أدمن السواد الأعظم من المصريين - دونما أن يدري - أكل لحوم الكلاب والقطط والخنازير والحمير لامؤاخذة ، والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة. وما دون ذلك بكثير! وراح تجار الموت و حانوتية الاستيراد القذر يغرقون البلاد بنفايات اللحوم، والسقط والحواشى التى تجمع من صناديق القمامة، بالإضافة إلى ألذ القطع من الحمير والخنازير والحيوانات النافقة، وأن كان من لحم فهو منتهى الصلاحية من المخزون الإستراتيحى لسنوات وسنوات متعدش لهذه الدول المصدرة لنفاياتها بقصد التخلص منها وبيعها بتراب الفلوس. وهل هناك افضل من مصر والمصريين لعقد مثل هذه الصفقات المجرمة؟ فقد توافرت جميع الشروط الملائمة لها، حفنة من المستوردين ذمتهم أستك وضميرهم معدوم، أما أخلاقهم فقد دفنوها منذ زمن وأقاموا لها سرادق عزاء فى أكبر قاعات عمر مكرم ونشروا لها نعيا بالبنط العريض فى جميع الصحف. وشعب طيب وفقير ماحلتوش اللضا و ما بيصدق حاجة رخيصة. وأن كان ثمنها الحقيقى صحته وعمره. وأجهزة رقابية مستغرقة فى نومها العميق وسايبة ايديها منذ أمد بعيد ولم يحاول أحد أن يوقظها حتى الآن، فحدث ولا حرج عن اللجان الطبية التى تسافر بصحبة المستوردين للكشف على اللحوم، والتأكد من سلامتها وصلاحيتها، وكيف يعقل أن تؤدى دورها وهم يسافرون على حساب المستورد الذى يتولى جميع نفقاتهم الشخصية؟ والمثل العامى يقول أطعم الفم تستحى العين. انهم معذورون ليس أمامهم سوى التوقيع على أوراق تثبت سلامة تلك اللحوم وصلاحيتها ولا كشف الطبى ولا يحزنون، وفى الموانئ والمطارات يلعب الابيج والمعلوم وغيره دوره فى تمرير الصفقات القاتلة إلى معدة المصريين التى اتهموها زورا بأنها تهضم الزلط. يحتكر معظم تجارة المجمد من اللحوم مافيا - أعاذك الله وإيانا منهم ومما يجلبونه - عدد لا يتجاوز العشرين على الأكثر، أغلقوا الباب عليهم حتى يسهل توزيع الغنائم واقتسام التورتة فيما بينهم، يسافرون ويتعاقدون على شحنات موبوءة بأسعار زهيدة، وهناك يتم تغيير المعالم، ووضع بيانات غير صحيحة، وتواريخ صلاحية مضروبة طبعا على الكراتين التى تشتم رائحتها العفنة إذا لم تلحقها الثلاجات لتوارى سوآتها. المفروم يغرى والبلوبيف يهبل والبسطرمة تجنن واللانشون مالوش حل خاصة مع إضافة فول الصويا بنسبة كبيرة، والتوابل القادرة على إخفاء معالم ما تلغ و تهبر ويستقر داخل - الداء - أقصد معدتك أيها المسكين، ولن أتكلم عن الكبدة التى هى موطن الأمراض، ومفرخة السموم الطفيلية، والبكتيرية، والفيروسية. أكثر من 90% من بروتين الغلابة القاتل يأتينا من الهند والبرازيل، وعندما توضع منتجاتهما المجمدة على سفرة جناب حضرتك فأعلم انك على أعتاب نكسة صحية لا محالة يطلق عليها الأطباء فى تشخيصهم حالة تسمم غذائى، حيث يصبح جهازك الهضمى مرتعا لبكتريا السلمونيلا وفيروس القولون النموذجى والتكسوبلازما، والساركوسيست، وساركواسبورديا، وطفيليات الحويصلات المائية والديدان الشريطية. إننا نواجه عصابة حقيقية، مافيا ومصاصو دماء وحيتان استيراد وتجار موت، يستوردون سموما خطرة تدمر شعبا، وتقضى على أمة، لا يهدفون الا إلى زيادة أرصدتهم وانتفاخ جيوبهم، من مال حرام يجمعونه غشا وتلاعبا بأقوات المصريين، لا يخافون الله، ولا يعملون ليوم تشخص فيه الأبصار، يتكتلون ويطيحون بكل من يعترض طريقهم المشبوه، أو يحاول أن يقدم بديلا لمجمدات السم الهارى. سعيهم للقضاء على ثروتنا الحيوانية لم يكن مشكورا، وتدخلهم لارتفاع أسعار اللحوم البلدية لم يكن محمودا، نفوذهم وصل لفعل أى شئ وكل شئ من أجل استقرار أوضاعهم، وفرض هيمنتهم على السوق، والتحكم فيه تبعا لمصالحهم الضيقة، ودحر أى جهود تبذل من أجل تقديم لحوم سليمة بسعر معقول وليس ببعيد ما تعرضت له قبل سنوات الدكتورة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى - سابقا - من حملة شرسة لا لشئ إلا لأنها حاولت - مجرد محاولة - استيراد لحوم من اثيوبيا، لقد تلقت تهديدات صريحة وواضحة، ثم قامت الأبواق الدعائية لهؤلاء التجار - من الجاهزين دوما طالما الفيزيتا تدفع والسبوبة لا تنقطع - بحملات أشبه بحرب تكسير العظام، ضد الوزيرة، وكل من له علاقة باثيوبيا، فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها حتى تحقق لهم مرادهم بمنع استيراد اللحوم من اثيوبيا، والقضاء على الفكرة فى مهدها. هل من مسئول يتقى الله ويقف فى وجه هذا الفساد المستشرى حتى لا نأكل لحم الحمير؟!.