محافظ الوادي الجديد: بحث الإجراءات التنفيذية لمشروع إنشاء أول مركز لإنتاج الحرير الطبيعي    زيادة رأسمال شركة «إيجوث» إلى 3 مليارات جنيه    الصليب الأحمر: 80% من المرافق الصحية بشرق الكونغو تعاني نقصا في الأدوية    القاهرة الإخبارية: أجواء إيجابية تسود لقاءات شرم الشيخ بشأن اتفاق غزة    النادي الأهلي يعلن التعاقد مع المدرب الدنماركي ياس سوروب    رئيس حي شرق الإسكندرية يستأنف على حكم سجنه غيابيا بالمؤبد في قضية رشوة    حزب النور يدفع ب حمادة سليمان مرشحًا لمجلس النواب عن دائرة سنورس وطامية بالفيوم    محافظ الجيزة يعتمد حركة تنقلات مديري ووكلاء الإدارات التعليمية    روسيا تحذر الولايات المتحدة من تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك    التحالف الوطنى يقدم خدمات إنسانية لأكثر من 18 ألف مواطن فى قرية برنشت    صدام جديد بين زيزو والزمالك.. اتحاد الكرة يحدد موعد جلسة الاستماع    السوبر الإفريقي.. بيراميدز يبدأ استعداداته لمواجهة نهضة بركان الجمعة المقبل    خطة أوروبية بقيمة مليار يورو لزيادة استخدام الذكاء الاصطناعى فى الصناعات الرئيسية    ضبط كميات كبيرة من المواد الغذائية مجهولة المصدر بمدينة العاشر من رمضان    طقس غد.. انخفاض بالحرارة وفرص أمطار ببعض المناطق والعظمى بالقاهرة 29 درجة    تموين قنا: ضبط 295 مخالفة تموينية متنوعة خلال أسبوع    السيطرة على حريق نشب فى مخزن سيراميك على طريق مصر الإسماعيلية    خالد العناني مديرًا عامًا لليونسكو.. والريادة الثقافية والحضارية موطنها مصر    وزير الثقافة يفتتح قصر ثقافة حلوان بعد انتهاء أعمال تطويره    انطلاق برنامج مصر جميلة لاكتشاف المواهب الفنية والأدبية بالوادي الجديد    بالأسماء.. إصابة 9 مواطنين في حادث تصادم سيارتين على طريق شبرا بنها الحر    من الحديد إلى الهيروين.. المؤبد لحداد سقط في قبضة العدالة بقليوب    بلخي: إعادة بناء النظام الصحي في غزة ضرورة إنسانية عاجلة    أسعار الدواجن بأسواق الإسكندرية تصل إلى 80 جنيها للكيلو    طارق العوضي: البرلمان الحالي غير مؤهل للنظر في «الإجراءات الجنائية»    في ذكرى ميلاد فارس السينما.. «أحمد مظهر» العسكري المثقف الذي سكن قلوب الجمهور    عمر مونّس ياجي يحصد جائزة نوبل في الكيمياء 2025    نائب وزير الصحة يجري جولة ليلية مفاجئة لعدد من المستشفيات بالإسكندرية    علاج 1928 مواطنا مجانا ضمن قافلة طبية بقرية في الشرقية    «فصل الشتاء».. نصائح للوقاية من الأمراض الموسمية    نجاة رئيس الإكوادور من هجوم على موكبه    مشاركة دولية غير مسبوقة في بطولة مصر لهواة للجولف 2025    الأهلي يعود للتدريبات اليوم استعدادًا لضربة البداية بدوري الأبطال    رجال لا يكررون الخطأ مرتين.. 4 أبراج تتعلم بسرعة من التجارب    السيسي: الوضع الاقتصادي يتحسن يومًا بعد يوم.. ولسه الأفضل قادم    أشرف عبد الباقي ضيف برنامج فضفضت أوى مع معتز التونى اليوم    عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم اليوم بمسجد الشرطة بالتجمع الخامس بعد صلاة المغرب    «فضل الشهادة والتضحية في سبيل الوطن» في ختام فعاليات الأسبوع الثقافي لوزارة الأوقاف    دعم ركائز الأمن والاستقرار    وفد لبنانى يزور هيئة الاعتماد والرقابة للاطلاع على تجربة مصر بالإصلاح الصحى    الصحة العالمية: إدخال الرعاية التلطيفية فى النظم الصحية الوطنية    «الشكاوى الحكومية» تتلقى 13.5 ألف شكوى واستغاثة صحية    بن جفير يقتحم الأقصى مجددًا وسط توتر أمني في عيد العرش اليهودي    السيسي يوجه بإطلاق اسم أحمد عمر هاشم على مسجد وطريق ومحطة قطار    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 8-10-2025 في محافظة الأقصر    يد - بعثة الأهلي إلى المغرب للمشاركة في بطولة إفريقيا    رئيس هيئة الشراء الموحد يبحث مع مستشار الرئيس للصحة الموقف التنفيذي لمشروع «المخازن الاستراتيجية»    تزوجت بقصد الإنجاب عبر الحقن المجهرى دون جماع والطلاق بعده.. ما حكم الدين    زحام من المرشحين على أسبقية تقديم أوراق انتخابات مجلس النواب بالأقصر    أكسيوس: ويتكوف وكوشنر يصلان شرم الشيخ للانضمام لمفاوضات إنهاء حرب غزة    ترحيل عصام صاصا وآخرين لقسم شرطة دار السلام بعد إخلاء سبيلهم    اعرف اسعار الدولار اليوم الأربعاء 8-10-2025 في بني سويف    «كنت أسير خلفه».. كيف بشر نبي الله الراحل أحمد عمر هاشم بمستقبله    سعر سبيكة الذهب اليوم الأربعاء 8-10-2025 بعد الارتفاع الكبير.. بكام سبيكة ال10 جرام؟    ابنة أحمد راتب: أشهد الله أنك يا حبيبي تركت في الدنيا ابنة راضية عنك    نائب رئيس الزمالك: «مفيش فلوس نسفر الفرق.. ووصلنا لمرحلة الجمود»    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 8-10-2025 في بني سويف    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة المغرب وديًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكرات المشير - الحلقة الثانية
اللقاء الأول بين ناصر وعامر

نشرت الأهرام المسائي قبل أسبوعين صفحة من مذكرات عبد الحكيم عامر بخط يده وبعد ذلك قمنا بنشر الحلقة الأولي من المذكرات بخط يد صاحبها وقلنا قبل نشرها إن الأهرام المسائي سوف تنشر مذكرات المشير بخط يده بعد أن خصت أسرة المشير الجريدة بذلك
ملخص مانشر
في الحلقة الأولي من مذكرات المشير تناولنا صفحات سرية من حياة عبد الحكيم عامر كما دونها بخط يده التي أظهرت تفاصيل يتم الكشف عنها للمرة الأولي وتناولنا مولد عبد الحكيم في عام‏1919‏ في بلدة اسطا ل بمحافظة المنيا حيث كان الابن الثاني للشيخ علي عامر كبير القرية والذي يمتلك مع اشقاء الاربعة خمسمائة فدان وهذا لايعني انهم اعيان البلدة بل يعتبر الشيخ علي عامر كبير البلدة‏,‏ وحكيم الابن الثاني لاشقائه من نفس الام والاب‏,‏ وهم حسن الاكبر وعايدة الاصغر وفؤاد ومصطفي‏,‏وعلي الرغم من طاعة جميع ابناء عامر لوالدهم دون نقاش كان حكيم يجادل في كل شئ وقد وصل به الامر الي الاعتراض علي الحذاء الذي اشتراه له والده في العيد مثل اشقائه وابناء عمومته وكانت حادثة يتندر بها الاهل في المجالس ولكنها تعكس الكثير في هذه الشخصية التي تحمل بداخلها الكثير من التناقضات بين السكون والثورة‏,‏ وعلي الرغم من تفوقه الا انه التحق بكلية الزراعة رغمآ عنه اثر اصابته بحمي شديدة جعلته يدخل في حالة غيبوبة واثرت علي متابعته لدروسه وبالتالي دخل كلية الزراعة وعلي الرغم من فرحة ابيه لان هذا يعني ان يرعي حكيم الاراضي التي تمتلكها العائلة علي اساس من الدراسة الا انه في نفس الوقت كان مبعث تعاسة واحساسا بعدم الرضا له حتي جاءه المنقذ زميله في كلية الزراعةليبشره بان الكلية العسكرية فتخت الباب لقبول دفعة جديدة وتحقق حلم حكيم ووجد ضالته بقبوله في الكلية العسكرية ليتخرج فيها‏.‏
******************************
بعد أن طرحنا تساؤلا مهما وهو‏:‏ هل هناك مذكرات للمشير عامر؟‏.‏ وقال لنا جمال عبد الحكيم عامر إن المشير قام بتدوين تلك المذكرات بخط يده وأن المشهد الذي تابعه الملايين في مسلسل صديق العمر للمشير وهو يدون مذكراته إنما يعكس واقعا في حياته وليس مجرد تمثيل مشهد درامي‏,‏ وفي نفس العدد أنفردت الأهرام المسائي بنشر صفحة من مذكرات المشير بخط يده تحدث فيها عما سماه يوم الجمعة المشهود ثم نشرنا الثلاثاء الماضي الحلقة الأولي التي تناولت حياة المشير عامر حتي التحاقه بكليته العسكرية الذي جاء بالمصادفة‏.‏
واليوم تواصل الأهرام المسائي نشر حلقات من حياة المشير عبد الحكيم عامر والقصة الحقيقية لحياته من خلال تسجيل اهم المحطات في حياته عسكريا وإنسانيا واجتماعيا بصوت الابن الاكبر ولم يكن ذلك اجتهادا أو محاولة للسطو علي بعض الأوراق أو المستندات ولكن من خلال ما يسرده السيد جمال عبد الحكيم عامر وما يقدمه من وثائق بخط يد المشير ومذكراته في فترة اعتبرها البعض من اهم الفترات في تاريخ مصر والعالم العربي‏.‏
أخيرا وجد عبد الحكيم عامر نفسه في الكلية العسكرية ونظرا لتفوفه وسماته الشخصية وما يتمتع بها من بساطة وقوة وحكمة في إدراة الامور تم اختياره ليكون قائدآ لمجموعته في سنوات الدراسة العسكرية وهو عرف متعارف عليه داخل الكلية وتمر الايام سريعآ وعلي الرغم من اقامة حكيم مع شقيقه حسن وشقيقته عايدة في احدي الشقق البسيطة في حي العباسية بالقاهرة وإحساس بالاستقرار والطمأنينة معهم خاصة لقربه من عايدة إلا أنه كان لايترك اي فرصة من اجازات الا ويسافر الي وطنه وسكنه الصغير البيت الكبير حيث امه التي تخصه عن اشقاء بالعطف والحنان الجارف ووالده الشيخ علي عامر الذي يري في حكيم منذ الصغر انه سيكون له شأن كبير وحينما التحق بالعسكرية سعد كثيرا وتأكد له انه وضع قدمه علي الطريق الصحيح ولكن لم يكن يعلم ان القدر سيفاجئه بما يفعله حكيم‏.‏
الإسكندرية‏..‏ الشاهد الأول
تخرج عبد الحكيم عامر في الكلية العسكرية عام‏1939‏ وتم تكليفه في احد المعسكرات بالاسكندرية وتحديدآ في المكس وهنا كانت بداية التعارف بينه وبين جمال عبد الناصر ودار حديث لا يتخطي حدود ذكريات الدراسة في الكلية الحربية وذكريات كل منهما في قري الصعيد فثلما كان حكيم من المنيا‏,‏ كان جمال من اسيوط اي كان الاثنان علي نفس الخط؟ في المكان والدراسة والذكريات‏,‏ وانتهت فترة التكليف بالاسكندرية وعاد مرة اخري الي العباسية حيث كان يوجد آنذاك معسكرات حربية في العباسية وكا نت المفاجأة بنقل حكيم الي الحدود المصرية السودانية‏.‏
جبل الأولياء‏..‏ الشاهد الثاني
وكانت مفاجأة عبد الحكيم عامر حكيم ليس بانتقاله الي جبل الاولياء ولكن كان مبعث المفاجأة هو تصادف نقل جمال عبد الناصر معه وفي المجموعة نفسها التي يتولي قيادتها قائد فظ وغليظ يتفنن في إغضاب الضباط وكانت اتعس لحظات حياته حينما يجدهم سعداء؟ وفي هذه الفترة تقرب حكيم من جمال فلم يجد كل منهما سوي الاخر و نظرا لما يتمتع به الاثنان من سمات شخصية قيادية وبساطة والاحساس بالاخرين كان من الطبيعي ان وجودهما معا طوال الوقت والتفاف المجموعة حولهما يثير قلق القائد الذي قرر نقل جمال عبد الناصر الي منطقة نائية شبه منعزلة تبعد عن جبل الاولياء‏.‏
ووقتها شعر حكيم بالوحدة رغم وجوده مع المجموعة التي تحبه وتقدره فقد بدأ صداقته مع جمال تقوي ولم لا فكانهما نصفين لشئ واحد كل منهما يكمل الاخر فهما يتفقان من حيث حبهما للقراءة والاستماع لكوكب الشرق ام كلثوم وغيرها من الامور ووقتها كاد التفكير ان يقتل حكيم ولكنه علي وعي بسمات القائد ومدي كرهه لسعادته غيره فابتكر حيلة نجحت كما خطط لها؟ حيث ادعي امام القائد ارتياحه مع المجموعة وتصادقه معهم لدرجة انه لايشعر بالوقت وهنا اراد القائد ان يعاقبه فألحقه مع جمال عبد الناصر في نفس المنطقة النائية ولم يدرك بذلك انه يكافئه لانه سوف يذهب لنصفه الاخر وربما مرآته؟
مع وجود حكيم وناصر في المنطقة النائية التي تبعد عن جبل الاولياء علي الحدود المصرية السودانية حيث لم تكن تضم هذه الثكنة العسكرية سوي الاثنين لم يكن امامهما سوي القراءة ثم القراءة والمناقشات المستمرة والتفكير الدائم الذي ارتقي من الذات الشخصية الي احوال وطن عاش عمره تحت الاحتلال عاش عمره كله يعمل ويكافح لغيره ومن احوال الجيش المصري بعساكره وجنوده وضباطه إلي حال كل مصري ومع تحمس كل منهما وحبه للوطن كانت المناقشات تسير في هذا الاتجاه وكانها تقودهما لشئ ما يحمله القدر؟
شقة العباسية‏...‏الشاهد الثالث
استمر حكيم وناصر في الخدمة العسكرية علي مدي عامين متواصلين حتي جاءت حركة التنقلات ووقتها كانت الصداقة بينهما قد تعمقت فقد ظلا عامين متواصلين لايفترقان حتي اثناء فترة الاجازة فمجرد ان يسافر أحدهما الي اسرته واهله واحبائه وهم علي نفس الخط في الصعيد كان ناصر يتزاور مع حكيم وبدأت الصداقة تأخذ درجات اعمق واكبر‏,,‏ واعلنت الحركة حيث انتقل حكيم في المعسكر بالعباسية وناصر في قليوب وكلما حصل ناصر علي اجازة كان لابد ان يبدأ اجازته وينهيها عند حكيم في العباسية قبل الذهاب الي اسيوط وفور عودته فدائمآ البداية والنهاية في بيت العباسية
‏,‏ وافترق الصديقان في مواقع العمل فقط وكان ناصر حينما يحضر الي القاهرة يذهب الي شقة العباسية وحينما يجده مسافرا في المنيا يلحق به وبالفعل سافر حكيم ولكن هذه المرة بأستدعاء من الشيخ علي عامر لامر مهم
وفوجئ حكيم باجتماع اسرة عامر كلها وهي لاتجتمع الا في مناقشة الامور المهمة وغالبآ ماتكون مصيرية وهنا فوجئ حكيم بأن الامر يتعلق بحياته هو شخصيآ حيث اخبره الشيخ علي عامر بان الوقت قد حان لزواج حكيم خاصة بعد زواج شقيقه الاكبر المهندس حسن ولان العائلات الكبيرة والمعروفة في الصعيد كانت مشهورة فوقع اختيار عائلة عامر علي عائلة خليفة التي تربطها علاقات طيبة علي مر الزمن فكل منهما يعرف الاخر فجاءت الخطوة المهمة في حياته من منطلق حرص والده عليه حتي يشعر باستقرار الابناء وكأنها رسالة يجب ان يؤديها وهذا مايتسم به تفكير اهل الصعيد‏.‏
وبالفعل كان زفاف حكيم بمثابة احتفالية كبيرة فقد تم الاستعداد له لاكثر من شهر واعلن بين اهل القرية والقري المجاورة عن زواج عبد الحكيم ابن الشيخ علي عامر من الانسة زينب من عائلة خليفة واقيمت الافراح والذبائح والولائم وعلقت الزينة التي استمرت علي مدي اسبوع ثم عاد حكيم وعروسته الي العباسية واقام فيها لتشهد احلي ايام حكيم وفي نفس الوقت اشقاها ؟ وتحمل شقة العباسية بين جدرانها الكثير من الذكريات والاسرار‏,‏ فلم تمض اشهر قليلة الا وانتقل ناصر للخدمة العسكرية بالقاهرة ووقتها لم يجد سوي بيت صديقه وشقيقه الذي لم تنجبه امه حكيم وبالفعل اقام ناصر مع حكيم في العباسية حتي بعد زواجه وكأنه فرد من افراد الاسرة‏,‏وعاد الصديقان مرة اخري وكان اللقاء الذي مابعده الفراق الا‏.....‏الموت؟؟
يوم الأبناء والأشقاء
كان يوم الجمعة من كل اسبوع يوما غير عادي بالنسبة لحكيم منذ الطفولة فقد اعتاد ان يخصصه ه للاسرة ومناقشة احوال ومتابعة مشكلاتها ومعرفة تطلبات ومتطلبات كل فرد فيها فقد تعلم ذلك من والده الشيخ علي عامر الذي اعتاد ان يجمع جميع ابنائه سواء اشقاء حكيم من امه او اشقاؤه من زوجة ابيه‏,‏ حيث كان الشيخ علي عامر قد تزوج مرتين الاولي هي ام حكيم والتي انجب منها حسن وهو مهندس بترول والشقيق الاكبر لحكيم بعام‏(‏ والذي اصبح فيما بعد رئيس الهيئة العامة للبترول بعد حصوله علي الماجستير من انجلترا وعضو مجلس ادارة مشروع الصواريخ‏),‏ وعايدة وهي الاصغر مباشرة بعد حكيم‏(‏ والتي تزوجت فيما بعد من احد اقارب السيدة تحية كاظم زوجة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وقد تم التعارف حينما اقامت بناء علي رغبة حكيم مع تحية هانم بعد سفر ناصر الي فلسطين وخشي حكيم علي تحية هانم من اقامتها وحدها وهنا تعرفت عايدة حسن حسين وتم الزواج قبيل الثورة‏)‏ وهي مثل عادة اهل الصعيد لم تواصل تعليمها بل اكتفت بالمرحلة الاساسية فقط والدكتور فؤاد الذي كان يقيم بصفة دائمة مع حكيم وقد قام حكيم بسفره الي انجلترا لاستكمال دراسته وفور وصوله التحق بالكلية العسكرية ليصبح طبيبا ضابطا‏,‏ اما الشقيق الاصغر لحكيم من امه وهو مصطفي وفضل العمل في الزراعة ورعاية ارض الاسرة مع والده وبعض ابناء عمومته
ولحكيم ايضآ شقيقان من ابيه وهما المستشار عبد الجواد عامر وعبد المنعم عامر وكما تعلم حكيم من والده ان يكون ليوم الجمعة مذاق خاص بطعم الجو الاسري الخاص الذي يضم الجميع تعلم منه عدم التفرقة بين اي احد من اشقائه علي الاطلاق فكان حكيم الابن الثاني ولكنه الحضن الاكبر للجميع المعني بجميع مشكلاتهم وايضا افراحهم
وظل حكيم علي عادته الاسرية منذ الصغر التي اعتبرت بمثابة عرف وتقليد لايمكن الخروج عنه بل اصبح الجميع علي اتفاق ضمني بان اي امر من امور الاسرة او امورة الشخصية ينتظر حتي يوم الجمعة لمناقشته مع الاسرة وعلي راسهم حكيم الذي ظل علي هذا النهج يجتمع مع الكل اسرته الكبيرة من الاشقاء وابناء العم ومن الابناء لمناقشة كل كبيرة وصغير والتجمع علي مائدة واحدة تحت شعار اسرة الشيخ علي عامر التي تربت علي الوحدة والترابط‏.‏
سر حب حكيم‏...‏ للإسكندرية
كان حكيم يعشق الاسكندرية فهي ليست فقط اول ارض وطأتها قدماه بعد انتهاء دراسته العسكرية وتكليفه في اول معسكر في حياته العسكرية ولكنها اول مكان وقعت عينه فيها علي البحر الذي طالما عشقه حكيم ومن هنا كانت الاسكندرية المكان الاقرب الي قلبه وبالفعل وبعد مرور الزمن تم تخصيص فيللا صغيرة من الفيلل المعروفة له بطرازها البسيط والراقي في نفس الوقت تجاور فيللا مماثلة لها لصديق عمره كما كان دائمآ يلقب ناصر
ومع انتهاء العام الدراسي للأبناء وهم آمال الابنة الكبري‏(‏ والتي تزوجت فيما بعد من حسين شقيق جمال عبد الناصر‏),‏وجمال وصلاح وحصولهم علي الاجازة الصيفية يسافرون الي الاسكندرية حيث تستمر اقامتهم علي مدي ثلاثة اشهر هي اشهر الصيف وعلي الرغم من انشغال حكيم سواء في القاهرة او سفره الي اليمن او سوريا الاانه كان يحرص علي اختلاس ايام وربما ساعات ليقضيها مع الابناء وعلي شاطئ المعمورة وكأنه يرمي همومه للبحر ولكنه لايدرك الي اي مرسي سوف تستقر به الامور بأحداثها المتقلبة كالامواج؟
سنوات الحرمان
الحياة العسكرية بطبيعتها قاسية وصعبة لانها رسالة وامانة علي عاتق من يحملها ولايدفع ثمنها صاحبها فقط بل ذووه وابناؤه حيث يشهد ابناء حكيم علي غيابه الدائم لدرجة ان لحظات السعادة التي تجمعهم مع والدهم يتندرون بها فقد كان يقضي معظم الوقت في مكتبه حينما كان بالقاهرة ولان حكيم كان يشغل اكبر المناصب في العسكرية في مرحلة تاريخية حرجة ومهمة علي مستوي الامة العربية فكان هذا يعني سفره اكثر من بقائه غيابه اكثر من حضوره بين الابناء وعلي الرغم من ذلك كان حبه الشديد ورقة التعامل رغم قوته وجسارته التي تبدو للجميع الا ان الابناء يرون أنه ليس هناك اطيب من قلب حكيم الذي كان يختلس اللحظات للاجتماع بهم وكان الحديث لايخلو من القفشات فقد كان يتميز بخفة الظل المصرية البسيطة للشخصية الصعيدية وكان يهرب معهم وبهم في حديقة المنزل وخاصة في مساء يوم الجمعة يومه الاسبوعي المقدس‏(‏ اذا كان في القاهرة‏)‏وتعتبر عوضآ عن ايام بل سنوات من الحرمان
كما كان من الصعب علي حكيم ان يستمع لاحد فكان كما قال عنه والده منذ طفولته دائمآ صوته من عقله الاقرب الي العند ومع مرور الزمن وازدياد ثقته بنفسه وبقوة تفكيره ونجاح رؤيته الثاقبه في تحليله للكثير من الامور تأكد بداخله لايسمع الا صوت عقله والوحيد الذي كان يستطيع ان يخترق هذا السياج الفكري هو حسن شقيقه الاكبر ولكن حكيم كان يعتبره توءمه فهو لايكبره سوي بعام واحد فقط وربما اقل وهو الاقرب له في كل شئ وعاش معه كل الاحداث علي الرغم من سفره لانجلترا وظهر تأثير حسن عليه حينما اوعز الي حكيم بان لايكتفي بالاستقالة الشفهية عام‏1962‏ بل دفعه علي كتابتها موثقة ضمانآ لحقه الذي يذكر تاريخه وبالفعل قدم حكيم استقالة مكتوبة من الجيش لعبد الناصر في عام‏1962‏
وكانت الصداقة عند حكيم ليس لها خصوصيتها الشديدة بل قدسيتها فكان له مفهوم عميق لها والذي أكده لابنه جمال حينما ذهب الي الفيللا‏(‏ التي كانت مخصصة لهم من قبل القوات المسلحة بالقاهرة‏)‏ووجد حكيم يلعب مع اصحابه كرة القدم لعبته المفضلة مثل كل الاطفال في مرحلته العمرية وهنا استدعي حكيم جمال لغرفة مكتبه علي الفور وسأله مع من تلعب فاذا بجمال يجيب مع محموعة من زملائي في المدرسة وكم عددهم ؟ويرد جمال بخوف شديد واندهاش من السؤال ويرد مع سته من زملائي وهنا يسأل حكيم الاب في اندهاشه كيف يكون كل هؤلاء اصدقاءك او اصحابك‏(‏ فالصداقة ياولدي شئ كبير وغال لا تكون الامع شخص واحد فقط وفلا تعطي صداقتك الا لمن يستحقها‏)‏وضرب له المثل قائلا انظر الي عمري بلغت ما بلغت ولكن ليس لي سوي صديق واحد في هذه الدنيا جمال عبد الناصر‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.