جاءت زيارة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد, ولي عهد أبوظبي, نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة للقاهرة الأسبوع الماضي, تتويجا لجهود إماراتية مكثفة لدعم مصر سياسيا وإقتصاديا بعد ثورة30 يونيو, التي جددت الإمارات في أعقابها احترامها للشعب المصري واختياراته, وهو الموقف ذاته الذي أعلنته واكدت عليه في أعقاب ثورة25 يناير. الوفد رفيع المستوي المرافق للشيخ محمد بن زايد, عكس الرسالة التي أرادت الإمارات أن تعلن عنها من خلال تلك الزيارة- التي تعد الأولي من نوعها بهذا المستوي منذ فترة طويلة وهي تتعلق بشكل أساسي بالبعد السياسي للدعم الإماراتي لتطلعات الشعب المصري, في مرحلة تشهد جدلا واسعا بشأن العملية السياسية الجارية في مصر, ولذا ضم الوفد الشيخ هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني والشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية, وفيما يتصل بالملف الإقتصادي يبرز دور وزير الدولة الإماراتي الدكتور سلطان الجابر, الذي يتولي هذا الملف بشكل مباشر عبر لقاءات متواصلة مع المسئولين في مصر سبقت هذه الزيارة وستتواصل بعدها في مراحل التنفيذ. ويشير المراقبون إلي إدراك الإمارات لأهمية إستعادة مصر لدورها العربي علي الساحتين الإقليمية والدولية بإعتبارها إضافة الي الأمن القومي العربي, وهو ما أكد عليه الشيخ محمد بن زايد حينما أشار إلي أن بلاده تشعر بالإرتياح لعودة الأمن والاستقرار لمصر, وتحترم وتقدر خارطة المستقبل التي تؤسس لعهد جديد تواصل فيه مصر دورها المهم إقليميا ودوليا. وفيما يعكس تقدير الإمارات لدور مصر في المنطقة, أوضح ولي عهد ابوظبي ان مصر قدمت الكثير للقضايا العربية والإسلامية, ولم تتوان يوما في تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة من اجل الدفاع عن القضايا العربية.. مشيرا إلي أنه ليس من المستغرب ما نراه من تحرك عربي فاعل لدعم مصر والوقوف بجانبها. الشيخ محمد بن زايد حرص علي تأكيد خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية سيرا علي درب الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان, الذي أسس لهذه العلاقة التاريخية والراسخة.. مشددا علي أن الشيخ خليفة بن زايد, رئيس الإمارات يولي أهمية خاصة لتوطيد العلاقات الأخوية مع مصر, والارتقاء بها الي الأفضل بما يحقق مصالح البلدين, ولذلك فإن الإمارات حريصة علي تقديم كافة أنواع الدعم لمصر بما يخدم خطط وأهداف التنمية في مصر لمصلحة الشعب المصري الشقيق. وزير الدولة الاماراتي للشئون الخارجية الدكتور أنور قرقاش قال إن الزيارة تعبر بشكل واضح عن الدعم الاماراتي والخليجي لمصر شعبا وحكومة.. مؤكدا في تغريدة له علي' تويتر' أن الرسالة التي حملها الشيخ محمد بن زايد لمصر والمصريين مفادها انه لا بديل للعرب جميعا الا نجاح مصر واستقرارها وازدهارها لأن ذلك يعزز مكانة العرب. الإهتمام الإماراتي بآفاق العلاقات المصرية الإماراتية بعد ثورة30 يونيو وزيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر عكس عمق الروابط بين الشعبين الشقيقين, وتحدثت التقارير الاعلامية عن الشراكة المصرية الإماراتية التي تضرب بجذورها عبر التاريخ والمصير المشترك عربيا بين الدولتين, واعتبرت أن كل تلك الرسائل كانت واضحة في زيارة ولي عهد أبوظبي, التي سبقتها سلسلة من المبادرات بدأت بتكليف رئيس الامارات للشيخ هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني بالتوجه إلي مصر لإعلان وقوف الإمارات إلي جانبها في هذه المرحلة الإستثنائية في تاريخها. السفير تامر منصور, سفير مصر في الامارات وصف زيارة ولي عهد أبوظبي, بأنها من أهم محطات العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين, لأنها تؤكد للعالم الدور العروبي الصادق للامارات الشقيقة في دعم الشعب المصري سياسيا واقتصاديا لتحقيق خارطة الطريق, التي خرج من اجلها في ثورة30 يونيو, موضحا أن الزيارة تأتي في لحظة زمنية فارقة ومهمة, وتنبع من حرص القيادة الاماراتية الرشيدة علي قطع الطريق أمام التدخلات الخارجية في الشأن المصري, وتجدد تأكيد الإمارات الوقوف بجوار مصر وحقها في حفظ أمنها واستقرارها.