كلمة الألتراس في اللغة اللاتينية تعني المتطرفين, ولكنه ليس التطرف الديني ولا السياسي, وإنما الرياضي الذي يتمثل في ولاء شديد وإنتماء بلا حدود ولا حساب لناد أو فريق بدليل أن الظاهرة بدأت في البرازيل المولعة بكرة القدم عام1940 ومنها انتقلت إلي أوروبا ومن بعدها دول الشمال الأفريقي. وأفراد الألتراس يميلون إلي استخدام الصواريخ والشماريخ, ويستخدمون الهتافات والأناشيد لإلهاب حماس اللاعبين وعندهم مبادئ أهمها ألا يتوقف الغناء أو التشجيع خلال المباراة مهما كانت النتيجة وألا يجلس أحد منهم طالما لم يطلق الحكم الصفارة, وأن يحضروا المباريات بكثافة في الذهاب والعودة في الداخل والخارج مهما كانت المسافة ومهما كانت التكاليف. ومثل هؤلاء الشباب الذين بحثوا عن الإنتماء والولاء في الرياضة بعد أن أغلقت أمامهم أبواب السياسة, ولم يجدوا في الأحزاب الموجودة علي الساحة مايقنعهم ويستحق طاقاتهم بعد أن اكتشفوا أنها ليست أكثر من فروع للنظام الحاكم لايستحقون منا الإهانة ولا التقليل من شأنهم وسبهم وسب آبائهم, فشباب الألتراس الحقيقيون لايطلبون من الأندية شيئا إلا مايساعدهم علي دخول المباريات بتخصيص مقاعد ذات تذاكر مخفضة وأماكن يضعون فيها الرايات والأعلام وتنظيم الدخلات. وما يجب التعامل معه بحسم هو ظاهرة جر هؤلاء الشباب إلي معترك السياسة أو البلطجة من خلال عناصر مدسوسة معروفة للجميع تريد أن تسغل الموقف.. وإذا كان ألتراس أهلاوي يموت عشقا في الفانلة الحمراء ويقف بكل قوة وراء الفريق وهو في أصعب الظروف.. وإذا كان وايت نايتس يبكي حال الزمالك المائل.. وإذا كان جرين إيجلز مستعد لأن يضحي بنفسه من أجل أن يعيش المصري.. وإذا كان يلو دراجونز يقدس الاسماعيلي.. لماذا الحل ومن المستفيد من وراء المسرحيات التي تعرض الآن.. ألا من قانون يضع الأمور في نصابها الصحيح ويردع من ينحرف أو يتطرف أو يسلم نفسه لأصحاب الأهداف الأخري بدلا من ترك الحبل علي الغارب لمن يحرق أغصان الزيتون ويشعلها نارا من أجل بطولة زائفة يحقق بها مكاسب وهمية ؟!