اشتهر عبد المنعم بلقب مصطفي مانجة ونشأ في أسرة محدودة الدخل ولم ينل حظه من الاستمرار من التعليم وخرج لمواجهة الحياة واستقر به الحال للعمل قهوجي وأتقن صنعته جيدا لكن أصدقاء السوء لم يدعوه وشأنه والتفوا من حوله وتعلم تعاطي المخدرات بمختلف أصنافها وعندما تراكمت الديون عليه ولم يصبح قادرا علي شرائها لعب الشيطان في رأسه وفكر في أن يصبح مروجا لها لاسيما أنه علي علاقة بعدد ليس بالقليل من المدمنين ويستطيع أن يصرف بضاعته بينهم وبالفعل بدأ رحلته مع عالم المخدرات منذ سنوات عقب اتصاله بالمصادر السرية التي توفر احتياجاته من نبات البانجو الذي اشتهر بطرحه في الأسواق لرخص سعره وإقبال بعض الطبقات المهنية عليه والشباب حديثي الإدمان وحقق من وراء ذلك أرباحا لا بأس بها ولم يترك حرفته الأصلية وتطور به الحال لتأجير المقاهي وإدارتها حتي تكون ستارا لنشاطه الآثم الذي اتسع وصولا للمحافظات المجاورة وسقط بسبب تجارة الكيف في العديد من قضايا المخدرات ودخل السجن وخرج منه في آخر مرة عام2010 واستفاد من الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد في العودة لترويج النبات المخدر بين زبائنه علي خلفية أن الوضع من حوله يساعده ومن الصعب الوصول إليه لاسيما أنه غير محل إقامته وفتح مبيعا من داخل مقهي جديد ونظرا لخطورته علي مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية تم وضعه علي قائمة المطلوب ضبطهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من رصد تحركاته وتعاملاته حتي استهدفوه في مكان عمله وعثروا بحوزته علي كمية كبيرة من البانجو وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة المعلومات الواردة بشأن بؤر بيع المواد المخدرة وإعداد خطة لغلقها حفاظا علي أمن وسلامة المواطنين وإبعاد الشباب المدمن عن التعامل مع من يديرونها حتي لا يرتكبوا جرائم قتل وسرقة بالإكراه واغتصاب. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيدين محمد طلعت رئيس فرع غرب وهشام طايل مفتش المباحث الجنائية والمقدم صلاح النادي رئيس مباحث أبو صوير ومعاونيه أحمد عبد الفتاح وعبد العزيز تمام وعبد الله العادلي ومحمد فؤاد ودلت تحرياتهم أن عبد المنعم32 سنة عاطل المعروف باسم مصطفي مانجة سبق اتهامه في15 قضية مخدرات ومشاجرة وله كارت جنائي قام باستئجار مقهي في مدينة المستقبل بعد أن خرج من السجن قبل أربع سنوات واستثمر وجوده في هذا المكان وبدأ يتصل بعملائه الذين يعرفهم جيدا لكي يوفر لهم البانجو السيناوي الفاخر وأضافت التحريات أن المتهم يبدأ ممارسة نشاطه في الساعات المتأخرة من الليل لكي لا ينفضح أمره ويتفاوض مع زبائنه الراغبين في شراء النبات المخدر بالقطاعي أو الجملة بعد أن يطمئن إليهم ومن( الناضورجية) الجالسين في المقهي وخارجه الذين يساعدونه في تجارته ويوفرون له الحماية حتي لا يسقط في قبضة الأجهزة الأمنية وأشارت التحريات إلي أن مانجة قام بجلب حصة من البانجو لطرحها بين عملائه من مصادره في الكيلو11 ومنطقة الشيخ سليم ويحاول جاهدا الخلاص منها والاستفادة المالية من عائدها وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة حول المقهي الذي يديره ودفعوا بأحد رجال الشرطة السريين للتعامل معه ولم يدر أنه في الفخ وسرعان ما توجهوا إليه وبتفتيش مقر عمله عثروا علي مخزن يضع فيه النبات المخدر وقاموا بإخراج لفافات كبيرة منه وسط حالة من الذهول انتابته وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف بحيازته المضبوطات بقصد الاتجار فيها للتربح من ورائها وبعرضه علي سمير زغلول وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف هيثم فاروق مدير نيابة مركز أبو صوير الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد. ال