غدا يتوجة المصريون الي صناديق الانتخابات للادلاء بأصواتهم في مرشحي البرلمان المقبل. ورغم اية تحفظات تقولها بعض الاحزاب حول سلامة العملية الانتخابية فهو يوم ينبغي ان يمر بسلام. أكثر ما يمكن أن يعكر استقرار بلد لجوء بعض الاطراف الي العنف أو ادعاء وجود عنف بهدف احداث ضجة وافساد هذا الحدث المهم. أملي أن يتحلي الجميع بالقيم الحديثة أي قيم القانون في التعامل مع الانتخابات. ما شهدناه في الانتخابات السابقة من هرج ومرج وعنف متعمد من قبل تنظيم غير شرعي طلب من عناصره في لحظة من اللحظات الاستشهاد علي صناديق الانتخاب ينبغي ألا يحدث. الاستشهاد هو تعبير ديني بامتياز.. الاستشهاد لا يكون الا في المعارك الكبري دفاعا عن الوطن ضد غزو أجنبي. الاستشهاد لا يكون أبدا في منافسة انتخابية. الانتخابات هو مظهر حضاري يعبر عن انتقال مجتمع الي مرتبة بالغة التقدم. استخدام الشعارات الدينية مثل الاستشهاد فيه خطورة كبيرة علي أمن هذا الوطن. بالعكس من ذلك يجب علي قادة الرأي وممثلي الدوائر والعمد ورجال الدين ان يبثوا الطمأنينة في نفوس الناس جميعا. هذه مصرنا جميعا. هذا وطن كل المصريين لا ينبغي التهاون في حمايته. هذا يوم الكشف عن الاقنعة.. هذا يوم الوضوح: هل نريد دولة دينية تقسم هذا الوطن الي أشلاء ممزقة أم نريد دولة لكل المصريين بلا تمييز. ؟ هل نريد أحزابا مدنية حقيقية تعبر عن الناس أم نريد تنظيما غير شرعي يستبعد المواطنين من العملية السياسية ؟ هل نختار التقدم أم نختار التخلف. ؟ انتخابات2010 سوف تكون فارقة في تاريخ هذه الامة. هذة الانتخابات سوف تزيد من شريحة الاحزاب المدنية في البرلمان. نحن في طريقنا لتحقيق انجاز ديمقراطي بشرط اختيار أعضاء مجلس الشعب بناء علي برامجهم.. بناء علي ما سوف ينفذونه من برامج لتأمين مستقبل أولادنا. كفانا صراعات في الاقليم.. كفانا استنزاف للموارد. أتمني أن يمنح الناخبون أصواتهم لمن سيدفع هذه الامة الي الامام.