي الاقل تمثل المصروفات اللازمة للدعاية لأي مرشح يريد النجاح في هذه الانتخابات. وثانيها: ان اعضاء مجلس الشعب لا يمثلون الشعب ولا يعبرون عنه ولا يبحثون سوي عن مصلحتهم الشخصية فقط، والسبب الثالث والاخير انه قد ادي رسالته لمدة اربعين عاما واَن له ان يستريح. ويفسر العجرودي ذلك الموقف علي الرغم من ترشيحه لانتخابات رئاسة الجمهورية بان الوضع كان مختلفا لان منصب رئيس الجمهورية يستحق من العجرودي ان يضحي بوقته حتي يطبق افكاره التي تغير من الواقع المصري وتصلحه علي حد تعبيره!