يبدو أن ظواهر الدراما المصرية أصبحت عديدة جدا نظرا لما يحدث في هذه السوق من احداث بدأت بالاسعار الفلكية للنجوم, وكذلك هروب معظمهم من السينما إلي الدراما ومن الغناء إلي التليفزيون آخر هذه الظواهر كان المؤلف الملاكي, والتي انتشرت لفترة في السينما, ومنها إلي الدراما, بعدما اتفق عدد كبير من الفنانين علي النصوص التي سيقدمونها في شهر رمضان المقبل, وكانت المفاجأة تعاقدهم مع نفس المؤلفين الذين تعاونوا معهم من قبل, حتي أصبح لكل فنان مؤلف ملاكي, ليشرح الاخير للمؤلف تفاصيل الدور الذي يريده والشخصيات, ثم ينطلق المؤلف بخياله في الحدود التي رسمها له النجم. اول النماذج هو السيناريست مصطفي محرم الذي يتعاون مع الفنانة غادة عبد الرازق مرة ثانية بعد تعاونهما معا العام الماضي في مسلسل زهرة وازواجها الخمسة والذي أثار جدلا وقبلها الباطنية الذي تم تحويله من فيلم إلي مسلسل, حيث كانت بطلة الفيلم الفنانة نادية الجندي, إحدي الفنانات اللاتي كان مصطفي محرم مؤلفها المفضل و قام بكتابة عدد كبير من أفلامها, ويتعاون الثنائي محرم وغادة عبدالرازق وثالثهما المخرج محمد النقلي والذي قام بإخراج الأعمال من خلال مسلسل سمارة إحدي مفاجآت غادة عبدالرازق العام المقبل. وبعد نجاحهما معا في مسلسل قضية صفية يبدو ان الفنانة مي عز الدين شعرت بوجود كيمياء مشتركة بينها وبين المؤلف أيمن سلامة, وهي التي أدت الي نجاح مسلسلها السابق, مما دفعها لاختيار نص لأيمن سلامة بعنوان فيلا كرما, المقرر ان تقدمه في رمضان, وتستعد لتصويره أوائل العام المقبل ولكن هذه المرة بدون ثالثهما المخرج أحمد شفيق بسبب إنشغاله في تصوير مسلسل الشحرورة والذي يروي قصة حياة الفنانة صباح. الامر لايختلف كثيرا مع الفنانة حنان ترك, بعد نجاحها في مسلسل القطة العامية مع السيناريست محمد سليمان والمخرج محمود كامل, قررت إستكمال هذا النجاح من خلال مسلسل جديد بعنوان رسايل ولاتزال الجلسات مستمرة مع المؤلف للوقوف علي شكل المسلسل. كذلك الفنان سامح حسين قرر ان يقدم ديو مع صديق عمره المؤلف محسن رزق وذلك بعد تعاونهمافي مسلسلي عبودة ماركة مسجلة, واللص والكتاب, وكذلك استعدادهما للمسلسل الجديد في رمضان القادم, هذا الي جانب فيلمه الذي يقوم بكتابته حاليا. نفس الشيء مع السيناريست يوسف معاطي والذي قام بكتابة عدد كبير من الافلام السينمائية كان آخرهما فيلم بوبوس, ليقرر عادل إمام فيما بعد أن ينقله إلي الدراما في مسلسل فرقة ناجي عطاالله وهو العمل الذي يجري كتابته حاليا تحت إشراف عادل إمام, ليكون العمل الذي تجري به للدراما بعد غياب من تأليف مؤلفه المفضل يوسف معاطي. ويبدو أن الكيمياء ليست موجودة فقط بين يوسف معاطي وعادل إمام, ولكنها موجودة أيضا مع الفنان محمد هنيدي, الذي قرر ان يقدم تكملة لفيلم رمضان مبروك أبو العلمين حمودة الذي سبق وكتبه معاطي, ليتم تحويله إلي مسلسل لنفس المؤلف, الذي بات يشكل تميمة الحظ للفنان محمد هنيدي أيضا. الامر مختلف تماما مع الفنان محمد صبحي, والذي يقوم بكتابة معظم اعماله وكذلك إخراجها وتمثيلها ومن بينها مسلسل رجل غني فقير جدا وونيس وأحفاده, وأخيرا مسلسل يوميات ونيس وأحفاده والذي يجري تصويره حاليا. من جانبه قال الناقد طارق الشناوي, فلنكن صرحاء بان هذه الظاهرة لها وجهان, إيجابي, وآخر سلبي, الوجه الإيجابي كان يحدث مع نجوم الزمن الجميل, حيث قام الشاعر حسين السيد بتأليف معظم أعمال الفنان محمد عبد الوهاب, فإذا بحثت في اعمال الاخير ستجد ان60% منها من تأليف الشاعر الراحل حسين السيد, نفس الامر بالنسبة للشاعر أحمد رامي وأم كلثوم, وكذلك أيضا بين بديع خيري ونجيب الريحاني, ومأمون الشناوي وفريد الاطرش, لكن الوجه السلبي الذي نراه حاليا هو حصر النجم في شكل معين لايخرج منه يؤدي به الي الفشل, وأن يجعل منه شخصيه نمطية. وأشار الشناوي قائلا الشيء الأبشع والأصعب هو ان يتحول المؤلف أو الكاتب الي ترزي, وهذا أسوأ ما في التوأمة الفنية, وفي فترة من الفترات تحول الكاتب مصطفي محرم وكذلك بشير الديك الي ترزي سيناريوهات لأفلام نادية الجندي ونبيلة عبيد, رغم أنهما كاتبان مؤثران في أعمالهم, ولكن هذه فترة من فترات حياتهما أما الناقدة ماجدة خيرالله فقد قالت ان الموضوع يكون جيدا في حالة وجود كيمياء بين الطرفين, فيفهم كل فرد طريقة تفكير الآخر ويوحدان ذلك في عمل فني قوي الي هنا يصبح الأمر جيدا, خاصة أنه حدث مع نجوم عظماء مثل الفنان إسماعيل يس وأبوالسعود الإبياري ونجيب الريحاني وبديع خيري, وكذلك حينما تعاملت مع الفنانة مديحة كامل فلقد كتبت لها اربعة افلام وفي كل مرة كنت أكتب دون ان أضعها في حساباتي. أما إذا تحول الأمر الي تفصيل أو أن يسيطر المؤلف علي عقل الفنان ويكتب له كل ما يريده هنا يتحول الامر الي تفصيل سيناريو وهناك العديد من هذه النماذج في عصرنا الحالي. أما الفنان سامح حسين فقد علق قائلا علي تعاونه المتكرر مع السيناريست محسن رزق قائلا محسن هو زميل معهد فنون مسرحية ومعرفة قديمة وهو أقرب شخص قادر علي تشكيل شخصية سامح حسين فنيا خاصة انه يعرفني جيدا ويعرف ما هو مناسب لي لذلك أستعين به في كل اعمالي, ثم انه لا يوجد في الدنيا ثنائي ناجح الا ولابد ان يستغل هذا النجاح والامثلة علي ذلك كثيرة جدا خاصة حينما يكون تفكيرهما متقاربا ولا ينضب الا بعد فترة طويلة تصل إلي عشرة