في منازل شهداء ضحايا الغدر والارهاب الاسود بالفيوم, تاهت الفرحة وضلت طريقها, بعد أن أوصدت الامهات الأبواب وأغلقتها إذا وصل الفرح بعيد الفطر علي أعتاب منازلهن. حيث تحول عيد الفطر في هذه المنازل إلي عبث فهم يفتقدون أبناءهم فلذات أكبادهم فمنهم من ترك أطفالا صغارا ورضع ينتظرون مستقبلا مجهولا وورثوا قصصا من الفخر والعزة عن آبائهم الذين تركوهم وحيدين في هذه الدنيا. كانت تهنئة العيد عند أسر الشهداء مختلفة بعد ان اتشحت جدران منازلهم بالسواد وتوجهوا إلي المقابر, لزيارة أبنائهم الشهداء وجلست كل أم أمام قبر فلذة كبدها تحكي له عن حياتها التي أصبحت بائسة بعد فراقه, فكان العيد في قبور الشهداء هكذا كان عيد الفطر عند أسر شهداء الواجب وضحايا الارهاب والغدر بالفيوم. في منزل الشهيد أحمد رمضان علي, بعزبة فريد يعقوب, بمركز إبشواي, احتفت مظاهر الاحتفال داخل المنزل بينما الاطفال يلهون ويلعبون في محيط المنزل, ولكن فراق هذا الشاب شهيد الواجب جعل فرحة أسرته بالعيد غائبة وتحولت لحلقة من الدعاء له واستدعاء ذكرياته معهم وبدأ يظهر عليهم ابتسامات ممزوجة بتعبيرات وجه حزين فهم يقضون عيد الفطر بدونه والفراق صعب, كما قال أهله. وكان المجند أحمد رمضان, قد لقي مصرعه في انفجار سيارة مفخخة قد استهدفت حافلة نقل جنود القوات المسلحة أثناء مرورها,, بمنطقة الشلاق, الواقعة غرب الشيخ زويد بمنطقة رفح بمحافظة شمال سيناء مما أدي إلي استشهاد11 جنديا من خيرة أبناء مصر وإصابة37 آخرين. وقال عجمي علي,عم الشهيد إن إبن شقيقه كان سينهي خدمته في شهر يونيو الماضي,و كان يقوم بتجهيز شقته استعداد للزواج من إبنة عمته., وتجهيزات الزفاف وأضاف عم الشهيد, ان الأسرة لن تحتفل بعيد الفطر مثل باقي أهالي القرية, فمنزلنا به شهيد من أفضل شباب العائلة, وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي, بالقضاء علي الإرهابيين القتلة الذين لا يعرفون تسامح الدين الاسلامي. وقال كلنا وراء الجيش لتنظيف مصر من الخونة قتلوا شبابنا من الضباط و الجنود في الجيش و الشرطة, واختتم حديثة حسبنا الله ونعم الوكيل. وفي قرية الغرق, بمركز اطسا, كان الموعد مع أسرة شهيد آخر غابت عنها أيضا مظاهر الفرحة بعيد الفطر, فلن تجد الكعك والبسكويت, وملابس العيد الجديدة, الجميع في صمت ويعيش علي الذكريات الجميلة التي تركها المجند معوض شعبان عبد الرسول,(21 سنة). وأكد عدد كبير من الأهالي, أن الشهيد كان يتمتع بدماثة الخلق,وكان الجميع يحبه ويحترمه وأن فراقه ترك حزنا كبيرا داخل القرية لن يقدر الزمن والوقت, أن يمحيه فكان ذكيا عاقلا يحترم الكبير والصغير, فخسارته لن تعوض وجراح فراقه لن تندمل, هكذا كان شعور أهالي القرية. وكان مشهد عيد الفطر عند والدة الشهيد وأقاربه, مختلفا تماما فقد غابت الفرحة, واتشحت النساء بالسواد وتوجه الجميع للمقابر لكي يدعوا لابنهم الشهيد. وقد لقي الشهيد مصرعه عندما قام مسلحون مجهولون يركبون سيارة ملاكي بإطلاق النار علي قوة من الأمن المركزي كانت تقف أمام مدينة الأزهر الجامعية بمدينة نصر, ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمن مركزي وإصابة تسعة آخرين من بينهم رئيس مباحث قسم ثان مدينة نصر المقدم محمد الصعيدي. وقال محسن محمد, أحد أهالي القرية,إن المجند الشهيد كان يعول اسرته ومسئولا عنهم بعد سفر والده ليعمل في ليبيا وهو الابن الأكبر للأسرة المكونة من شقيقين أحدهما طفل في العاشرة من عمره مصاب بمرض عقلي و3 شقيقات متزوجات ولهن أطفال. وفي قرية عبد العال سليم, بمركز ابشواي, لم يختلف المشهد كثيرا فهناك شهيدا أخر, لم تحتفل أسرته بعيد الفطر. وكان المجند أحمد زيدان بسيوني,قد إستشهد في حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية, بمدينة المنصورة والذي راح ضحيته14 وأصيب200 من الضباط والجنود. وكان المجند وقت استشهاده قد أتم عامه العشرين, وتتكون أسرته من11 فردا, فوالدته ربة منزل وتبلغ(52 سنة) ووالده فلاح بسيط يبلغ من العمر(62 عاما),وللشهيد تسعة من الأشقاء وهم محمد وبسيوني وعبد الغني بالمراحل التعليمية, وتوأمه رحمة وشقيقاته الكبريات غادة وشيماء وسلمي وهن متزوجات. وقد وافق الدكتور حازم عطية الله, محافظ الفيوم, علي إعادة تسمية بعض المدارس بإطلاق أسماء شهداء الفيوم عليها. أطلق اسم الشهيد رمضان محمد عبد الله( مساعد شرطة) علي مدرسة الروضة الابتدائية بطامية واسم الشهيد فرج فضل محمود( مساعد شرطة) علي مدرسة معصرة صاوي الابتدائية بطاميه وإطلاق اسم الشهيد احمد زيدان بسيوني( مجند) علي مدرسة بنات طبهار الإعدادية بابشواي.