جاءت زيارة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان, ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة للقاهرة أمس, لتعيد الي الذاكرة زيارته المهمة لمصر في مثل هذا الشهر من العام الماضي, والتي توجت جهودا إماراتية مكثفة لدعم مصر سياسيا واقتصاديا بعد ثورة30 يونيو. ورغم أن ولي عهد أبو ظبي كان قد زار القاهرة في يوليو الماضي للمشاركة في الاحتفال بتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي, إلا أن زيارته الحالية تتخذ طابعا مختلفا بدا واضحا في اللقاء المطول الذي عقد بمقر رئاسة الجمهورية بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد, لمتابعة تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين في اطار شراكة استراتيجية ترتكز علي علاقات تاريخية فريدة من نوعها. ولعل حديث ضيف مصر الكبير خلال اللقاء مع الرئيس حول رؤية الامارات لدور مصر في المنطقة يعكس ما تتطلع اليه ابوظبي خلال الفترة المقبلة بشأن شراكتها الاستراتيجية مع القاهرة, حيث اكد أن وقوف الإمارات شعبا وقيادة مع مصر نابع من إيمانها الراسخ بما تمثله من عمق استراتيجي للمنطقة باعتبارها صمام الآمان للدول وللشعوب العربية, وبأهمية دورها المحوري والمهم علي المستويين الإقليمي والدولي.. كما أشار إلي الدور البناء الذي تقوم به مصر في دعمها للجهود الرامية الي تحقيق الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب مؤكدا ثقته في استعادة مصر بهمة رجالها ومؤسساتها الوطنية مكانتها الحيوية ودورها الريادي في المنطقة. المباحثات المصرية الاماراتية التي جرت بمقر رئاسة الجمهورية بحضور أعضاء الوفدين استعرضت العلاقات التعاون المتميزة وما تشهده من تطور ونمو بفضل الدعم الذي تلقاه من قبل قيادتي البلدين, تحقيقا للمصالح الاستراتيجية المشتركة.. اضافة إلي التأكيد علي مواصلة التنسيق وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والعمل علي دعم إقامة الشراكات الاستراتيجية بين الهيئات والمؤسسات المصرية والاماراتية. وربما يكون من المهم ان نرصد إدراك الإمارات لأهمية إستعادة مصر لدورها العربي علي الساحتين الإقليمية والدولية, باعتبارها إضافة الي الأمن القومي العربي عبر تصريحات لمسئولين اماراتيين صدرت في عدة مناسبات منها, تأكيد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية علي ثقته في أن مستقبل مصر سيكون أفضل لانها العمود الفقري للعالم العربي, ومركز إشعاع الثقافة العربية. قرقاش ذكر في احدي تغريداته عبر تويتر تعليقا علي الزيارة السابقة لولي عهد ابوظبي لمصر أنها تحمل رسالة بانه لا بديل للعرب جميعا الا نجاح مصر واستقرارها وازدهارها لأن ذلك يعزز مكانتهم جميعا. الإهتمام الإماراتي بآفاق العلاقات المصرية- الإماراتية بعد ثورة30 يونيو ونجاح مصر في تنفيذ خارطة الطريق السياسية تعكسه التقارير الاعلامية المتواصلة التي تتحدث عن شراكة مصرية- إماراتية تقوم علي علاقات تاريخية متميزة, ومصالح مشتركة بلا حدود. ان مستقبل العلاقات بين مصر والإمارات يبدو واضحا من واقع العلاقات في الوقت الراهن, فأبوظبي أضافت موقفا تاريخيا جديدا الي مواقفها التاريخية السابقة في دعم ومساندة القضايا المصرية, فموقف القيادة الاماراتية في دعم مطالب الشعب المصري التي خرج من أجلها في ثورة30 يونيو, يستدعي من الذاكرة موقفها المشهود خلال حرب اكتوبر, فإلي جانب دعم الاقتصاد المصري, القت الامارات بكامل ثقلها السياسي لدعم ثورة يونيو اقليميا ودوليا, فكانت الزيارات الاماراتية رفيعة المستوي الي القاهرة, عنوانا كبيرا لهذا الدعم المطلق وغير المحدود, وانتصارا لما يحمله الشعب الاماراتي الشقيق لمصر من حب صادق وتقدير كبير, باعتبارها الشقيقة الكبري لجميع العرب.